الكتاب: «اللعبة الوحيدة في المدينة» The only Game in Town
المؤلّف: محمّد
العريان
الناشر: «Random
House»، 2016
في خريف عام 2008 انفجرت
الأزمة المالية والاقتصادية العالمية انطلاقاً من الولايات المتحدة الأميركية.
ويتفق المراقبون والأخصائيون أنها لم تكن وليدة يومها ولكنها نسجت خيوطها على مدى
السنوات التي سبقت انفجارها. ولا تزال آثار تلك الأزمة قائمة إلى اليوم، بينما
يترقب كُثر إمكانية نشوب أزمة جديدة ربما تكون أكثر حدّة من الأزمة الأخيرة.
في هذا السياق صدر كتاب أثار اهتمام الكثيرين لمؤلفه «محمد العريان»،
أحد الاقتصاديين الأكثر نفوذاً في العالم اليوم وأحد المستشارين الاقتصاديين
المقرّبين من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ويناقش المؤلف فيه المسائل المتعلّقة
بـ «البنوك المركزية وغياب الاستقرار والانهيار القادم»، كما جاء في عنوانه الفرعي.
ويحدد محمد العريان منذ الصفحات الأولى في الكتاب مجموعة من
«التحديات» التي سيكون على الاقتصاد العالمي مواجهتها كي يتجنّب مزالق وأزمات قد
تكون أكثر خطورة من الأزمة المالية الأخيرة، والتأكيد بأشكال مختلفة في هذا الكتاب
أن العالم يمكن أن يتجه نحو أزمة أكبر وأعمق، وبهذا المعنى يستخدم تعبير
«الانهيار» كخطر مهدد. ويكرّس المؤلف عشرة فصول قصيرة من أجل مناقشة كل تحدٍ من التحديات
التي يرى أنه ينبغي على العالم مواجهتها. والتحديات المطروحة ليست جديدة في واقع
الأمر، لكن المؤلف يطرح أساساً السياق الذي انتجها، ويقترح ما يراه سبلاً من أجل
مواجهتها، بطريقة تعالج أسبابها.
الكتاب: «الإنسان
العاري.. الدكتاتورية الخفيّة للعالم الرقمي»
المؤلّف: مارك دوغان وكريستوف
لابي
الناشر: «Plon»،
باريس 2016
«الإنسان العاري» الذي
يقصده المؤلفان في عنوان هذا العمل هو بالتحديد الإنسان الحديث، إنسان العصر
الرقمي. وهو الذي كشفت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية الغطاء عن الكثير من
المعلومات والمعطيات الخاّصة بحياته وجمعتها في نوع من «المفكّرة الرقمية» التي
يتم استخدامها من مختلف الأجهزة عند الحاجة إلى ذلك.
أمّا وسائل الحصول على
المعلومات والمعطيات التي تخصّ حياة البشر واهتماماتهم وأفكارهم وتحرّكاتهم فتحمل
تسميات «بيغ داتا وغوغل وآبل وفيسبوك وأمازون»، ومشتقاتها التي تقوم عبر شبكات
الانترنت ومختلف الشبكات الرقمية. ويشير المؤلفان أنه وراء هذا التكنولوجيات يرتسم
واقع «عالم جديد» و«عالم خاضع للرقابة المستمرّة»، هو بصدد بروز ملامحه وما يحمله
من التهديدات بالنسبة للحريّة الفردية الإنسانية.
والتعريف الذي يقدّمه
المؤلفان لـ«الإنسان العاري» في العصر الرقمي السائد هو أنه يتمّ اختزاله إلى
مجرّد «مستهلك ومنتج للمعطيات» التي يمكن استخدامها في العديد من المشارب، التي
تمتد من التسويق والتجارة إلى الأمن والدفاع. وهذا ما يمكن ترجمته إلى سيادة نوع
من «الدكتاتورية الخفيّة»، لكن «الناعمة» والتي يمكن أن تستخدمها مختلف الأجهزة.
يلفت الكتاب إلى أن هذا
الواقع الرقمي المتأجج، سيفضي إلى سعي كل فرد أن يؤقلم سلوكه وحتى طريقة تفكيره مع
«الموديل السائد». «ذلك بالتحديد على عكس ما يردده عاليا القائمون على وادي
السيليكون ــ عرين الصناعات الرقمية ــ بالقول: بفضلنا غدا الفرد حرّا أكثر
فأكثر»، كما يكتب المؤلّفان.