مراقبات
شهر ربيع الأوّل
مولد البشير النذير، وبدء إمامة بقيّة الله في الأرضين
____
إعداد: «شعائر» ____
«شهر ربيع الأوّل، فيه:
ولادة الرسول صلّى الله عليه وآله، وليلة مبيت أمير المؤمنين عليه السلام في فراشه
وهجرته، وقدومه الأعظم المدينة، وبدء إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة
رسول الله صلّى عليه وآله، وولادة الإمام الصادق عليه السلام، وبدء إمامة وليّ
الله عجّل الله فرجه الشريف، بشهادة الإمام العسكري عليه السلام، وهذه من الأيّام الخالدة.
ومن مناسباته زواج رسول
الله صلّى الله عليه وآله من السيّدة خديجة عليها السلام، وهلاك يزيد بن معاوية
وعمر بن سعد من أيّام سرور أهل البيت عليهم السلام، وإعلان وجوب الصلاة التي هي
عمود الدين.
ومن وقائعه المؤلمة
الهجوم على بيت أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، بعد دفن رسول الله صلّى الله عليه
وآله، وشهادة الإمام العسكري عليه السلام، ووفاة سيّدتنا سكينة بنت الإمام الحسين
عليه السلام، وتخريب يزيد الكعبة».
الليلة
الأولى: ليلة مبيت أمير المؤمنين عليه السلام
(المصباح) للشيخ الكفعمي: «..اشتَقّ سبحانه من نور نبيّه صلّى الله
عليه وآله نور وليّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، صاحب اللواء والكوثر وجعله مشاركاً
له فيما غاب من الفضل وحضر، ومساوياً لشرفه في العين والخبر، وتالياً لمقامه في العقب
والأثر، وباذلاً لنفسه دونه في الخوف والخطر، الوليّ الذي لا ينكره إلّا مَن ضلّ وكفر،
".." المولى الذي تاهت في ابتداء معرفته عميقات الفكر، الوصيّ الذي تُعرض
عليه أعمال البشر، الحاكم الذي ولّاه الله حساب مَن آمن وكفر..».
ورُويَ أنّ الدُّعاء الّذي قرأَهُ أميرُ
المؤمنين صلوات الله عليه عند مبيتِه، هو: أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ
المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ، مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ
سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ، مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنّاطِقِ، فِي جُنَّةٍ
مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ، بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاء أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، مُحْتَجِباً
مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينٍ الإخْلاصِ فِي الاعْتِرافِ
بِحَقِّهِمْ وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ، مُوقِناً أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ
وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أَوالِي مَنْ وَالَوا وَأَجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ
بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما أتَّقِيهِ. يا عَظِيمُ، حَجَزْتُ الأَعادِي عَنِّي بِبَدِيعِ
السَّماواتِ وَالأرْضِ، إِنّا (و) جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ
سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ.
وهذا من الأدعية الّتي وَرَد تأكيد قراءتها
للحفظ ودفع البلاء عند كلِّ صباحٍ ومساءٍ، وفي الأخير تُستبدَل عبارة «أصبحْتُ» بـ
«أمسَيْتُ».
اليوم الأوّل: هجرة الرسول صلّى الله
عليه وآله
(تفسير الأمثل) الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: «..وهذه الهجرة كانت مصدر بركات كثيرة على
طول تاريخ الأديان، حتى أنّ تاريخ الإسلام من الناحيتين الظاهرية والمعنوية يدور حول
محور هجرة الرسول صلّى الله عليه وآله، ولولا الهجرة لكان الإسلام قد غرق - وإلى الأبد
- في مستنقع عبدة الأصنام في مكّة. فالهجرة هي التي أعطت روحاً جديدة للإسلام والمسلمين،
وغيّرت كلّ شيءٍ لصالحهم، وخطّت للبشريّة طريقاً جديداً للسير عليه».
لذا فمن المستحبّات في هذا اليوم الصّيام شكراً لله تعالى على ما أنعم من سلامة
النّبيّ وأمير المؤمنين، صلوات الله وسلامه عليهما، ومن المناسب زيارتهما عليهما السّلام
في هذا اليوم. وروى السّيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) دعاءً لهذا اليوم،
أوّله: «أللّهمَّ
لا إلهَ إلَّا أنتَ، يا ذا الطَّوْل والقوَّة، والحَوْل والعزّة..».
اليوم الثامن: شهادة الإمام الحسن
العسكري عليه السلام
(المنتخب الحسني للأدعية والأعمال والزيارات): «اليوم الثامن منه كانت شهادة الإمام
أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام، كذا في (إرشاد) المفيد وعليه
الأكثر، وكان ذلك في سنة مئتين وستّين من الهجرة، وله عليه السلام يومئذٍ ثمان
وعشرون سنة، وفيه مصير الخلافة إلى القائم بالحقّ، ويناسب زيارتهما عليهما السلام
في هذا اليوم».
