مرابطة

مرابطة

منذ أسبوع

قنابل إيران علميّة، وليست نوويّة


قنابل إيران علميّة، وليست نوويّة*

ــــــــــــــــــــــ الإعلامي سامي كليب ــــــــــــــــــــــ

منذ عام 1997م أجرت «وكالة الطاقة الدوليّة» ألفَي عمليّة تفتيش في إيران، لكنّها لم تعثر على دليلٍ واحد يؤكّد عزم طهران على إنتاج قنبلة نوويّة. يعرف الغرب ذلك، ويعرف الخائفون من إيران ذلك، لكن هكذا هي شريعة الغاب في العالم، لا بأس أن تَقتُلَ مليون ونصف مليون عراقي بكذبة أسلحة الدمار الشامل، ثمّ تُقسِّم العراق. العقول البسيطة الساذجة ستنسى سريعاً، ثمّ سوف تستنجد بك، أنت القاتل، لكي تساعدها على مُقاتلة من أرسلَتهم لعندنا.

منذ فيتام، وصولاً إلى سورية، تسبّبت التدخّلات الأميركيّة بقتل خمسة ملايين شخص. مَن حاسب، ومَن راقب؟ وهل كانت قنبلة نوويّة ستقتل أكثر؟ العالم يخاف من إيران بسبب تنامي قدراتها العلميّة النوويّة وبسبب توسّع دورها، وليس لأنّها تريد إنتاج قنبلة نوويّة، هي نفسها قالت مليون مرة إنّ القنبلة تُخالف العقيدة والدين والأخلاق والإنسانيّة.

عوقِبت إيران وحوصِرَت بكذبة السلاح النووي الذي تؤكّد «وكالة الطاقة الدوليّة» نفسها أنّها لم تجد شيئاً حوله، بينما ماذا في «إسرائيل» علناً؟

* التقني «الإسرائيلي» مردخاي فعنونو، المسجون بتهمة الخيانة، كشف في أكتوبر تشرين الأوّل 1986م لصحيفة «صانداي تايمز» البريطانيّة، أنّ «إسرائيل» تمتلك مائتي قنبلة نوويّة. نعم مائتين.

* صحيفة «هآرتس» نفسها نشرت وثيقة سرّيّة عام 1999م، صادرة عن «وزارة الطاقة الأميركيّة» تُصنّف «إسرائيل» في المرتبة السادسة بين الدول النوويّة العالميّة.

* بيتر براي، مؤلّف واحد من أهمّ الكتب حول المسألة بعنوان «ترسانة إسرائيل النوويّة»، يرصد كلّ التاريخ النووي «الإسرائيلي» الذي بدأ عام 1955م بتعاون فرنسي - «إسرائيلي». حصل اللقاء الأوّل في باريس برئاسة وزير الخارجية الفرنسي آنذاك كريستيان بينو، ووزيرة الخارجيّة «الإسرائيليّة» غولدا مائير. جرى الاتّفاق على أن تمدّ فرنسا «إسرائيل» بمفاعلَ نوويّة بقدرة عشرة ميغاواط، مقابل الحصول على تكنولوجيا الكومبيوتر الأميركي، (أي أنّ «إسرائيل» مُذ ذاك وهي تخدع حليفها الأوّل أميركا، وتبيع ما يعطيها تحت جنح الظلام). 



* وفي العام الماضي، صدر قرار من الأُمم المُتّحدة يطالب «إسرائيل» بالتخلّي عن أسلحة الدمار الشامل. 161 دولة دعمت القرار؛ طبعاً أميركا وقفت في وجهه لأنّها ومعها الغرب الأطلسيّ يريدون «إسرائيل» قاعدة عسكريّة في هذا الشرق.

 

أسباب الخوف من إيران

هل تريدون الآن معرفة لماذا الغرب و«إسرائيل» يخشيان إيران، ولماذا دول الخليج تخاف دورها؟ إليكم هذه المعلومات: 



* حسب تقرير «طومسن رويترز»، صعدت إيران إلى المركز 17 عالميّاً بإنتاج العلوم من مطلع عام 2013م بإنتاجها 2925 مقالاً علميّاً مُتخصّصاً. 



* تحتلّ إيران المركز الأوّل عالميّاً في معدّل النموّ في الإنتاج العلمي المنشور، ويتضاعف الإنتاج كلّ ثلاث سنوات. 



* من عام 1996م حتّى 2008 زادت إيران من إنتاجها العلمي 18 ضعفاً. 



