الموقع ما يزال قيد التجربة
ملحق شعائر 20
دوري يصدر عن مجلة «شعائر»
قِيَمُ الإسلام.. وحروب المستكبرين
من حديث مُستعاد للإمام الخمينيّ قدّس سرّه
قبل ثمانية وثلاثين عاماً
إصدار المركز الإسلامي
بيروت – لبنان
1436 هـ - 2015 م
تقديم
لم يكن ذاك اليوم الذي يعود إلى ثمانية وثلاثين عاماً مضت، يوماً عاديّاً في تاريخ إيران والعالم الإسلامي. كان ثمّة ما يُنبئ عن حادث عظيم يُوشك على الوقوع. عن أوّل ثورة إسلامية في التاريخ الحديث سوف يبزغ فجرها وسط زمن عالميّ شديد القتامة والتعقيد وانعدام الوزن.
ما قصّة ذاك اليوم؟..
جمعٌ من الطلبة والمثقّفين الإيرانيّين، تحلّقوا حول إمامهم في حديقة نوفل لوشاتو الباريسية يُنصتون إلى وقع كلماته، ويتضاعفون أملاً وأُنساً بتوجيهاته. كثرةٌ منهم، ما كانوا يتوقّعون أنّ العودة المظفَّرة إلى بلادهم هي مسألة وقت لا يتعدّى الأيّام والأسابيع. لكنّ الإمام، الذي امتلأ قلبه بالألوهة، كان على يقين من أنّ العودة لا محالة آتية، وأنّ النصر على الطاغوت ليس غير ساعة صبر.
حدّث الإمامُ مُريديه ومُحبيِّه والمؤمنين عن مسيرته العظيمة حديث الواثق بربّه. كلّ كلمة وعبارة وهمسة أدناها من مسامعهم، كانت رسائل ثقة بالله، تعالى، وبشعبه الصابر المثابر على الانعتاق والحرّيّة، والغلبة على استبداد الشاه وداعميه من المُستكبرين.
في ذلك اليوم، كان حديث الإمام المُؤسّس روح الله الموسوي الخميني، قدّس سرّه، أشبه ببيان روحانيّ ثوريّ عالميّ توجّه به عبر الحاضرين إلى المسلمين وسائر المستضعفين في العالم. بيان شرح فيه حقيقة الغرب وطموحاته الاستعمارية في أرض الشرق. ثمّ أحال كلّ ما يرد في شروحه وتوجيهاته إلى وجوب إلزام النفس بشرع الحقّ، والتحلّي بمكارم الأخلاق وفضائل السير والسلوك.
* * * * *
قبل أكثر من ثلث قرن، كان كلّ شيء في العالم وفي بلاد المسلمين، على غير ما هو عليه الحال اليوم. لم تكن الثورة الإسلامية الظافرة قد أُنجزت بعد... نظام الشاه في ذروة طغيانه وجبروته وحكومات العالم المُستكبرة تنظر إلى بقيّة الدول والشعوب نظرة المُستعلي، وتتصرّف حيالها تصرُّف المُستعمر المستبدّ.
في حديثه، ذاك اليوم، أمام الجمع، أحاط الإمام بما تنطوي عليه غايات الاستكبار وثقافته الاستعلائية. كشف لهم كيف تسعى حكومات الغرب ودوائره الاستخبارية إلى معرفة أدقّ القضايا في مجتمعهم وفي سائر المجتمعات الإسلامية، لتُصنّع لهم المكائد، وصولاً إلى الاستيلاء على وعيهم والسيطرة على ثقافتهم وتشويه صورة دينهم الحنيف.
منذ ما قبل لحظة الانتصار على الشاه واستبداده، أدرك الإمام الخميني، قدّس سرّه، آفاق المستقبل: كان يستشعر مسار تلك الآفاق برؤيته الثاقبة، وحكمته المُؤيّدة بالغيب، والمُسدّدة بالتوكّل على الله، تعالى، وبالصبر على كلّ حال.
ونحن نقرأ حديث الإمام من قبل ما يزيد على ثلث قرن، سوف ندرك حقيقة ما أسّس له من مناهج نَظَرٍ للوقائع والتحوّلات التي تعصف بالأُمّة. لقد مهَّد بسلوكه وخُطبه وتوجيهاته لقواعد السياسة الفاضلة؛ حيث لا تُقدَّم المنافعُ على القِيم، ولا المصالحُ على درء الفساد والإفساد في بنيان الأُمّة. فالإمام الذي نذر نفسه لاستنقاذ الشعب والوطن والأُمّة من طغيان المستبّدين، وجور المستكبرين، أقام كلّ توجّهاته بالقول والعمل على صراط الحقّ، وما مقولته في العودة إلى روح الإسلام المحمّديّ الأصيل، إلّا لتسديد منطلقات الثورة الإسلامية الظافرة، لحفظها، على الدوام، من شوائب الزمن ونوائبه. لذلك سيركّز، قدّس سرّه الشريف، في ذلك اللقاء على الالتزام الحقّ بأركان الدين كلّها، وفي مُقدّمها الصلاة.
