موجز في التّفسير
سورة الطلاق
ــــــــــــــــــــــــــ سليمان بيضون ــــــــــــــــــــــــــ
* السّورة الخامسة والسّتّون في ترتيب سوَر
المُصحف الشّريف، نزلت بعد سورة «الإنسان».
* سُمّيت بـ «الطلاق» لتعرّضها
بشكلٍ أساس لموضوع الطلاق وأحكامه، وهي تُفتتَح بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ..﴾.
* آياتها اثنتا عشرة، وهي مدَنيّة؛ مَنْ
قرأها مات على سُنّة رسول الله، صلّى الله عليه وآله،
كما في الحديث النبويّ الشريف.
في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة
اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ،
و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين)
للشّيخ عبد علي الحويزي.
|
*
«لم يُوصِ القرآن الكريم ولا أكّد في التوصية في شيءٍ من الأحكام المشرّعة كما وصّى
وأكّد في أحكام النساء...».
* «.. وأمّا [تشريع] الطلاق فهو من مفاخر هذه الشريعة الإسلاميّة، وقد وُضع جوازه على الفطرة، إذ
لا دليل من الفطرة يدلّ على المنع عنه... وقد اضطرّت المِلل المُعظّمة اليوم إلى إدخاله
في قوانينهم المدنيّة بعدما لم يكن».
(من تفسير الميزان)
محتوى السورة
أهمّ مسألةٍ طُرحت في هذه
السورة - كما هو واضحٌ من اسمها - هي مسألة «الطلاق» وأحكامه وخصوصيّاته، والأمور التي
تلي ذلك. ثمّ تأتي بعدها أبحاثٌ في «المبدأ والمعاد»، و«نبوّة الرّسول، صلّى الله عليه
وآله»، و«البشارة والإنذار». ومن هنا نستطيع أن نقسّم محتوى هذه السورة إلى قسمين:
الأوّل: يشمل الآيات السبع
الأُوَل، وهي تتحدّث عن الطلاق وما يرتبط به من أمور، وتتعرّض إلى جُزئيّات ذلك بعبارات
وجيزة بليغة، وبشكلٍ دقيق وطريف إلى حدّ الإشباع.
الثاني: يدور الحديث فيه
عن عظَمة الله، تعالى، ومقام رسوله، صلّى الله عليه وآله، وثواب الصالحين وجزاء العاصين،
على شكل مجموعة مُنسجمة لضمان إجراء هذه المسألة الاجتماعيّة المهمّة.
بعضُ
ثواب تلاوة سورة الطلاق
* عن النبيّ صلّى الله
عليه وآله أنّه قال: «مْنْ قَرَأَ هَذِهِ السّوْرَةَ أَعْطَاهُ اللهُ تَوْبَةً نَصُوحَاً».
* وعن أبي عبد الله الصادق
عليه السلام أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ الطَّلاقِ وَالتَّحْريمِ في فَريضَةٍ،
أَعاذَهُ اللهُ مِنْ أَنْ يَكونَ يَوْمَ القِيامَةِ مِمَّنْ يَخافُ أَوْ يَحْزَنُ،
وَعُوفِيَ مِنَ النّارِ، وَأَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِتِلاوَتِهِ إِيّاهُما وَمُحافَظَتِهِ
عَلَيْهِما، لِأَنَّهُما للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ».
تفسير
آيات منها
قوله تعالى: ﴿..فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..﴾ الآية:1.
* الإمام الباقر عليه
السلام: «كُلُّ طَلاقٍ لا يَكونُ عَلَى السُّنَّةِ أَوْ طَلاقٍ عَلى العِدَّةِ فَلَيْسَ
بِشَيْءٍ».
* وعنه عليه السلام: «وَاللهِ
لَوْ مَلَكْتُ مِنْ أَمْرِ النّاسِ شَيْئاً لَأَقَمْتُهُمْ بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ
حَتَّى يُطَلِّقوا للعِدَّةِ كَما أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».
قوله تعالى: ﴿..لَا تُخْرِجُوهُنَّ
مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ..﴾
الآية:1.
