دعاء الإمام الصادق عليه السلام بعد صلاة الظهر
هذا
مقامُ العائذِ بكَ من النّار
____ رواية الشيخ الطوسي قدس سره ____
من جملة تعقيبات صلاة الظهر، هذا الدعاء الذي رواه الشيخ
الطوسي رضوان الله تعالى عليه في (مصباح المتهجّد) عن الإمام الصادق
عليه السلام. وفي (فلاح السائل) للسيّد ابن طاوس أنّه من إملائه عليه السلام على
معاوية بن عمّار. وفي (البلد الأمين) للشيخ الكفعمي أنّه يُختم بسجدتَي الشكر،
ويجزي فيهما (شكراً لله) ثلاث مرّات.
يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيَا
أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا أَجْوَدَ
الْأَجْوَدِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ، وَأَجْزَلِ، وَأَوْفَى، وَأَحْسَنِ، وَأَجْمَلِ، وَأَكْرَمِ،
وَأَطْهَرِ، وَأَزْكَى، وَأَنْوَرِ، وَأَعْلَى، وَأَبْهَى، وَأَسْنَى، وَأَنْمَى، وَأَدْوَمِ،
وَأَعَمِّ، وَأَبْقَى مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ وَسَلَّمْتَ وَتَرَحَّمْتَ
عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلى مُوسى وَهارُونَ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ، اللَّهُمَّ وَأَوْرِدْ
عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ
مَنْ تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ وَمِمَّنْ تَسْقِيهِ بِكَأْسِهِ
وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَاجْعَلْنَا تَحْتَ لِوَائِهِ،
وَأَدْخِلْنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنَا
مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَلَا تُفَرِّقْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَلَا
أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ، وَاجْعَلْنِي
مَعَهُمْ فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي كُلِّ أَمْنٍ وَخَوْفٍ،
وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي كُلِّ مَثْوًى وَمُنْقَلَبٍ، اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَحْيَاهُمْ
وَأَمِتْنِي مَمَاتَهُمْ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الْمَوَاقِفِ كُلِّهَا، وَاجْعَلْنِي
بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ كَرْبٍ، وَنَفِّسْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ
هَمٍّ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ، وَاكْفِنِي بِهِمْ كُلَّ خَوْفٍ، وَاصْرِفْ
عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ، وَسُوءَ الْقَضَاءِ، وَدَرَكَ الشَّقَاءِ،
وَشَمَاتَةَ الْأَعْدَاءِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَطَيِّبْ لِي كَسْبِي، وَقَنِّعْنِي بِمَا
رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَلَا تَذْهَبْ بِنَفْسِي إِلَى شَيْءٍ
صَرَفْتَهُ عَنِّي.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الْآخِرَةِ، وَمِنْ عَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْآجِلِ، وَحَيَاةٍ
تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ، وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ
عَلَى طَاعَتِكَ، وَالصَّبْرَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَالْقِيَامَ بِحَقِّكَ، وَأَسْأَلُكَ
حَقَائِقَ الْإِيمَانِ، وَصِدْقَ الْيَقِينِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا، وَأَسْأَلُكَ
الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ عَافِيَةَ
الدُّنْيَا مِنَ الْبَلَاءِ، وَعَافِيَةَ الْآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ
وَتَمَامَ الْعَافِيَةِ وَالشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، يَا وَلِيَّ الْعَافِيَةِ،
وَأَسْأَلُكَ الظَّفَرَ وَالسَّلَامَةَ وَالْحُلُولَ بِدَارِ الْكَرَامَةِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي صَلَاتِي وَدُعَائِي
رَهْبَةً مِنْكَ، وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ.
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي سَعَةَ
رَحْمَتِكَ وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ وَشُمُولَ عَافِيَتِكَ وَجَزِيلَ عَطَايَاكَ وَمِنَحَ
مَوَاهِبِكَ بِسُوءِ مَا عِنْدِي، وَلَا تُجَازِنِي بِقَبِيحِ عَمَلِي، وَلَا
تَصْرِفْ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ عَنِّي.
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي وَأَنَا
أَدْعُوكَ، وَلَا تُخَيِّبْنِي وَأَنَا أَرْجُوكَ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى
نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ
فَتَحْرِمَنِي وَتَسْتَأْثِرَ عَلَيَّ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ
وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ. أَسْأَلُكَ بِآلِ يَاسِينَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ
وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوَائِجِي وَرَغْبَتِي
إِلَيْكَ؛ اللَّهُمَّ إِنَ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
شَقِيّاً مَحْرُوماً مُقَتَّراً عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ
شَقَائِي وَحِرْمَانِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيداً مَرْزُوقاً، فَإِنَّكَ
تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.
اللَّهُمَ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ
إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ وَبِكَ مُسْتَجِيرٌ، وَأَنَا
حَقِيرٌ مِسْكِينٌ، أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا
وَعَدْتَنِي، يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ، يَا مَنْ قَالَ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ، نِعْمَ الْمُجِيبُ أَنْتَ يَا سَيِّدِي وَنِعْمَ الرَّبُّ وَنِعْمَ
الْمَوْلى، وَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا.
هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ
النَّارِ، يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ
الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا،
ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ، وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي
صَلَاتِي فَـ ﴿..إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾
النساء:103.