بابُ السّبعين من الخِصال
ــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»
ــــــــــــــــــــــــ
كتاب (الخصال) في الأخلاق للشيخ الصدوق، أبى جعفر محمّد
بن عليّ بن موسى بن بابويه القمّي المتوفّى بالرّي (381 هـ). قال
في مقدّمته ما ملخّصه: «وجدتُ مشايخي قد صنّفوا في فنون العلم، ولكن غفلوا عن تصنيف
كتاب يشتمل على أعداد الخصال المحمودة والمذمومة مع كثرة نفعه، فصنّفتها». وابتدأ بباب
الواحد، ثمّ الاثنين، ثمّ الثلاثة، وهكذا إلى باب الخصال الأربعماية، وقد حذا حَذوه
الشيخ البهائي في (الاثنا عشرية في المواعظ العدديّة).
ما يلي، روايات مختارة من باب السبعين من الخصال.
لِواءُ الحَمْدِ سَبْعونَ شُقَّةً
*
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَتاني جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ
فَرِحٌ مُسْتَبْشِرٌ.
فَقُلْتُ:
حَبيبي جَبْرَئيلُ مَعَ ما أَنْتَ فيهِ مِنَ الفَرَحِ، ما مَنْزِلَةُ أَخي وَابْنِ
عَمِّي عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ رَبِّهِ؟
فَقالَ:
وَالّذي بَعَثَكَ بِالنُّبُوَّةِ وَاصْطفاكَ بِالرِّسالَةِ ما هَبَطْتُ في وَقْتي
هَذا إِلّا لِهَذا. يا مُحَمَّدُ، اللهُ الأَعْلى يُقْرِءُ عَلَيْكُما السَّلامُ.
وَقالَ: مُحَمَّدٌ نَبِيُّ رَحْمَتي، وَعَلِيٌّ مُقيمُ حُجَّتي، لا أُعَذِّبُ مَنْ
والاهُ وَإِنْ عَصاني، وَلا أَرْحَمُ مَنْ
عاداهُ وَإِنْ أَطاعَني.
ثُمَّ
قالَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ:
إِذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ، يَأْتيني جَبْرَئيلُ وَمَعَهُ لِواءُ الحَمْدِ، وَهُوَ
سَبْعونَ شُقَّةً، الشُّقَةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ، وَأَنا عَلى
كُرْسِيٍّ مِنْ كَراسي الرِّضْوانِ فَوْقَ مِنْبَرٍ مِنْ مَنابِرِ القُدْسِ، فَآخُذُهُ
وَأَدْفَعُهُ إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ. (...) وَإِنَّ لِعَلِيٍّ
وَشيعَتِهِ مِنَ اللهِ مَكاناً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ».
مَنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ بَعْدَ صَلاةِ
الفَجْرِ سَبْعينَ مَرَّةً
* عن جابر الجعفيّ، عن
أبي جعفر الباقر عَلَيْهِ السَّلامُ، قال: «مَنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ بَعْدَ صَلاةِ
الفَجْرِ سَبْعينَ مَرَّةً، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَلَوْ عَمِلَ ذَلِكَ اليَوْمَ
سَبْعينَ أَلْفِ ذَنْبٍ؛ وَمَنْ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعينَ أَلْفِ ذَنْبٍ فَلا
خَيْرَ فيهِ».
مَنِ اسْتَغْفَرَ في وِتْرِهِ سَبْعينَ
مَرَّةً
* عن أبي عبد الله الصادق عَلَيْهِ السَّلامُ
قال: «مَنْ قالَ في وِتْرِهِ إِذا أَوْتَرَ: (أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتوبُ إِلَيْهِ)، سَبْعينَ مَرَّةً
وَهُوَ قائِمٌ، فَواظَبَ عَلى ذَلِكَ حَتّى يَمْضِيَ لَهُ سَنَةٌ، كَتَبَهُ اللهُ
عِنْدَهُ مِنَ المُسْتَغْفِرينَ بَالأَسْحارِ، وَوَجَبَتْ لَهُ المَغْفِرَةُ مِنَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».
عَبْدٌ مَكَثَ في النّارِ سَبْعينَ خَريفاً
*
عن أبي جعفر الباقر عَلَيْهِ السَّلامُ، قال: «إِنَّ عَبْداً مَكَثَ في النّارِ
سَبْعينَ خَريفاً - وَالخَريفُ سَبْعونَ سَنَةً - ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، بِحَقِّ
مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ إِلّا رَحِمْتَني، فَأَوْحى اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ،
إِلى جَبْرَئيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنِ
اهْبِطْ إِلى عَبْدي فَأَخْرِجْهُ...
فَقالَ
عَزَّ وَجَلَّ:
يا عَبْدي كَمْ لَبِثْتَ تُناشِدُني في النّارِ؟
فَقالَ:
ما أُحْصي يا رَبِّ.
فَقالَ:
أَما وَعِزَّتي لَوْلا ما سَأَلْتَني بِهِ لَأَطَلْتُ هَوانَكَ في النّارِ، وَلَكِنَّهُ
حَتْمٌ عَلى نَفْسي أَنْ لا يَسْأَلَني عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ
إِلّا غَفَرْتُ لَهُ ما كانَ بَيْني وَبَيْنَهُ، وَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ اليَوْمَ».