* الإمام الرضا عليه السلام:
«يَعْني بِالفاحِشَةِ المُبَيّنَةِ أَنْ تُؤْذِيَ أَهْلَ زَوْجِها، فَإِذا فَعَلَتْ،
فَإِنْ شاءَ أَنْ يُخْرِجَها مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا، فَعَلَ».
قوله تعالى: ﴿..لَا تَدْرِي
لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ الآية:1.
* الإمام الباقر عليه السلام:
«المُطَلَّقَةُ تَكْتَحِلُ وَتَخْتَضِبُ وَتَطَيَّبُ وَتَلْبَسُ ما شاءَتْ مِنَ
الثِّيابِ، لِأَنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقولُ: ﴿لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ
ذَلِكَ أَمْرًا﴾، لَعَلَّها أَنْ تَقَعَ في نَفْسِهِ فَيُراجِعَها».
قوله تعالى: ﴿..وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ للهِ..﴾ الآية:2.
* الإمام الباقر عليه السلام:
«قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: مَنْ كَتَمَ شَهَادَةً أَوْ
شَهِدَ بِهَا لِيُهْدِرَ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، أَوْ لِيَزْوِيَ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ،
أَتَى يَوْمَ القِيامَةِ وَلِوَجْهِهِ ظُلْمَةٌ مَدَّ البَصَرِ وَفي وَجْهِهِ كُدُوحٌ؛
تَعْرِفُهُ الخَلائِقُ بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ. وَمَنْ شَهِدَ شَهادَةَ حَقٍّ لِيُحِقَّ
بِها حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، أَتَى يَوْمَ القِيامَةِ وَلِوَجْهِهِ نورٌ مَدَّ البَصَرِ
تَعْرِفُهُ الخَلائِقُ بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ». ثمّ قال عليه السلام: «أَلَا
تَرَى أَنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى يَقولُ: ﴿..وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ..﴾».
* قوله تعالى: ﴿..وَمَنْ
يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..﴾
الآيتان:2-3.
الإمام الصادق عليه السلام:
«أَيْ يُبارِكُ لَهُ فيما أَتاهُ».
* وعنه عليه السلام: «إنَّ
اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، جَعَلَ أَرْزاقَ المُؤْمِنينَ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبونَ،
وَذَلِكَ أَنَّ العَبْدَ إِذا لَمْ يَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعاؤُهُ».
قوله تعالى: ﴿..وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..﴾ الآية:3.
* الإمام الصادق عليه السلام:
«جاءَ جَبْرَئيلُ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقالَ لَهُ
النَّبِيُّ: يا جَبْرَئيلُ، ما التَّوكُّلُ؟ فَقالَ: العِلْمُ بِأَنَّ المَخْلوقَ لا
يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَلا يُعْطِي وَلا يَمْنَعُ، وَاسْتِعْمالُ اليَأْسِ مِنَ الخَلْقِ؛
فَإِذا كانَ العَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَى اللهِ، وَلَمْ يَرْجُ
وَلَمْ يَخَفْ سِوَى اللهِ، وَلَمْ يَطْمَعْ في أَحَدٍ سِوَى اللهِ، فَهَذَا التَّوكُّلُ..».
قوله تعالى: ﴿.. وَلَا تُضَارُّوهُنَّ
لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ..﴾ الآية:6.
* الإمام الصادق عليه السلام:
«لا يُضَارَّ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِذا طَلَّقَها، فَيُضَيِّق عَلَيْها، حَتَّى
تَنْتَقِلَ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُها، فَإِنَّ اللهَ قَدْ نَهى عَنْ ذَلِكَ..».
قوله تعالى: ﴿..وَمَنْ
قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللهُ..﴾ الآية:7.
* الإمام الصادق عليه السلام: «إِنْ أَنْفَقَ
الرَّجُلُ عَلى امْرَأَتِهِ ما يُقيمُ ظَهْرَها مَعَ الكُسْوَةِ، وَإِلَّا فَرَّقَ
بَيْنَهُما».