ثباتُ الأمّة.. على هَدي القُرآن
إنّنا
بعيدون عن القرآن، والأمّة الإسلامية بعيدة عنه أيضاً، وهناك بَوْنٌ شاسعٌ بين
واقع حياتنا والحقائق القرآنية! وما علينا إلّا أن نُقرِّبَ أنفسنا منه، فإنّ
سعادة الأمّة الإسلامية مرهونةٌ بأن تقتربَ بنفسها من القرآن ومفاهيمه ومعارفه
ودروسه. ".."
اليوم
تُنفَق أموالٌ باهظة في العالم، وأعمالٌ كبيرة تُنجز، لتسديد ضربة للإسلام
والمسلمين. إنّ القوى الطاغوتية في العالم تَهاب الإسلام، وتخاف من مجتمع المسلمين
البالغ عدده ملياراً ونصف المليار نسمة، ولهذا باتتْ تبذل قصارى جهدها لاستلاب
القوّة من مجتمع المسلمين بطُرقٍ مختلفة، فهي تعلم أنّ الإسلام يقف سدّاً أمام
مطامعها.
ولو
علا صوت الإسلام، لما توافرت لها بعدُ إمكانية ممارسة الظلم في حقّ الشعوب بهذه
الطريقة. لذا فهي تعمل على إخماد صوت الإسلام، من أجل أن يتسنّى لها إخراج قضايا
المستضعفين في العالم من الأذهان، وإيداع القضية الفلسطينية واغتصابَ بلدٍ
إسلاميٍّ في غَياهب النسيان.. هذه هي الأهداف التي ينشدونها.
فلو
تمسّكنا بالقرآن وبهَديِهِ، لكان بمقدورنا التغلّب على هذه المؤامرات، ولو واصلنا
طريق الجهاد، لكان النصرُ حليفَنا لا محالة. فلا بدّ من التمسّك بالقرآن، والعالمُ
الإسلاميّ بحاجة إلى التمسّك بحبل الله، وإرساء دعائمه، وتعزيز ثَباته وصموده.
".."
نسأل
الله سبحانه وتعالى أن يمهّد السبيل لحركة الأمّة الإسلامية. فلو جاهدنا وتحرّكنا
وأخلصنا نيّاتنا، سوف يَنصرنا الله عزّ وجلّ، وإنْ تقاعسنا ولم نؤدِّ الواجبَ الذي
في أعناقنا، لا ينبغي بطبيعة الحال أن نتوقّع النصر الإلهي. إنّ اللهَ يساعدُ
الذين يعملون ويجتهدون، وينصرُ الشعوبَ التي تتحرّك وتبذل جهدها، فَلنُجاهِد ولْنَتحرّك،
لنفوزَ بنصرة الله تعالى.
وكلّي
يقينٌ بأنّ النصر للإسلام، وأنّ جبهة الكفر، بكلّ ما تنطوي عليه من سعة وبهرجة وفجور،
سوف تُرغَم في نهاية المطاف على التراجع أمام الأمة الإسلامية وأمام جبهة الإسلام
المناضلة والمجاهدة. ﴿وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا
الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ الفتح:22،
وهذه هي سُنّة الله التي لا يعتريها شكٌّ ولا ريب. والشرط الوحيد فيها أن نتحرّك
ونبذل مجهودنا، ولو قُمنا بذلك، فإن سنّة الله تقضي بأنّ العدوّ يجب أن يتراجع،
وهو سيتراجع بالفعل.