حِكم
أَسْلَمُ القلوبِ ما طَهُرَ من الشُّبُهات
من أقوال الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام:
«لَا تَأْتِ رَجُلًا إِلَّا أَنْ تَرْجُوَ نَوَالَهُ، أَوَ
تَخَافَ يَدَهُ، أَوْ تَسْتَفِيدَ مِنْ عِلْمِهِ، أَوْ تَرْجُوَ بَرَكَةَ دُعَائِهِ،
أَوْ تَصِلَ رَحِمَاً بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ».
«رَحِمَ اللهُ أَقْوَاماً كَانَتِ الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ
وَدِيعَةً، فَأَدَّوْهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُمْ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَاحُوا خِفَافَاً».
إِنَّ أَبْصَرَ الْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي الْخَيْرِ مَذْهَبُهُ،
وَأَسْمَعَ الْأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْكِيرَ وَانْتَفَعَ بِهِ، وَأَسْلَمَ الْقُلُوبِ
مَا طَهُرَ مِنَ الشُّبُهَاتِ».
«النَّاسُ طَالِبَان: طَالِبٌ يَطْلُبُ الدُّنْيَا حَتَّى
إِذَا أَدْرَكَهَا هَلَكَ، وَطَالِبٌ يَطْلُبُ الْآخِرَةَ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهَا
فَهُوَ نَاجٍ فَائِز».
«اجْعَلْ مَا طَلَبْتَ مِنَ الدُّنْيَا فَلَمْ تَظْفَرْ بِهِ.. بِمَنْزِلَةِ
مَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِكَ».
لغة
قنع
*
قوله تعالى: ﴿..وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ..﴾ الحج:36.
القَانِع: هو الذي يقنعُ
بالقليل، ولا يسخَط، ولا يكلَح، ولا يَرْبَدُّ شِدقُه غَيظاً.
وفي
(الصّحاح): «القانِع: الراضي بما معَه، وربّما يُعطَى من غير سؤال، من قَنِعَ
- بالكسر - يقنَعُ قناعةً، فهو قانِع، وقيل: من قنَعَ يقنَعُ - بفتح العين فيهما –
قُنوعاً، فهو قانِع: إذا خضعَ وسأل.
*
قوله تعالى: ﴿.. مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ..﴾ إبراهيم:43،
هو من قولهم: أقنعَ رأسَه: إذا نصبَه لا يلتفت يميناً
وشمالاً، وجعل طرْفَه موازياً لما بين يدَيه.
وفي
الحديث: «القَانِعُ غَنِيٌّ، وَإنْ جَاعَ وَعَرِيَ»، و«مَنْ قَنِعَ اسْتَرَاحَ
مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَاسْتَطَالَ عَلَى أَقْرانِهِ»، و«مَنْ قَنِعَ فَقَدِ
اخْتَارَ الغِنَى عَلَى الذُّلِّ، وَالرَّاحَةَ عَلَى التَّعَبِ».
والقَناعة -
بالفتح: الرِّضا بِالقِسم. ومنه القانِع: وهو الذي يقنَع بما يُصيبه من الدّنيا
وإنْ كان قليلاً، ويشكرُ على اليسير. وفي الحديث: «القَنَاعَةُ كَنْزٌ لَا يَنْفَدُ».
والمِقْنَعُ والمِقْنَعَة - بالكسر فيهما:
ما تُقَنِّعُ به المرأةُ رأسَها. قال الجوهريّ: «والقِناع أوسعُ من المِقنَعة،
وجمعُ القِناع قُنُع؛ ككِتاب وكُتب. وتقنّعتْ: لبستِ القناعَ. وقنَّع الرَّجُلُ
رأسَه، بالتّشديد.
ورجلٌ مقنَّع: عليه بيضةٌ [خوذة]
مستورٌ بها. ومنه حديث أهل البيت عليهم السلام:
«أَمْرُنَا مَسْتُورٌ - أي محجوب - مُقَنَّعٌ بِالمِيثَاقِ..».
وفي
الحديث «..ثُمَّ أَتَى بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ عَلَيْه أَلْوَانٌ..».
القِناع: الطَّبَقُ الّذي
يُؤكَلُ عليه، ويُقال: القِنع (القُنع)، بالضمّ والكسر.
و(المُقنِع
في الغَيبة) للسيّد المرتضى رحمه الله.
(الشيخ الطريحي، مَجمع البحرين)