كلمة سواء

كلمة سواء

منذ أسبوع

أُمّة النّور المُبين، ووُعّاظ السلاطين


أُمّة النّور المُبين، ووُعّاظ السلاطين

ـــــــــــــــ العلّامة الشيخ جعفر المهاجر ـــــــــــــــ

يُدرك الإنسان البسيط أنّ الجرائم الإرهابيّة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في عالمنا العربي، بحاجة إلى أموال طائلة لكي تستمرّ؛ والسؤال الكبير من أين يأتي هذا التمويل الضخم؟

الحقيقة تقول إنّه يأتي، حتماً، من جهات تمتلك أموالاً قارونيّة، ولا يملكها سوى حكّام الخليج الذين تركوا لوعّاظهم مهمّة تسخير عوامّ النّاس وإضلالهم، وتعبئة عقولهم بثقافة التكفير والانتحار لتعيث فساداً في الأرض. وقد باتت أهداف هذا الحلف الشيطاني مكشوفة، يُدركها كلّ مَن يستطيع التمييز بين الحقّ والباطل في هذا العالم. وحكّام البترو دولار يعلمون، تماماً في قرارة أنفسهم، أنّ الديمقراطيّة التي يُنشدونها لغيرهم، تتناقض تناقضاً صارخاً مع بقائهم على عروشهم لعشرات السنين دون وجه حقّ، وتوريث أبنائهم وأحفادهم بعد أن يدبّ الضعف والخوَر في أجسادهم المُتخمَة بالسُّحت، والجريمة، والفساد، ويشعرون بنهايتهم المحتومة.

فأين رموز الظلم والاستبداد من الديمقراطيّة، وسجونهم تعجّ بالوطنيّين من أصحاب الضمائر الحيّة ممَّن رفضوا ظلمهم، واستبدادهم، وطغيانهم، وفسادهم؟ أين هم من حقوق الإنسان، وأعوانهم يمارسون القتل ضدّ أيّ احتجاجٍ أو تململٍ تقوم به شعوبهم، ويُسقطون الجنسيّة عن أيّ مواطن يرفع صوته بكلمة انتقاد لهذا الجبروت الظلامي المتحجِّر؟ وأرض نجد والحجاز والبحرَين شاهدة على ذلك، حيث المعتقلات والسجون المظلمة مفتوحة على مصراعيها لزجّ الرموز الوطنيّة والدينيّة فيها، وهَدْم المساجد والبيوت على ساكنيها، وممارسة أبشع أنواع التعسّف، و«المجتمع الدولي» يرى ويسمع، ولا أحد يتكلّم عن اضطهاد شعبٍ برمَّته، واحتلال أرضه من قِبَل قوّات ما تُسمَّى بدرع الجزيرة، وكأنّ شيئاً لم يحدث، والمئات من المواطنين الشرفاء من أبناء المنطقة الشرقيّة يرزحون في سجون آل سعود، وبينهم شيوخ ثقات لم يرتكبوا أيّ جرمٍ غير المناداة بالحريّة والكرامة للناس جميعاً، بعيداً عن التمييز الطبقي والمذهبي بين أبناء الشعب الواحد، كالمجاهد الشيخ نمر النمر الذي يعاني أشدّ أنواع الاضطهاد والتنكيل من هذا النظام الملكي الظلامي المستبدّ الفاسد، من قمّة رأسه إلى أخمص قدمَيه. وهو يرزح في السجن منذ أكثر من عامٍ، بعدما أصابوه بجروحٍ ثمّ اعتقلوه.

ومصيبة المصائب، أنّ شيخاً من شيوخ الوهّابيّة الضلاليّة يُصدِر فتوى تكفيريّة يطالب فيها بقتل الشيعة الذين يشكِّلون عشرين بالمائة من سكّان نجد والحجاز، ولا أحد يحاسبه في مملكة الظلم والظلام.

الواجب الإلهي يفرض على علماء الأُمّة الرساليّين أن يقفوا بكلّ قوّة وحزم ضدّ هؤلاء الوعّاظ الشياطين، ويكونوا رُسُل سلام، ومحبّة، ووحدة صلبة، لفضح دعاة الحروب الطائفيّة التي تسفك دماء المسلمين، وتخرِّب أوطانهم، وتشتِّت شملهم.

لقد تعاظم نفوذ شيوخ الفتنة بقوّة الدرهم والدينار، وأخذوا يصرّون على تكفير غيرهم من ملايين المسلمين بحجج واهية كاذبة أكل الدهر عليها وشرب، وباتت أسطوانة قديمة مشروخة يكرّرونها في خُطَبهم ومناسباتهم، دون أيّ دليل تاريخي واحد مقنِع.

إنّ الواجب الشرعي والأخلاقي يفرض على علماء الأُمّة ومفكّريها ومثقّفيها أن يتصدّوا لهذه الهجمة الجاهليّة الشرِسة بكلّ السبل قبل فوات الأوان، ويمنعوا وعّاظ الشياطين من تحقيق مآربهم الجاهليّة الخبيثة. فالأُمّة على حافة الهاوية إن لم يتنادَ المخلصون الشرفاء من أبنائها لإنقاذها ممّا هي فيه.

 (مختصر)

 
 
 


* نقلاً عن الموقع الإلكتروني لمركز «آل البيت عليهم السلام للعلوم».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ أسبوع

دوريّات

نفحات