من ذلك أمكن لنا التعرُّف إلى سِمة أساسية في خطّ الإمام، قدّس سرّه، وهي أنّه كان يُرجع كلّ عمل، أو قول، أو سلوك، في أمور السياسة والاجتماع إلى الحقيقة الدينية المُتجلّية بالإسلام المُحمّديّ الأصيل. هكذا نراه يقيم كلّ شيء وفق معايير الوحي.. حتّى وهو يتناول قضايا تفصيلية في ميدان السلوك العام.
* * * * *
هذا الحديث الذي نعيد نشره كملحق لمجلّة «شعائر»، ينطوي على أهمّية استثنائية في أيّامنا هذه؛ إنّه استعادة وتذكير بالقِيم المُتعالية التي حرص الإمام، رضوان الله عليه، على ترسيخها في المجتمع الإسلامي، لتكون حافظةً لأصالة الإسلام، والتحرّر من كلّ الجاهليات المُستحدثة.
والله وليّ المتّقين والصابرين
والحمد الله ربّ العالمين
التاريخ: 23 مهر 1357 هجري شمسي/ 12 ذي القعدة 1398 هجري قمري
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الموضوع: دراسة المُستعمرين لثروات إيران ونفسيّات الشعب - التآمر ضدّ الإسلام وعلماء الدين.
الحاضرون: جمعٌ من الطلبة والإيرانيّين المقيمين في باريس.
بسم الله الرحمن الرحيم
للأسف حينما ألتقي السادة، تخونُني تقريباً قدرةُ البيان. فمن جهة أنا رجلٌ عجوز وكِبْر سِنّي لا يسمح حتّى بوصول صوتي إلى خطوات معدودة. وثانياً إنّ أوضاع البلدان الإسلاميّة بصورة عامّة، والأوضاع الداخلية في إيران على الأخصّ، تَقُضّ مضاجع الإنسان وتسلبه القدرة على أداء أيّ شيء.
جواسيس في زيّ السّائحين
على أيّ حال، إنّ أوضاع البلدان الإسلامية، لا سيّما تلك التي تمتلك الثروات، كإيران - التي تُعَدّ في طليعة هذه البلدان - كانت موضع دراسة القوى الكبرى. إنّ هؤلاء السّائحين الذين قصدوا الشرق منذ حوالي ثلاثمائة سنة، كانوا مبعوثين سياسيّين، جاؤوا لدراسة البلدان الشرقية. إنّهم جاؤوا إلى إيران، ودرسوا جميع المدن والقرى والثروات الطبيعية دراسة دقيقة. حتّى الصحاري والفيافي التي تخلو من الماء والزرع تماماً، ذهبوا إليها على الإبل، ودرسوها ووضعوا الخرائط لها، وتعرّفوا إلى مكامنها من الذهب والنحاس والنفط والغاز .. درسوها بدقّة، ورسموا الخرائط، وحدّدوا الأماكن وما يُفيدهم وسجّلوا حولها الملاحظات.
فقبل أن تطأ أقدام أميركا هذه البلدان، وطأتْها أقدام الأنجليز، وكذلك الروس وبعض الدول الأخرى. وعلى أيّ حال، فإنّ بلدان الشرق كانت مسرحاً لمطامح هؤلاء ودراساتهم (إيّاها) منذ ثلاثمائة سنة أو أكثر. ومع مرور الوقت ازدادت خبراتهم ومعلوماتهم، حتّى أنّ معلوماتهم باتت أكثر من معلومات الأهالي أنفسهم، وقد سجّلوا كلّ ما عرفوا عن نفسيّات قبائلنا التي كانت في إيران، مثل قبيلة البختيارية والقشقائية والشاهسونية. ورسَم الخبراء خرائط جميع القرى، من القرى الجبليّة النائية إلى بقيّة القرى، وأينما وجدوا ما يُمكن ابتلاعه سجّلوه وأعدّوا أنفسهم لنهبه.
بلدان الشرق كانت مسرحاً لمطامح المُستعمرين
ودراساتهم (إيّاها) منذ ثلاثمائة سنة أو أكثر
بيد أنّ الحكّام والسلاطين كانوا مختلفين في مدى تأمين مصالح هؤلاء. فكان بينهم من لم يكن خائناً إلى درجة كبيرة، فيما كان بعضهم مُوغِلاً في الخيانة.
ذكرى من همدان
كنت مرّة في همدان، فجاءني أحد الأصدقاء بخريطة كبيرة، ربّما كانت أبعادها متراً في متر، عُيّنت عليها جميع قرى همدان، وكانت عليها نقاط كثيرة. وقال لي: إنّ هذه النقاط المُلوّنة إشارة إلى وجود المناجم في هذه الأماكن لم يُستخرج منها شيء لحدّ الآن.
على أيّ حال، فقد جاؤوا منذ البداية وَفق مُخطّط، وحدّدوا مواضع كلّ شيء على الخرائط، وأحاطوا بأوضاع دول الشرق، بما فيها إيران التي نتجرّع مراراتها الآن.
