عاشوراء... سِرُّ إحياء الدِّين
علينا أن نعلم جميعاً بأنّ ما من شأنه إيجاد الوحدة
بين المسلمين، هي هذه المراسم السياسيّة، مراسم عزاء الأئمّة الأطهار، وخصوصاً سيّد
المظلومين والشهداء الإمام الحسين، عليه السلام، الذي صان عقيدة المسلمين وخصوصاً
شيعة الأئمّة الاثني عشر، صلوات الله عليهم.
علينا أن ندرك سرّ بقاء هذا المذهب، وبقاء البلدان
الإسلاميّة والشيعيّة؛ وعلينا أن نحافظ عليها.
وأحد هذه الرموز الكبيرة، بل هو أكبرها، قضية سيّد
الشهداء عليه السلام، فعلينا أن نحفظ هذا الرمز، ونهتمّ بهذه المجالس التي كانت
تقام على مرّ التاريخ وبأمرٍ من الأئمة عليهم السلام.
إنّ المجالس الحسينيّة وما فيها من خطابة تحفظ
مدرسة سيّد الشهداء عليه السلام ومنهجه، والذين يقولون اتركوها، لا يفهمون أصلاً
ما هو منهج الحسين، عليه السلام، ولا يدركون أنّ هذه المجالس وهذا البكاء قد حفظ
الإسلام منذ ألف وأربعمائة سنة.
نعم، إنّ هذه المنابر ومجالس العزاء ومواكب اللّطم
هي التي حفظت لنا الإسلام.
إنّ تلك الفئة من الشبّان - مع سلامة نيّاتهم -
يتصوّرون أنّ علينا بعد الآن التكلّم بلغة العصر. والحال أنّ حديث سيّد الشهداء، عليه
السلام، هو عينُ كلام العصر الجديد، وسيبقى هكذا دائماً.
وأساساً فإنّ سيّد الشهداء عليه السلام هو الذي
عَلّمنا أن نتحدّث بلغة العصر، وهذه المجالس والمراثي والبكاء واللّطم هي التي
حفظت نهجَ سيّد الشهداء وقضيّته، ولو أراد شخصٌ الانفراد في إحدى زوايا غرَف منزله
والاكتفاء بقراءة زيارة عاشوراء وإدارة السُّبحة، لَما بقيَ شيء.
إنّ كل مذهب بحاجة إلى اهتمامٍ شعبيٍّ، واحتضانٍ
والتفافٍ بأمثال هذه المراسم، فمراسم اللّطم والبكاء هذه لو لم
تكن موجودة لَما أمكن أن يُحفظ هذا المذهب ويُصان. والذين لا يفهمون هذه الحقيقة
مخطئون وجُهّال.