اليوم التاسع: بدء إمامة صاحب العصر
عجّل الله تعالى فرجه الشريف
(المنتخب الحسني للأدعية والأعمال والزيارات): «اليوم التاسع منه عيد عظيم وفيه سرور
المؤمنين لأنّه يوم جلوس صاحب الأمر الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه، على
كرسيّ الخلافة، وتقلّده منصب الإمامة. وقد ورد أنّه مَن أنفق فيه شيئاً غُفِر له،
ويستحبّ فيه إطعام الطعام، ومصافحة الإخوان، والتوسعة في الفقة على العيال، ولبس
الجديد، والتزاور بين الناس بعضهم بعضاً، وإظهار السرور، وشكر الله تعالى،
والتصدّق فيه على الفقراء، ومَن عمل ذلك غفر الله له، وهو يوم نفي الهموم».
اليوم
الثاني عشر
اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل هو
يوم ميلاد النّبيّ صلّى الله عليه وآله على رأي الشّيخ الكُلينيّ والمؤرّخ المسعوديّ،
وهو المشهور لدى المسلمين السُّنّة. ويُستحبّ في هذا اليوم، كما في (مفاتيح
الجنان) للمحدّث القمّي، أداء صلاة من ركعتَين: يقرأ في الأولى بعد سورة (الفاتحة)،
سورة (قل يا أيُّها الكافرون) ثلاث مرّات، ويقرأ في الركعة الثّانية بعد (الفاتحة)،
سورة (التّوحيد) ثلاث مرّات.
اليوم
السابع عشر: المولد النبويّ الشريف
(البلد الأمين) للشيخ
الكفعمي: «قال الشيخ الطوسي رحمه الله في (مصباحه):
يوم السابع عشر منه كان مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة
في عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة، وفي صومه فضل كثير وثواب جزيل وهو أحد الأيام
الأربعة؛ فروي عنهم عليهم السلام أنّهم قالوا: مَنْ صَامَ يَومَ السّابِع عَشَر
مِن شَهْرِ رَبيع الأوَّل كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيامَ سَنَةٍ، ويستحبّ فيه الصدقة
وزيارة المشاهد. انتهى كلامه رحمه الله.
فإذا أردت زيارة النبيّ صلّى
الله عليه وآله فاغتسل وكذا إذا أردت زيارة أحد من المعصومين عليهم السلام، وقل في
أثناء غسلك ما ذكره الشهيد رحمه الله في (نفليّته) وهو: اللّهُمّ طَهِّرْ قَلْبِي
واشْرَحْ لِي صَدْرِي، وأَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِدْحَتَكَ والثَّنَاءَ عَلَيْك. اللّهُمّ
اجْعَلْهُ لِي طَهُوراً وشِفاءً ونُوراً إِنَّكَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. وتقول
بعد الفراغ: اللّهُمّ طَهِّرْ قَلْبِي وَزَكِّ عَمَلِي واجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْرَاً
لِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِين.
ويستحبّ أن تدعو بهذين الدعاءين في جميع الأغسال المستحبّة».
ومن أعمال
هذا اليوم الشريف أيضاً:
* زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قُرب أو عن بُعد. [انظر: مفاتيح الجنان: زيارة النبيّ
صلّى الله عليه وآله من البُعد]
* زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام بما
زاره به الإمام الصّادق عليه السلام، وهي الثانية من زياراته المخصوصة، أوردها في (مفاتيح
الجنان) - بعد زيارات يوم الغدير – تحت عنوان: «زيارة يوم ميلاد النبيّ
صلّى الله عليه وآله»، وأوّلها – بعد التّكبيرات الثّلاث: «السَّلامُ عَلى رَسُولِ
اللهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ..».
* صلاة من ركعتَين يؤتى بها قبل الظّهر؛
يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة (القدر) عشر مرّات، و(التّوحيد) عشر مرّات، ثمّ يجلس
في مصلّاه ويدعو بالدُّعاء: (أللّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لا تَمُوتُ..). [إقبال الأعمال: أعمال ربيع الأوّل]
اليوم السّابع عشر: ولادة الإمام الصّادق عليه السّلام (83 للهجرة)
وفي
السابع عشر من ربيع الأوّل، يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة ثلاث وثمانين للهجرة،
كانت ولادة الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام. ونصّ كثيرٌ من المؤرّخين أنّ
النبيّ صلّى الله عليه وآله هو الذي سمّاه (جعفر)، ولقّبه ب (الصّادق). كما روي ذلك
في (علل الشرائع) عن المفضّل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه،
عن جدّه عليهم السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا وُلِدَ ابْنِي جَعْفَر
بن مُحمّد بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن أبي طالب، فَسَمُّوه الصَّادِق؛ فَإِنَّهُ
سَيَكُونُ فِي ولدِهِ سَمِيٌّ لَهُ، يَدَّعِي الإمَامَةَ بِغَيْرِ حَقِّها ويُسَمَّى
كَذّاباً».
ويستحبّ
زيارته عليه السّلام في هذا اليوم – بل زيارة جميع الأئمّة عليهم السلام في جميع أوقات
ولادتهم وشهادتهم - بالزيارات المسنونة، وفي طليعتها الزّيارة الجامعة، وزيارة «أمين
الله».