وجد المستعمرون أنّهم أمام ثلاثة سدودٍ عملوا على محاربتها:
الإسلام، علماء الإسلام، الاستقلال الثقافي
الإسلام وعلماؤه عقبة أمام الاستعمار
ثمّ قاموا بعد ذلك بدراسات نفسيّة لكيفيّة الوصول إلى تلك المناجم الغنية في البلاد الإسلامية دون أن يواجهوا معارضة، ودرسوا هذا المجال كثيراً. وقد وجد هؤلاء في البلاد الإسلامية أمرين يشكّلان حائلاً وسدّاً أمام أهدافهم وطموحاتهم؛ الأوّل هو أساس الإسلام، فإنْ طُبّق الإسلام كما هو، وكما أراده الله، تبارك وتعالى، فسيقضي على المستعمرين، والآخر هو علماء المسلمين، فإن كانوا أقوياء فلن يستطيع أولئك الاستغلالَ كما يحلو لهم. فالعلماء على صِلة بجميع طبقات الشعب، وإذا كان بين الشعب من يتمتّع بالقدرة فهو من هؤلاء، ولذلك مهّدوا (السّبيل) لتحطيم هذَين السدَّين بيد الشعب، من خلال الدعاية التي قاموا بها منذ الأزمنة السابقة، فإذا ما حطّموا هذين السدّين الخطيرين، فإنّ ما عداهما من الأخطار يمكن التغلّب عليها بسهولة.
التصدّي للاستقلال الثقافي
وبطبيعة الحال، ثمّة مجال آخر، ألا وهو المانع المُتمثّل في ثقافة المجتمعات. فقد درسوا ووجدوا أنّه إذا كانت ثقافة المجتمع ثقافة مستقلّة وسليمة، سيبرز من بينهم سياسيّون مستقلّون وأُمناء، وهذا سيضرّهم. ولذلك وجدوا في الإسلام وعلمائه سدّاً مانعاً، وكانوا يتوقّعون من ناحية أخرى أنّه إذا ما كانت هذه الثقافة ثقافة مُستقلّة، وأنشأت رجالاً وشباباً، فستقع مقاليد أمور البلاد بأيديهم لا محالة، وسيحول ذلك أيضاً دون تحقيق مآربهم، لذلك خطّطوا لتقويض هذه السدود الثلاثة.
نشرُ الإسلام المُحرَّف
أمّا فيما يتعلّق بالإسلام، فقد أشاعوا أوّلاً بأنّ الإسلام رسالة ترتبط بالدعاء وبعلاقة الناس بالخالق، ولا شأن للإسلام بالحكومة ولا بالسياسة. وقد بالغوا في هذه الدعاية إلى الحدّ الذي اعتقد كثير من العلماء قائلين: ما شأن عالم الدين بالسّياسة؟ وما شأنه بالحكومة ونظام الحكم؟ فليذهب العالم إلى المسجد يصلّي صلاته، ويدرّس دروسه، ويعلّم الناس الآداب الشرعية.
بالغ المستعمرون في نشر مغالطة فصل الدين
عن الحكم والسياسة حتّى صدّقهم كثيرٌ من العلماء!!
إنّهم رأَوا أنّ صلاة علماء الدين، والصلاة في الإسلام لا تضرّ بهم، (فيجب) ألّا يكون لهم شأن بالنفط، وليصلّوا ما شاؤوا حتّى يتعبوا، وليدرسوا وليناظروا ما شاؤوا، ولا شأن لهم بتنفيذ السياسة الاستعمارية هنا. وقد بالغوا في إسماع الناس هذه الدعاية حتّى اعتادوا عليها تقريباً. ولا زال الاعتقاد بأنّه ليس من شأن العلماء التدخّل بالسياسة وبحث وضع الحكومة وما يعمل هؤلاء الظلَمة بالناس. إنّ من شأن علماء الدين أن يبقوا في المدارس، ويقيموا الصلاة أوّل وقت الظهيرة والمغرب، ولا يطلب الناس منهم أكثر من ذلك .. فما فتِئوا يردّدون : لا علاقة للإسلام بالسياسة. والسياسة مفصولة عن الدين. والسياسة لهم والدين لنا. ومراكز القوّة لهم ليعملوا ما يشاؤون، والمساجد والمُسِنّون الموجودون فيها لنا. فكان هذا التقسيم هو الذي أوجدوه منذ البداية.
«الدين أفيون الشعوب!»
وقال مَن كان أكثر جرأة: إنّ الدين رجعيّ وجاء لتخدير الناس، وإنّه كان منذ البداية بيد أصحاب رؤوس الأموال وذوي النفوذ، (ليخدّروا) الناس به ويَنهبوا أموالهم. وبالتدريج اعتقد حتّى المسلمون أنفسهم، وبعض علماء الدين، وطلبة العلوم الدينية، بأنّ ما يرجع إلى ألف عام ونيّف لا يمكن تطبيقه اليوم!
