هارون المسمَّى بالرشيد، يعترف بإمامة الكاظم عليه السلام
قال المأمون: «كنتُ أجرَأَ وُلد أبي عليه. (وكان المأمون متعجّباً
من إكبار أبيه للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام وتقديره له).
قال: قلتُ لأبي: يا أمير المؤمنين، مَن هذا الرّجل الذي أعظمتَهُ
وأجلَلتَهُ، وقمتَ من مجلسك إليه فاستقبلتَه وأقعدتَه في صدر المجلس، وجلستَ دونه،
ثمَّ أمرتَنا بأخذ الركاب له؟
قال: هذا إمام الناس، وحجّةُ الله على خلقه، وخليفتُه على
عباده.
فقلت: يا أميرَ المؤمنين، أوَليست هذه الصفات كلّها لك وفيك؟
فقال: أنا إمامُ الجماعة في الظاهر والغلَبة والقَهر، وموسى
بن جعفر إمامُ حقّ، واللهِ يا بُنَيّ، إنّه لأَحَقُّ بمقام رسول الله صلّى الله
عليه وآله، منّي ومن الخلق جميعاً.
واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنَّ
المُلكَ عقيم».
(المرجع الراحل السيّد محمد هادي الميلاني، قادتنا كيف نعرفهم)
..لَلّهُ عزّ وجل أرحم بعباده من أمّ الأفراخ بفراخها
«قال عبد الله: بينما نحن عند رسول الله صلىّ الله عليه [وآله]
وسلّم، إذ أقبل رجلٌ عليه كِساءٌ وفي يده شيءٌ قد التفَّ عليه، فقال: يا رسولَ
الله، إنّي مررتُ بغَيضة شجر، فسمعتُ فيها أصواتَ فراخِ طائر، فأخذتُهنّ فوضعتُهنّ
في كسائي، فجاءت أُمُّهنّ فاستدارت على رأسي، فكشفتُ لها عنهنّ فوقعتْ عليهنّ أمُّهنّ،
فلففتُهنّ جميعاً في كِسائي فهنّ معي، فقال عليه الصلاة والسلام: ضَعْهُنَّ عَنْكَ.
فوضعتُهنّ فأبَت أُمّهنّ
إلّا لزومهنّ، فقال عليه السلام: أَتَعْجَبونَ لِرَحْمَةِ أُمِّ الأَفْراخِ
بِفِراخِها؟ قالوا: نعم يا رسول الله، فقال: وَالّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
- أو قال: فَوَالّذي بَعَثَني بِالحَقِّ
نَبِيّاً - لَلّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، أَرْحَمُ بِعِبادِهِ مِنْ أُمِّ الأَفْراخِ
بِفِراخِها؛ ارْجِعْ بِهِنَّ حَتَّى تَضَعَهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُنَّ وَأُمُّهُنَّ
مَعَهَنُّ. فرجع بهنّ».
(الفخر الرازي، تفسير الرازي)
دعاءُ
الصّباح دَلَّ عَلى ذَاتِهِ بِذاتِه
«.. وإذا اتّجهتَ إلى قوله: (يَا
مَنْ دَلَّ عَلى ذَاتِهِ بِذاتِهِ)، تقطعُ بأنّها من كلماتهم سلام الله عليهم،
مثل قول زين العابدين عليه السلام: (بِكَ عَرَفْتُكَ، وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ).
وبالجملة، فما أجودَ ما قال بعضُ
علمائنا الأعلام: (إنّنا كثيراً ما نُصحِّحُ الأسانيدَ بالمتون).
فلا يَضرُّ بهذا الدعاء الجليل ضعفُ
سندِه مع قوّة متنه، فقد دلّ على ذاته بذاته. سَبُوحٌ لها منها عليها شواهدُ».
(الإمام الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء، الفردوس الأعلى)
حُزْنُ
النَّبيِّ لموت النّجاشيِّ مَلِكِ الحَبَشَةِ
«عن محمّد بن
عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليٍّ،
عليهم السلام، قال: إِنَّ رَسولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلّمَ، لَمّا أَتاهُ جَبْرائيلُ بِنَعْيِ النَّجاشِيِّ، بَكَى بُكاءَ حَزينٍ عَلَيْهِ،
وَقالَ: إنَّ أَخاكُمْ أَصْحَمَةَ،
وَهُوَ اسْمُ النَّجاشِيِّ، ماتَ،
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الجَبَّانَةِ وَكَبَّرَ سَبْعاً، فَخَفَّضَ اللهُ لَهُ كُلَّ مُرْتَفَعٍ
حَتَّى رَأَى جَنازَتَهُ وَهُوَ بِالحَبَشَة».
(الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام)