الدّعاء لحفظ القرآن الكريم
«وألزِم قلبي
حفظَ كتابك كما علّمتَني»
____ رواية الفيض الكاشاني قدّس سرّه ____
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: «..الْقُرْآنَ الْقُرْآنَ!
إِنَّ الآيَةَ مِنَ الْقُرْآنِ والسُّورَةَ لَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى
تَصْعَدَ أَلْفَ دَرَجَةٍ - يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ – فَتَقُولُ: لَوْ
حَفِظْتَنِي لَبَلَغْتُ بِكَ هَاهُنَا».
ما يلي، دعاءان لحفظ القرآن الكريم، أوردهما الفيض الكاشاني في (الوافي)
نقلاً عن (أصول الكافي) للشيخ الكليني.
اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي
عن أمير المؤمنين عليه السّلام، قال: «قالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ: أُعَلِّمُكَ دُعَاءً لَا تَنْسَى الْقُرْآنَ، قُل:
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ مَعَاصِيكَ أَبَداً مَا
أَبْقَيْتَنِي، وارْحَمْنِي مِنْ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِينِي، وارْزُقْنِي
حُسْنَ الْمَنْظَرِ (النّظر) فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي، وأَلْزِمْ قَلْبِي حِفْظَ
كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي، وارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ
الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي.
اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي، واشْرَحْ بِه
صَدْرِي، وفَرِّحْ بِه قَلْبِي، وأَطْلِقْ بِه لِسَانِي، واسْتَعْمِلْ بِه بَدَنِي،
وقَوِّنِي عَلَى ذَلِكَ وأَعِنِّي عَلَيْه، إِنَّه لَا مُعِينَ عَلَيْه إِلَّا
أَنْتَ، لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ».
وأَنْ تُخَالِطَ بِهَا لَحْمِي ودَمِي
ومن أدعية حفظ القرآن الكريم، ما رُوي عن الإمام الصّادق عليه السلام: «تَقول:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ولَمْ يَسْأَلِ الْعِبَادُ
مِثْلَكَ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ ورَسُولِكَ، وإِبْرَاهِيمَ
خَلِيلِكَ وصَفِيِّكَ، ومُوسَى كَلِيمِكَ ونَجِيِّكَ، وعِيسَى كَلِمَتِكَ ورُوحِكَ،
وأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وتَوْرَاةِ مُوسَى وزَبُورِ دَاوُدَ وإِنْجِيلِ
عِيسَى وقُرْآنِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلّم، وبِكُلِّ وَحْيٍ
أَوْحَيْتَه، وقَضَاءٍ أَمْضَيْتَه، وحَقٍّ قَضَيْتَه، وغَنِيٍّ أَغْنَيْتَه،
وضَالٍّ هَدَيْتَه، وسَائِلٍ أَعْطَيْتَه، وأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي
وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى
النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ، وبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرْضِ
فَاسْتَقَرَّتْ، ودَعَمْتَ بِه السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ، ووَضَعْتَهُ عَلَى
الْجِبَالِ فَرَسَتْ، وبِاسْمِكَ الَّذِي بَثَثْتَ بِه الأَرْزَاقَ. وأَسْأَلُكَ
بِاسْمِكَ الَّذِي تُحْيِي بِه الْمَوْتَى، وأَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ
عَرْشِكَ ومُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَرْزُقَنِي حِفْظَ الْقُرْآنِ وأَصْنَافَ
الْعِلْمِ، وأَنْ تُثَبِّتَهَا فِي قَلْبِي وسَمْعِي وبَصَرِي، وأَنْ تُخَالِطَ
بِهَا لَحْمِي ودَمِي وعِظَامِي ومُخِّي، وتَسْتَعْمِلَ بِهَا لَيْلِي ونَهَارِي
بِرَحْمَتِكَ وقُدْرَتِكَ، فَإِنَّه لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ يَا
حَيُّ يَا قَيُّومُ».
* بعد أن أوردَ الشيخ الكليني هذا الدعاء في (الكافي)، قال: وفِي حَدِيثٍ
آخَرَ زِيَادَة: «وأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي
دَعَاكَ بِه عِبَادُكَ الَّذِينَ اسْتَجَبْتَ لَهُمْ، وأَنْبِيَاؤُكَ فَغَفَرْتَ
لَهُمْ ورَحِمْتَهُمْ، وأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَه فِي كُتُبِكَ،
وبِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَرَّ بِه عَرْشُكَ، وبِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الْفَرْدِ
الْوَتْرِ الْمُتَعَال، الَّذِي يَمْلأُ الأَرْكَانَ كُلَّهَا؛ الطَّاهِرِ
الطُّهْرِ الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، نُورِ السَّمَاوَاتِ
والأَرْضِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وكِتَابِكَ
الْمُنْزَلِ بِالْحَقِّ وكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ ونُورِكَ التَّامِّ
وبِعَظَمَتِكَ وأَرْكَانِكَ».