هكذا عرّفوا الإسلام للمجتمعات الإسلامية. كما بدأوا بالدعاية ضدّ علماء الدين وطلبة العلوم الدينية أيضاً، بأنّهم أشخاص عاطلون وليس لديهم عمل سوى أخذ أموال الناس والعيش بها.
لا بدّ من التمحيص في ما نسمع قبل تصديقه. إذا صدّق الإنسان أمراً دون دليل فهو مريض. الإنسان السويّ لا يُمكنه أنّ يصدّق ما يقال له دون دليل.
خداع المُثقّفين غير الواعين
وهكذا حرصوا على إظهار الإسلام بأنّه ليس أكثر من صلاة وصيام، ولا شأن له بحياة الناس. ومن جهة أخرى أظهروا علماء الدين وكأنّهم وُجدوا ليعملوا على تخدير المجتمعات، وكأنّهم مكلّفون بمصادرة تطلّعات الناس وطموحاتهم وجعْلهم يغطّون في نوم عميق، (كلّ ذلك) كي يتمكّن أولئك من سرقة ثرواتهم. لقد بثّوا الدعاية حول هذا الأمر (إلى حدٍّ جعلَ) حتّى بعض مثقّفينا الذين لا يعلمون شيئاً عن القرآن والسُّنّة النبوية، أن يصدّقوا ذلك، فأخذوا يردّدون معهم تلك الأقوال.
لذا لا بدّ لنا من التمحيص في ما نسمع وفي ما يُقال قبل تصديقه. فإذا صدّق الإنسان أمراً دون دليل فهو مريض، فالإنسان السويّ ليس بوسعه أن يصدّق ما يقال له دون دليل.
القرآن كتاب النشاط والحركة
يجب علينا مُطالعة القرآن ولو مطالعة عابرة - إذ لا ضرورة للتدقيق فيه [لفهم هذه الحقيقة الآتي ذِكرُها] - لنرى هل أنّ الأنبياء الذين كانوا يدعون الناس (إلى الدّين) قد أضعفوا جمهور الناس؟ هل كانوا يَخدعونهم؟ هل كانوا عُملاء للقوى الكبرى؟
ولنطالع القرآن نفسه مرّة أخرى، لنرى هل أنّ القرآن جاء لتعليمنا الأوراد والأدعية والأحراز وأمثال ذلك؟ أم أنهم لم يفهموا (ما فيه)؟ فإذا طالعتم القرآن، ستجدون أنّه يدعو إلى التحرّك والنشاط أكثر من بقيّة الأمور. ستشاهدون عدداً كبيراً من الآيات تُحرّض الناس على القتال، قتال مَن؟ قتال المُتجبّرين. وفيه آيات كثيرة حول كيفية الحرب، إذ كانت الحروب في صدر الإسلام بين ذوي القدرة ونبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله. القرآن كتاب يحثّ على التحرّك أكثر من أيّ شيء آخر، كتاب يبعث الحركة في الناس. فالقرآن أخرج الناس من الخمود إلى الحركة وجعلَهم يواجهون الطغاة.
أخرج القرآنُ الناس من الخمود إلى الحركة
وجعَلهم يواجهون الطواغيت
حروب الرسول مع أصحاب القدرة والنفوذ
فقد واجه الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله - عندما كان في الحجاز - أصحاب القدرة، حيث كان بعضهم من التجّار ذوي النفوذ والقدرة في مكّة، وبعضهم من أثرياء الطائف، كأبي سفيان وأمثاله الذين كانوا يعيشون كالسلاطين والأمراء، وكانوا يمتلكون كلّ شيء. فقد تصدّى نبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله لهم. وعندما قدِم المدينة، لم يكن مع الأثرياء لتخدير المجتمع، بل كان مع الفقراء لإيقاظهم، ودعاهم إلى الثورة على الأغنياء الذين كانوا يبتلعون أموال الناس ويظلمونهم. لقد كانت حروب الرسول صلّى الله عليه وآله كثيرة، وكلّها كانت مع أصحاب القدرة، والأثرياء، والظَّلَمة.
صراع الأنبياء مع الظّالمين
وإذا ألقينا نظرة إلى ما قبل ذلك، لرأينا سيّدنا موسى عليه السلام حمل عصاه وواجه فرعون، لا أنّ سلطان مصر أرسله لتخدير الناس، بل أثار الناس على فرعون عصره بالعصا، وبدعوته.
ورفع النبيّ إبراهيم عليه السلام فأسه وحطّم أصنام «النبلاء»، وتصدّى لـ «الأشراف» من أجل عامّة الناس والحيلولة دون ظلمهم. وقد كانت الأمور المعنوية - دون ريب - المنطلَق الأساس في هذه الدعوات. ولكنّهم عندما كانوا يرَون أنّ هناك ظُلماً يمارَس في المجتمع، كانوا يرَون أنّ مِن الواجب عليهم مواجهة الحكّام الظلَمة ومحاربتَهم.
حارب النبيّ المُتجبّرين، وحارب النبيّ موسى عليه السلام
فرعون عصره بالعصا والكلمة،
وحطّم النبيّ إبراهيم عليه السلام الأصنام بفأسه
المسلمون غير الواعين في مواجهة الإسلام
إذاً، فدعواهم بأنّ هؤلاء من صنائع أصحاب السلطة جِيء بهم لتخدير الناس، ما هو إلّا كلام استعماري. أي إنّهم جاؤوا بهم لصدّكم عن القرآن والإسلام وتقويض هذا السدّ، وقد نجحوا في تحطيم هذا السدّ في أوساط المسلمين، وقد غفل المسلمون عن مسؤوليّاتهم نتيجةً لدعايات هؤلاء، حيث هبّ المسلمون لمحاربة الإسلام دون أن يلتفتوا إلى ذلك؛ فهذا هو معنى من يقول: ما علاقة الإسلام بواقع الحياة؟ إنّها حرب ضدّ الإسلام. إنّه جهل بالإسلام. إنّ مقولة: ما شأن الإسلام والسياسة؟ هي حرب ضدّ الإسلام وعدمُ فَهمٍ له. فمثل هذه المسألة مطروحة بين المسلمين أنفسهم، وكأنّ حرباً (من المسلمين) قامت وتقام ضدّ الإسلام.
حثّ الناس على النهوض ضدّ أصحاب القدرة
ومن ناحية أخرى، يجب أن يلاحَظ ضدّ من كان يقاتل أولئك الذين كانوا دعاةً إلى الإسلام؟ إنّ نبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله نفسه كان يحارب أصحاب القدرة المكّيّين والحجازيّين. وإنّ الخلفاء - سواء الذين نرضاهم أو الذين لا نرضاهم - أرسلوا الجيوش لقتال سلاطين إيران والروم، لا أنّهم كانوا عملاء للسلاطين ليخدّروا الناس. لقد كانت مهمّتهم تتمثّل في حثّ المسلمين والضعفاء والمستضعفين على النهوض ضدّ الأشخاص الذين يبتلعون الناس ظُلماً. فلم يكن في الأمر (مساومة)، بل كانت الحرب مستمرّة في عصر نبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله وخلفائه من بعده.
الإمام عليّ عليه السلام في مواجهة الظالمين
وفي الوقت الذي كان أمير المؤمنين (عليّ بن أبي طالب) حاكماً، كان قد ابتُلي بالحرب الداخلية، ورأى (أنّه) إن لم يقُم بهذه الحرب، فسيقضي معاويةُ على الإسلام، إذ كان معاوية حاكماً في الشام وكان يحيا كالسلاطين، لديه جيش وكافّة الإمكانات. وكان الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام على رأس السلطة الروحية وسيّد الروحانيّين، وحينما أتى ليقاتل، أتى للإعمار والتعريف بالخلافة، فإنّه لم يعمل على تخدير الناس كي يأتي أصحاب القدرة والنفوذ لابتلاع هؤلاء الفقراء .. وقد قاتل أيضاً، وضدّ مَن؟ ضدّ معاوية الجالس في الشام، إذ إنّ وجوده كان يهدّد الإسلام، وكان يعمل على استعباد الناس وظلمهم.
المعارضة السرّية للأئمّة عليهم السلام
وقد قُتل أئمّتُنا عليهم السلام جميعاً لأنّهم كانوا يعارضون جهاز الظلم الحاكم، ولو أنّهم جلسوا في بيوتهم يدعون الناس لحكم بني أميّة وبني العبّاس لكانوا محترَمين ومبجَّلين. غير أنّ أئمّتنا رأَوا أنه ليس بوسعهم حشد الجيوش لعدم توفّر مستلزمات ذلك، لذا لجأوا إلى العمل السرّي، ما دفع السلطات إلى سجنهم؛ حتّى أنّ أحدهم أمضى عشر سنوات في الحبس. فهل كانوا يسجنونهم لصلاتهم وصيامهم؟ وهل سجنوا الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لأنّه كان يصلّي ويصوم؟ أم أنّه كان يدعو الناس لاتّباع هارون الرشيد، والتزام الصمت مهما رأوا من ظُلمه؟ أم أنّ الموضوع لم يكن كذلك. إنّهم كانوا يسجنون هؤلاء ويقتلونهم ويُبعدونهم، لأنّهم كانوا يرَون فيهم خطراً يهدّد الحكومة، ولهذا سجنوهم وقتلوهم ونفَوهم.
استُشهد أئمّتنا عليهم السلام جميعاً لأنّهم كانوا
يعارضون جهاز الظلم الحاكم
أئمّة الشيعة والحركات الشيعية
يقال إنّ المأمون العبّاسيّ بعث برجل إلى المدينة ليأتي بالإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام إلى [خراسان]. كذلك سجنوا الإمام العسكري عليه السلام سنين عديدة في سامرّاء وشدّدوا عليه (الرّقابة). هل كُلّ هذا لأنّه كان يريد أداء الصلاة؟ أو لأنّ الإمام عليه السلام كان ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟! ولو كان ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله يلتزم بيتَه ولا يتدخّل في شؤون الناس، لاحترموه ولما كان ما حدث. ولَما ثار - أحياناً - بعض الهاشميّين ضدّ الحكومة، وإنْ كانوا يتظاهرون بعدم الرضا عنه، ولكن كان ذلك بأمرٍ وتحريضٍ منهم. فكان الإمام عليه السلام يدعو لـ «زيد» وأمثاله الذين ثاروا ضدّ الخلفاء وأصحاب السلطة.