* المقالات العلميّة المُتخصّصة كانت تنحصر قبل الثورة بنحو 400 مقال، الآن تخطّت 20 ألفاً. 



* عدد الطلّاب قبل الثورة كان يقتصر على 167 ألفاً، الآن يقارب الأربعة ملايين. 



* نسبة المتعلّمين ارتفعت من 50 بالمئة قبل الثورة، إلى 86 بالمئة بعدها. وصلت إلى محو شبه كامل للأميّة. 60 بالمئة من المقبولين في الجامعات هنّ من الإناث. 



* أنفقت إيران 6،3 مليار دولار عام 2011م على البحث العلمي. 



* عام 2012م أصدرت إيران أكثر من 38 ألف عنوان كتاب، وتطبع أكثر من 250 مليون نسخة كتاب، وتحتلّ المركز الأوّل بإصدارات الكتب في الشرق الأوسط، والعاشر عالميّاً. 



* تحتلّ المرتبة 12 بإنتاج السيارات في العالم، والأولى في الشرق الأوسط: أكثر من مليون سيارة في العام.

* أطلقت قمرَين صناعيَّين إلى الفضاء بتصنيعٍ محلّي، وأرسلت قرداً وعاد حيّاً من الفضاء. 



* في مقال نشر في «نيوز ويك» في 18 آب 2008م، كان العنوان: «لننسَ هارفرد، ذلك أنّ أبرز الزملاء المتخرّجين في العالم هم في إيران». 



* مسؤولو جامعة «ستانفورد» العريقة فوجئوا عام 2003م بأنّ أبرز طلّاب فرع الهندسة الإلكترونيّة لنيل شهادة الدكتوراه، جاؤوا جميعاً من «جامعة شريف للعلوم والتكنولوجيا» الإيرانيّة. 



* كانت إيران تستورد القمح من دول نائية، الآن حقّقت الاكتفاء الذاتي وهي مُحاصَرة. 



* كانت إيران محكومة بآفة الاعتماد على النفط، فقلّصت الاعتماد عليه إلى أقلّ من 30 بالمئة من ميزانيّتها.

* كانت صادرات إيران تقلّ عن 5 مليارات دولار، وإذ بها ترتفع اليوم إلى أكثر من 60 ملياراً. 



كلّ هذا حصل وإيران مُطوّقة ومُحاصرة، فكيف حين تستعيد الآن 120 مليار دولار من ودائعها المجمّدة؟ وكيف إذا أضفنا، إلى ما تقدَّم، الصواريخَ، والأسلحة، والأقمار الصناعيّة، والاختراعات العلميّة، وغيرها على أيدي جيل من الشباب لم تتخطّ أعمارهم الثلاثين عاماً؟ 



أنا أعتزّ بعروبتي، وأفضّل أن تكون أيّ دولة عربيّة بهذه الأهميّة لكي نكون كشعوب عربيّة خلفها، لكن بدلاً من البكاء على دور إيران، وتشكيل القوى العسكريّة لصدّ دورها في هذه الدولة أو تلك، فلنوظّف أموالنا كما وظَّفَتها إيران لخدمة الإنسان، والعلم، والتقدّم، والتكنولوجيا. 



الغرب يخشى إيران لأنّها، ببساطة، ستنافسه علميّاً، لأنّها لو اقترحت بعد حين مثلاً مفاعلاً كهربائيّاً نوويّاً في دولةٍ عربيّة أو نامية، سيكون أقلّ بعشرات الأضعاف من سعره الأوروبّي. ولأنّ دولة بهذه القدرات، تستطيع أن تلعب دوراً محوريّاً كبيراً يزعج «إسرائيل» قبل كلّ شيء. «إسرائيل» وحدها الأكثر انزعاجاً، والغرب ما جاء يفاوض إيران إلّا لأنّها أسندت علومها بقدراتٍ عسكريّة عالية، ففاوضت من موقع القوّة لأنّها هي الأخرى بحاجة للمال، لا كمفاوضاتنا المُذّلة منذ كامب دايفيد، مروراً بمدريد، وأوسلو حتّى اليوم. 



نعم إيران عندها قنابل نوويّة، لكنّها قنابل العلم والمعرفة والتقدّم. فمبروك لإيران قنابلها العلميّة النوويّة، وعسى أن نحذو حذوها يوماً ما، بدل الشكوى من دورها.

______________________________

* مختصَر، نقلاً عن الموقع الإلكتروني «قاوم».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ أسبوع

دوريّات

نفحات