الأفعى اليهوديّة بِرأْسَين
§
بقلم:
الشّيخ حسين كَوراني
«وليسَ يَصِحُّ في
الأذهانِ شَيءٌ» إذا احتاج أحدٌ بعد ما يجري في فلسطين واليمن والبحرين والعراق
والشام، إلى دليلٍ على أنّ للغدّة السّرطانيّة وجهَين: الكيان السّعوديّ- أوّلاً
- والكيان الصّهيونيّ!
تعني
هذه الحقيقة الصّراح أنّ الأفعى اليهوديّة برأسَين: يهود احتلال زعامة الأمّة
والحجاز، ويهود احتلال فلسطين.
قبل
وعد «بلفور» كان المكر البريطانيّ قد أسّس المناخ الحاضنة للخنجر الصّهيونيّ
في قلب الأمّة.
يجب
إنصاف اليسار العربيّ عموماً، أنّه كان السّبّاق إلى التقاط حقيقة آل سعود. يومها
قال «مظفّر النَّواب» - في أجواء النَّكْسة - بلسان اليَسار: السّعوديّون
إسرائيل مهما بدّلوا ألوانهم...
خُدع
الإسلاميّون – إلّا النّادر- ببراقع القداسة والبترودولار، وانطلتْ على غالب الأمّة
- شيعةً وسُنّة - فِريةُ «إسلام» الوهّابيّين وآل سعود، بل «فجور» ادّعاء زعامتهم «أهل
السُّنّة والجماعة» وتمثيلهم الحصريّ لهم.
أمعنت
الوهّابيّة السّعوديّة في طَمْس مرجعيّة «الأزهر الشّريف».
بعد سقوط «مبارك» وقبل اعتناق «السِّيسي» الوهّابيّة
السّياسيّة، قال شيخ الأزهر: «لم نستطع أن نجاري البترودولار».
قبل
ذلك بعقود قال الإمام الخمينيّ: «يَبرأُ السُّنّة من الوهّابيّين. الوهّابيّون
ليسوا مسلمين».
***
في
أيّ سياقٍ تقعُ مجازر الدّواعش الصّهاينة والسعوديّين، التي تتوالى فصولاً وتَضرى؟
هل
ينْظمُها غيرُ سياق الحقد اليهوديّ الدّفين على البشر والحجر خصوصاً «سدّ مأرب».
مَن
المستفيد من «إدارة التّوحُّش»؟!
ومَن
المستفيد من استبدال عدوّ الأمة بإيران والإيرانيّين؟
لماذا
استشرسَ «وحوش» آل سعود الوهّابيّون، عندما ترنّح نتنياهو والكيان الصّهيونيّ
الوجه الثّاني للغدّة السّرطانيّة؟!
لماذا
انطلقت آلة التّدمير السّعوديّ وللمرّة الأولى - والأخيرة - عندما واجهت وحوشَهم
أسودُ المقاومة الإسلاميّة، والجيش السّوريّ، والحشد الشّعبيّ في العراق؟!
***
في
رجب كان هجومُ آل سعود على اليمن لاستكمال «إدارة التّوحّش»!!
رجب
شهرٌ حرام، تُجمع الأمّة على حُرمة الهجوم فيه!
وهذا
شهرُ رمضان على الأبواب!
كما
لم يرْعَ يهودُ احتلال فلسطين حرمةً لرجب أو شهر رمضان لأنّهم يهود، فكذلك هم آل
سعود.
لو
كان آلُ سعود من أمّتنا ومِلّتنا لما هان عليهم أن يصومَ المسلمون في اليمن
والبحرين وكلّ المنطقة بين تَشظِّي الصّواريخ والقنابل والحِمَم، وأن يفطروا على تجرّع
الموت، أو على الدّم وغُصَص فَقْدِ الأحبّة.
لو
كان آل سعود بشراً أسوياء - أي من غير اليهود - لهالَهم – فقط - صراخُ أطفال
اليمن!!
***
تمسّ الحاجة في - غير المجال الأمنيّ
والعسكريّ - إلى استنفار طاقات أحرار العالم العلماء والمفكّرين والإعلاميّين، في
ميادين التّوعية المدروسة المنهجيّة في الأبعاد التّالية:
1- التّاريخ،
لتظهير حقيقتَين:
أ) حقيقة تاريخ آل سعود. من أيّ قبيلة؟
ب) أنّ تحالفَهم مع الكيان الصّهيونيّ هو
امتدادٌ حقيقيّ لتحالف أبي سفيان مع يهود المدينة المنوّرة. سيُثبت البحث العلميّ
أنّ مشروع قُرَيشٍ الأمويّ قد تواصل مضمَراً بحكم مصالح العبّاسيّين إلى أن تمكّن
من الظّهور العلنيّ على يد ابن تيميّة.
يجب أن يتوسّع البحث ويتعمّق
في ما ثبت من وجودِ خطٍّ يهوديٍّ بالنَّسَب بين بني أميّة (هو عُقبة، وابنه الوليد
وسائر أبنائه، وآل أبي مُعَيْط)، وهل لهذا نظائر معاصرة في الحجاز وغيره؟
2- العقيدة والفكر،
لتظهير اعتقاد الوهّابيّة بالتجسيم كما يصرّح به ابن تيميّة وغيره، ولتظهير
اعتقادهم بالعداء للنبيّ الأكرم وأهل بيته عليه وعليهم السّلام، وأنّ حربهم على التّوسّل
وزيارة الرّسول والمراقد، فرعُ بُغضِهم للنبيّ وآله، بل فرعُ الإلحاد.
3- السّياسة،
لتوثيق احتضان وهّابيّة آل سعود المشروع القوميّ اليهوديّ وتشكيلهم الحاضنة الرَّؤوم،
وعَضُد الرّافعة المستنفرة خصوصاً في الأزمات.
كما تُغتنم الفرَصُ التي
تمرّ مَرَّ السّحاب، يجب استثمار هذه الفرصة الفريدة التي أتاحها استدراجُ فرعون
الحجاز إلى بحر اليمن ليغرقَ فيه، ثمّ توفيق الله تعالى لقائد انتصارات الأمّة في
التقاط اللّحظة المناسبة لهَزّ «حُرْم معاداةِ آل سعود»، الذي أدار الغربُ
سياستَه على أساسه في هذه المنطقة المحوريّة من العالم طيلةَ عقودٍ خَلَتْ.
***
هل سيصوم العلماء والمفكّرون بترك أخطر
المفطّرات المُبطلة للصّوم: «الخلط» بين آل سعود، والوهّابيّين عموماً، وبين
الأمّة؟
هل سيُكفّرون عن إفطارهم طيلةَ العقود
الماضية، ليُبادروا إلى تأسيس مراكز البحث والتحليل والإعلام الخاصّة بكشف التّزييف
المُزمِن، وتعزيز دوائر التّحقيق المنهجيّ المختلفة، لإنقاذ الأمّة من احتلال قلاع
قيادتها وزعامتها، واجتياح حصون كرامتها وقُدسها؟
ها هم المجاهدون في سُوح الوغى يُثبتون
أنّهم السّبّاقون إلى صوم الأمّة عن نكراء معاوية وآل أبي سفيان، وخلَفهم آل سعود.
وها هم السُّنّة قبلنا يُجاهرون ببراءتهم من
آل سعود والوهّابيّين، فماذا تنتظرون؟