لقد كان علماء الدين يعارضون دائماً أصحاب السلطة؛ فإذا رأيتم أحياناً شخصاً - أو عدّة أشخاص- داهنَ أصحاب السلطة، فإنّه إمّا منحرف وليس له علاقة بالإسلام، أو أنّه يرى أنّ الظروف غير مؤاتية ليعمل بتلك الصورة.
تحطيم السدود، والنَّهب
لقد حطّموا هذين السدّين - الإسلام وعلماء الدين - عند المسلمين بالدّعايات. وفصلوا الناس عن حقائق الإسلام، وعن علماء الدين المتحضّرين، وسخّروا ذلك لخدمتهم واستثمارهم. لقد قاموا بالدعاية، وعندما تحطّم السدّ جاؤوا وأخذوا النفط بكلّ حرّيّة دون أن يجرؤ أحد على الاحتجاج، ولم يعترض أحد. وقد حجروا على ثقافتنا التي كانوا يرونها خطراً عليهم، واستبدلوها بثقافة استعمارية. ولا توجد اليوم ثقافةٌ مُستقلّة وضع أُسُسَها عقلاءُ القوم، وهم يتدخّلون الآن في كلّ شيء، فلا يسمحون بتخريج طبيب حاذق ولا سياسيّ صالح. فالسياسيّون الذين يُعدّونهم لنا هم أولئك الذين يعملون على تنفيذ مصالحهم وأهدافهم.
وهذه هي ثقافتنا. لقد حطّموا هذه السدود وأخذوا أموال المسلمين ونهبوها بكلّ حرّيّة. وهذه هي إيران، كما ترونها، حيث ينهبون نفطها الآن بدرجة إذا ما استمرّ هذا الوضع لن يبقى منه شيء بعد سنوات معدودة. وإنّهم يفعلون ذلك خشية أن يأتي أحد ويحول دون ذلك .. لقد ابتُليت إيران منذ عهد رضا شاه، إلى الآن، بحكومة قدّمت كرامة إيران بِكِلتَي يديها لسرّاق النفط.
حاصروا ثقافتنا التي كانوا يرونها خطراً
عليهم، واستبدلوها بثقافة استعماريّة
مشروع (الإصلاح الزراعي)
وعندما تنظرون إلى اقتصاديات الشعب، ترون أنّهم قضَوا على زراعتنا بالكامل باسم (الإصلاح الزراعي) الذي كان خطّة أميركية. وكم من مصيبة حلّت بنا من جرّاء هذه الإصلاحات... كانت محافظة آذربيجان أو خراسان وحدها تستطيع تأمين قوت هذا الشعب، ثمّ وصل الحال الآن إلى أنّ كلّ إنتاج إيران الزراعي لا يكفي إلّا لثلاثين أو ثلاثة وثلاثين يوماً. والبقية من أين (نأتي بها)؟! لقد جعلوا من البقيّة سوقاً لأميركا، إذ لدى أميركا فائض، وكانوا يحرقونه أو يرمونه في البحر [كي يحافظوا على سعره]، والآن باتوا يبيعونه ويأخذون مقابله النفط .. وهكذا قضَوا على زراعتنا وأصبحنا أذلّاء لهؤلاء وسوقاً رائجة لهم، وبِتنا مُستهلِكين.
والضرر الآخر، هو أنّ المزارعين المساكين الذين قُضي على زراعتهم، رحلوا إلى المدن، وغالبيتهم رحلوا إلى طهران، جاؤوا إلى ضواحي طهران، وأقاموا مع أُسَرهم الكبيرة في الأكواخ والخيام والبيوت الصغيرة المبنيّة من الطين، وهم يعيشون حياة مليئة بالمصائب، فليس لديهم ماء ولا كهرباء ولا طرق مُعبّدة، ويعيشون في كهوف، وإذا ما أرادوا جلبَ الماء لأطفالهم، فإنّ على هذه الأمّ البائسة أن تصعد في الشتاء القارص درجاً طويلاً، لا أتذكّر عدد درجاته، ربّما تصل إلى مائة درجة أحياناً، تصعد هذا الدّرج الطويل كي تصل إلى الشارع وتملأ جرّتها بالماء وتعود من الطريق ذاته .. هؤلاء هم (المزارعون العظام) الذين أوجدوهم، وهذه هي (بوّابة الحضارة) التي أقاموها لنا .. هذه هي قضيّة زراعتنا حيث دمّروها بالكامل، فلم تعُدْ لدينا زراعة، وليس من الواضح إلى أين سينتهي عليه الأمر.
