حكم
نثرُ الدُّرَر
من حِكم الإمام الصادق عليه السلام
مختارات
من قصارى كلمات الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، المعروفة بـ«نَثْر الدُّرَر»:
* «لَا يَسْتَغْنِي أَهْلُ كُلِ بَلَدٍ عَنْ ثَلَاثَةٍ
يُفْزَعُ إِلَيْهِمْ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ، فَإِنْ عُدِمُوا
ذَلِكَ كَانُوا هَمَجاً؛ فَقِيهٍ عَالِمٍ وَرَعٍ، وَأَمِيرٍ خَيِّرٍ مُطَاعٍ،
وَطَبِيبٍ بَصِيرٍ ثِقَة».
* «كُلُ ذِي صِنَاعَةٍ مُضْطَرٌّ إِلَى ثَلَاثِ خِلَالٍ
يَجْتَلِبُ بِهَا الْمَكْسَبَ... أَنْ يَكُونَ حَاذِقاً بِعَمَلِهِ، مُؤَدِّياً
لِلْأَمَانَةِ فِيهِ، مُسْتَمِيلًا لِمَنِ اسْتَعْمَلَه».
* «ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ لَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ
يَنْسَاهُنَ عَلَى كُلِّ حَالٍ: فَنَاءُ الدُّنْيَا، وَتَصَرُّفُ الْأَحْوَالِ،
وَالْآفَاتُ الَّتِي لَا أَمَانَ لَهَا».
* «لَا يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى
تَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ: الفِقْهُ فِي الدِّينِ، وَحُسْنُ التَّقْدِيرِ
فِي الْمَعِيشَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الرَّزَايَا».
* «ثَلَاثَةٌ مَنِ اسْتَعْمَلَهَا أَفْسَدَ دِينَهُ
وَدُنْيَاهُ: مَنْ أَسَاءَ ظَنَّهُ، وَأَمْكَنَ مِنْ سَمْعِهِ، وَأَعْطَى
قِيَادَهُ حَلِيلَتَه». (أي زوجته)
(الحرّاني، تُحَف العقول)
لغة
فطر
* فطر:
أصلٌ صحيحٌ يدلّ على فَتْحِ شيءٍ وإيرادِه، من ذلك الفِطرُ من الصوم.
* والفِطْرَة:
الخِلقة. قوله تعالى: ﴿فَاطِرِ السَّماوات﴾ أي خالقها ومبتدعها ومخترعها، من فطرَه
يفطُره - بالضمّ - فَطْراً: أي خلقَه.
* وقال
ابنُ عَبّاس: ما كُنْتُ أَدْرِي ما ﴿..فاطِر السَّماواتِ والأَرْضِ..﴾ [الأنعام:
14] حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر، فقال أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها،
أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا.
* فَطَرَ
الأَمْرَ: ابْتَدَأَه وأَنْشَأَه. وانفطرتِ السماءُ: انشقّت.. والفُطورُ:
الصّدوع والشُّقوق.
* تَفَطَّرَتْ وانْفَطَرتْ:
بمعنى؛ ومنه أُخذ فِطْرُ الصائم، لأنّه يفتح فاه.
* قوله
تعالى: ﴿.. فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا..﴾ [الرّوم: 30]. يقال: فَطَرَ الله الخلقَ، [على وزن ذَهَبَ] أي خلقَهم،
والاسم الفِطرة بالكسر، وهي من الفِطر كالخِلقة من الخَلق في أنّها للحالة، ثم إنّها
جُعلت للخِلقة القابلة لدين الحقّ على الخصوص...
* وفي
النبويّ الشريف: «كُلُّ مَوْلودٍ يولَدُ عَلى الفِطْرَةِ..»، يعني على
المعرفة بأنَّ الله تعالى خالقُه، فذلك قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ...﴾. [لقمان: 25]
* وعن
أمير المؤمنين عليه السلام: «أَفْضَلُ ما يَتَوَسَّلُ بِهِ المُتَوَسِّلونِ...
كَلِمَةُ الإِخْلاصِ [لا إلهَ إِلّا الله] فإنَّها الفِطْرَةُ، وَإِقامُ
الصَّلاةِ فَإِنَّها المِلَّةُ..»....
* وفي
الحديث تكرّر الذكر في زكاة الفطرة. وقولهم: تجب الفِطرة على حذف مضاف، والأصل تجب
زكاة الفطرة، فحُذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه واستُغني به في الاستعمال
لظهور المراد.
* والفِطرة
تطلَق على الخِلقة وعلى الإسلام، والمراد منها على الأوّل زكاة الأبدان، وعلى
الثاني زكاة الدين.
(الطريحي، مجمع البحرين - بتصرّف)