خُذْ عَلَى المُوصِل.. ثمّ القَني بـ
«الرّقّة»
أنفذَ أمير المؤمنين
الإمام عليّ عليه السلام معقلَ بن قيس الرياحي في ثلاثة آلاف رجلٍ إلى الشّام،
وقال له: «خُذ على المُوصِل، ثمّ نَصِيبين، ثمّ القَنِي بـ "الرّقّة"،
فإنّي مُوافيها».
ثم إنّه عليه السّلام
أوصاه وقال له:
«اتَّقِ
اللَّهَ الَّذِي لَا بُدَّ لَكَ مِنْ لِقَائِهِ وَلَا مُنْتَهَى لَكَ دُونَهُ. وَلَا
تُقَاتِلَنَّ إِلَّا مَنْ قَاتَلَكَ، وَسِرِ الْبَرْدَيْنِ [الصّبح
والعصر] وَغَوِّرْ
بِالنَّاسِ [انزل
بهم وقتَ اشتداد الحرّ، الغائرة] وَرَفِّهْ فِي السَّيْرِ،
وَلَا تَسِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ سَكَناً وَقَدَّرَهُ
مُقَاماً لَا ظَعْناً، فَأَرِحْ فِيهِ بَدَنَكَ وَرَوِّحْ ظَهْرَكَ، فَإِذَا
وَقَفْتَ حِينَ يَنْبَطِحُ السَّحَرُ أَوْ حِينَ يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ فَسِرْ
عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَإِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ
وَسَطاً، وَلَا تَدْنُ مِنَ الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ
الْحَرْبَ، وَلَا تَبَاعَدْ عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ حَتَّى
يَأْتِيَكَ أَمْرِي، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ قَبْلَ
دُعَائِهِمْ وَالْإِعْذَارِ إِلَيْهِم».
(نهج
البلاغة؛ وقعة صفين)
صورة رمز المدينة
العريش
العريش مدينة صحراويّة شمال
شرق سيناء في جمهوريّة مصر العربيّة، وهي عاصمة محافظة شمال سيناء. يحدّها شمالاً
البحر الأبيض المتوسّط، وشرقاً الشّيخ زويد ورفح، وغرباً بئر العبد، وجنوباً حدود
محافظة جنوب سيناء. مساحتها 762 كم2، وطقسها شبه صحراويّ مداريّ، وعدد
السّكّان 168197نسمة. [إحصاء عام 2013].
تنتج الزّيتون، وتشتهر بزراعة
النّخيل، لذلك فإنّ رمز مدينة العريش هو النّخلة تحوطها دائرة ترمز إلى الشّمس،
وأسفل الرّمز مياه البحر، وتحته سمكة تمسك بفمها غصن الزيتون.
تقع العريـش في مكان رينوكلورا Rhinoclura الفرعونيّة
القديمة. عرفها بلدانيّو العرب، وعنها قال الحمويّ في (معجم البلدان): «هي مدينة
كانت أوّل عمل مصر من ناحية الشّام على ساحل بحر الرّوم في وسط الرّمل، قال ابن
زولاق وهو يذكر فضائل مصر: ومنها العريش والجفار كلّه وما فيه من الطّير والجوارح
والمأكول والصّيد والتمور والثّياب.. وبها الرّمان العريشيّ .. قال: إنّما سمّي
العريش لأنّ إخوة يوسف، عليه السّلام، لما أقحط الشّام، ساروا إلى مصر يمتارون،
وكان ليوسف حرّاس على أطراف البلاد من جميع نواحيها فمسكوا بالعريش، وكتب صاحب
الحرس إلى يوسف يقول له:
إنّ
أولاد يعقوب الكنعانيّ قد وردوا يريدون البلد للقحط الذي أصابهم؛ فإلى أن أذن لهم،
عملوا لهم عريشاً يستظلّون تحته من الشّمس فَسُمّي الموضع العريش، فكتب يوسف إلى
عامله يأذن لهم في الدّخول إلى مصر.. ومدينة العريش مدينة جليلة وهي كانت حرسَ مصر
أيّام فرعون، وهي آخر مدينة تتصل بالشّام من أعمال مصر ويتقلّدها والي الجفار وهي
مستقرّة، وفيها جامعان ومنبران، وهواؤها صحيحٌ طيّب، وماؤها حلوٌ عذب، وبها سوق وجامع
كبير وفنادق جامعة كبيرة ووكلاء للتّجّار ونخلٌ كثير، وفيها صنوفٌ من التّمور ورمّان».