كانت محافظة آذربيجان أو خراسان وحدها تستطيع
تأمين قوت هذا الشعب، أمّا الآن - في زمن الشاه -
فكلّ إنتاج إيران الزراعي لا يكفي إلّا لثلاثين أو ثلاثة وثلاثين يوماً
النفط والقواعد الأميركية
ومن ناحية أخرى، يهَبون نفطنا إلى أميركا. ولكن ما الذي يأخذونه مقابل ذلك؟ لا بدّ لي من قول هذا وتكراره، كلّ يوم، لعلّ هناك من لم يسمع به .. ما الذي يأخذونه مقابل النفط؟ الأسلحة. وأيّة أسلحة؟ الأسلحة التي لا تتمكّن إيران من استعمالها، يجهلون طريقة استعمالها. لماذا يقدّمون هذه الأسلحة؟ ليَبنوا قاعدة عسكرية أميركية لهم في إيران. فهم يبتلعون النفط وثمنه، فهل تتصوّرون أنّ هؤلاء يسلّموننا ثمن النفط؟ إنّكم مخطئون، إنّهم ينهبون النفط ويأتون بالأسلحة، الأسلحة التي لا يوجد نظير لها حتّى في فرنسا، يقدّمها الأميركان إلى هؤلاء. ولكن هل يقدّمونها إلى إيران؟ كلّا، بل لإنشاء القواعد العسكرية لهم.
نهْب النفط وتدمير إيران
يعلم الله أيّ خيانات ارتكبها هذا الشخص غير الكفوء المدعو محمّد رضا، ضدّ الإسلام والمسلمين، لا يمكنني وإيّاكم الاطّلاع على ذلك؛ دعوه يَمُت أو يخرج من هذا البلد، وحينها ستنكشف الحقائق. لقد سجّل بعض الأشخاص التاريخ بالتأكيد، وعندما تُنشر التواريخ سترَون عندئذٍ ما فعل هؤلاء بهذا البلد، وبالنفط الذي يقول حضرته إنّه سينفَد بعد ثلاثين سنة ويجب أن نفكّر منذ اليوم بالاستفادة من الطاقة الشمسية. فهل السيّد الذي لا يستطيع أن يعمل شيئاً للمصباح النفطي بوسعه استخدام الطاقة الشمسية؟ لماذا سينفد النفط؟ لأنّه ومنذ أكثر من عشرين عاماً - حسبما نقل أحدهم - يتدفّق عبر أنابيب يتجاوز قطرها عدة أمتار ويُعطى لأميركا. فالنفط يُرسل عبر هذه الأنابيب، وتأتي عوضاً عنه أسلحة لتشييد قواعد للأميركان. فلو كان هؤلاء يصدّرون النفط ويبيعونه بشكل صحيح، أي يباع بما يتناسب وحاجة البلد لأمكن أن يبقى النفط عندنا لمدة مائتي سنة أخرى، رغم كلّ السرقات التي تقوم بها هذه الأسرة وحاشيتها. إذاً هو الذي يعمل على تضييع نفطنا ونفاده، ويقول: أريد تصنيع البلاد! فليست القضية قضية تصنيع، ولا قضية مصنع صهر الحديد، لا تُخدعوا، وإنّما هي قضية قاعدة عسكرية للاتحاد السوفييتي. يريدون أن يتردّد عملاء الاتحاد السوفياتي براحة بال ويقومون بمهامّهم، فغازنا الطبيعي يأخذه هؤلاء، ونفطنا أولئك، ولا يوجد بعد ذلك لا نفط ولا غاز ولا أيّ شيء آخر. والآن نفّذ ما كان يقوله: (إنْ تركتُ إيران سأحوّلها إلى تلٍّ من تراب). وإذا بقي سيقوم بأسوأ من ذلك، ولكنّه إذا ذهب فمن الممكن أن يأتي أشخاص صالحون وأمناء ويستلمون الأعمال ويحفظون نفطنا ليكون لنا.
ما الذي (يأخذه الشاه) مقابل النفط؟ الأسلحة. وأيّ أسلحة؟ الأسلحة التي لا تتمكّن إيران من استعمالها، يجهلون طريقة استعمالها. لماذا يقدّمون هذه الأسلحة؟ ليبنوا قاعدة عسكرية أميركية لهم في إيران. فهم يبتلعون النفط وثمنه
نحن ومظاهر الحضارة
إنّ كلّ هتافاتنا من أجل هذا، وليس لأنّنا لا نريد وجود مظاهر الحضارة. يقول حضرته ( الشاه): إنّ علماء الدين يقولون (إنّنا لا نريد مظاهر الحضارة، ونريد الآن ركوب الحمير والتنقّل بها) .. ماذا نقول لمثل هذا الشخص المخذول؟ نحن الذين نصرخ ونقول إنّنا نريد جميع مظاهر الحضارة. ولكن هل من مظاهر الحضارة أن تفعل الأحكامُ العرفية هذه الأفعال بالناس؟ لقد قتلوا، في هذه الأيّام القليلة الماضية، صغار البنات اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين ثمانية وتسعة أعوام، فقد سبق لهم أن أراقوا دماء الجامعيّين وطلبة الثانويات الذين هم الآن في حالة إضراب، والآن توجّهوا نحو المدارس الابتدائية والأطفال الصغار في المدارس الابتدائية لإراقة الدماء .. إنّهم يتمادون في التخريب والتدمير وفي قتل أبناء الشعب.
مستشارون أميركيّون لقتل الجماهير
إنّنا نصرخ من أجل أن يمتلك الشعب أمواله بنفسه، وأن يحكم نفسه بنفسه. لا نريد المستشارين من أميركا، (يوجد منهم) ستّون ألف مستشار ولا يُمكن أن نتصوّر مبالغ ميزانيّتهم. لا تُنفقوا ميزانية البلاد على المستشارين بعد هذا. من الغريب أنّهم يشيّدون لهم قواعد عسكرية ويأتون بالمستشارين ونحن ندفع نفقاتهم.
نعطي نفطنا من أجل تشييد قواعد .. تأمّلوا أنتم في الأمر واحسبوه جيّداً .. أسلحة لا تخدم إيران بأيّ وجه، أسلحة تنفع للحروب الكبرى التي تندلع بين القوّتين العُظميَين، ولا تنفعنا. نحن لا نحتاج إلى مثل هذه الأسلحة، إذ تكفينا المدافع الرشّاشة التي يتسنّى لنا استخدامها في تنظيم أمورنا الداخلية. إنّنا لا نفكّر بالحرب. فهل بوسعنا الآن أن نحارب روسيا أو أميركا؟! نحن نتمكّن من محاربة سوق طهران، حسناً فهذه المدافع الرشاشة تكفي. نحن نتمكّن من محاربة الجامعة والطلبة الجامعيّين، وقد وصل الأمر الآن إلى محاربة طلبة المدارس الأطفال في سنّ الثامنة والتاسعة .. لقد قرأت، يوم أمس أو قبل يومين، أنّهم هجموا على إحدى المدارس الابتدائية وراحوا يضربون الأطفال ويشتمونهم .. حسناً، فإنّ هذه المدافع الرشاشة تكفيهم لقتل أبناء شعبنا، فليس لنا حاجة إلى تلك الأسلحة. فهذه ليست لنا. إنّها لأناس آخرين، لأولئك الذين يتمكّنون من استعمالها، إنّها أميركا .. نحن أعطيناهم النفط وشيّدنا قواعد لهم. وطالما هناك أموال النفط، نأتي بالمستشارين وندفع لهم الأموال. إنّ هذه الأعمال هي التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المتردّي.
اجلسوا إلى أصدقائكم الأوروبيّين وحدّثوهم،
وليتحدث كلّ واحد منكم إلى عشرة أشخاص
نصرة الثوريّين وفضح الطواغيت
لقد ثار شعب بلادنا الآن، ومن الواجب علينا مساعدته بالمقدار الذي نتمكّن منه .. اجلسوا إلى أصدقائكم الأوروبيّين وحدّثوهم، وليتحدّث كلّ واحد منكم إلى عشرة من هؤلاء. إنّكم تبلغون عدّة آلاف، ويمكنكم أن تطرحوا قضاياكم على عدّة آلاف من الناس. لقد زيّفوا أوضاع إيران وأخبارها، فهذا الرجل (الشاه) يعطي للصحف - الصادرة في الغرب - مائة مليون دولار للدعاية، ليزيّفوا الحوادث في إيران. إنّكم إيرانيّون، اطرحوا قضايا إيران على الأوروبيّين، واكتبوا إذا استطعتم في الصحف والمجلّات. يجب أن لا نكون غير مبالين بالنسبة إلى قضايا الشعب الذي يضحّي بنفسه من أجلكم. إنّه يضحّي بشبابه، وغداً أربعينيّة شهداء الجمعة السوداء. إنّني أجهل المصائب التي ستحلّ على هذا الشعب. إنّه صامد بكلّ بسالة ويقدّم الضحايا. حتّى أنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السبع والثماني سنوات يهتفون: «ليسقط الحكم البهلوي»، يتظاهرون ويُقتلون، وغداً سيهتف بذلك عدد آخر من الأطفال. هكذا انتفضت إيران ونهضت عن بكرة أبيها، فمن الواجب علينا مساعدتهم وألّا نكون غير مبالين .. بوسعنا أن نتحدّث إلى الشعوب، أن نكتب في الصحف. لا بدّ من توعية العالم بالمصائب التي تحلّ بشعبنا .. لقد حان وقت الصلاة .. حفظَكم الله جميعاً ووفّقكم بمشيئته تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نتحدّث إلى الشعوب، نكتب في الصحف.
لا بدّ من توعية العالم بالمصائب التي
تحلّ بشعبنا.
لقد حان وقت الصلاة ... والسلام عليكم
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.