حكمةُ المعصوم
الإمام
الجواد عليه السلام في كلام وليّ أمر المسلمين دام ظلّه
* في هذا النصّ لسماحة
السيد القائد الخامنئي دام ظلّه مقاربة معمّقة للمزايا الرفيعة التي وسمتْ الحياة
الشريفة للإمام محمّد بن عليّ الجواد عليهما السلام. وقد عرض السيد القائد إلى
السيرة الذاتية للإمام عليه السلام، مركّزاً على مجموعة من المحطّات التي تشكّل
بمجموعها شخصيّة الإمام المعصوم والكيفيّة التي واجه فيها حاجات الأمّة؛ سواء في
بيان وشرح الوحي المقدّس، أو في الميدان السياسي والاجتماعي، وطريقة تعاطيه مع
السلطة العبّاسية واستبدادها.
«شعائر»
حياة الإمام محمّد
الجواد عليه السلام استمرارٌ لخطّة أبيه الرضا عليه السلام، ويبدو ذلك من علاقة
المأمون نفسها بالإمام الجواد عليه السلام ومحاولة المأمون تقريبَ الإمام الجواد وإدخاله
في أروقة الحكم، استمراراً لمؤامرته لتمييع حركة التشيّع وقضيتها ضمن إطار الخلافة
العبّاسيّة، ومستهدفاً بذلك حجز الإمام وعزله عن قواعده الشعبية بشكل لا يثير الأُمّة،
وخصوصاً وهو يعيش مُعزّزاً مُكرّماً في قصور المأمون ومبانيه الفخمة، وبعدها سوف
يجعله تحت رقابة القصر المحكمة والتي تحصي عليه كلّ تحرّكاته وسكَناته بدقّة تامّة.
ولهذا بادر المأمون
إلى خطّته القديمة في الظهور أمام الناس كشخصٍ مُشفقٍ مُحبٍّ للإمام عليه السلام،
فزوّجه ابنته أمُّ الفضل لكي يضمن تأييد الإمام له، ولذلك عرض عليه البقاء في مركز
الخلافة، لكنّ الإمام الجواد أصرّ على الرجوع إلى المدينة، ليُحبط خطّة المأمون في
كسب تأييده لخلافته المغتصبة، فهي من جانب الإمام عليه السلام استنكار لخلافة
المأمون وإيحاء للآخرين بعدم شرعيّة حكمه، ومن جانب آخر إثبات لإمامته وانفصال
أطروحته عن أطروحة السلطة الحاكمة.
فقبول الإمام عليه
السلام بالبقاء مع المأمون في بلاطه وحاشيته معناه أن تندمج الأطروحتان، وتبدو
للجمهور أنّهما غير متناقضتين ما يُضيّع على أطروحة الإمام معالمها الفكرية الخاصة
التي تميّزها عن أطروحة الحاكم المنحرف.
والإمام الجواد عليه السلام
استمرّ في خط أبيه، في تخطيطه الفكري وتوعيته العقائدية، فكان في المدينة يجمع
عنده الفقهاء من بغداد والأمصار ليسألوه ويستنيروا بهديه، «وكان وقت موسم الحجّ،
فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً فخرجوا إلى الحجّ وقصدوا
المدينة ليشاهدوا أبا جعفر».
وكان الإمام الجواد
عليه السلام يمارس مهام مسؤولياته الجهاديّة لتوسيع قواعده الشعبية، حتّى سمع به
المعتصم واستدعاه إلى بغداد بالقوّة ليغدر به، ويُنهي حياته الشريفة بالسُّم، وقال
ابن بابويه: «سمّه المعتصم».
فالإمام عليه السلام،
إذاً، كان يشكّل خطراً على استمرار السلطة، ويسلّط الأضواء على مواضع انحرافهم وبُعدهم
عن الإسلام، وليس ذلك وحده، بل كان الكلّ يعرف منزلته وتفوّقه العلمي والفكري على
صِغر سنه وتحدّيه للفقهاء وللقضاة في عصره، «ففي مجلس واحد سألوه عن ثلاثين ألف
مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين».
قال المفيد: «إنّ
المأمون كان قد شغف بالجواد لِما رأى من فضله مع صغر سنّه وبلوغه من الحكمة والعلم
والأدب وكمال العقل ما لم يساوه فيه أحدٌ من مشايخ أهل الزمان».
وقال الطبرسي في (إعلام
الورى) «إنّه عليه السلام كان قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحِكم والآداب، مع
صغر سنّه، منزلةً لم يساوه فيها أحدٌ من ذوي السنّ؛ من السادة وغيرهم».
نُنهي حديثنا عن عمل
الإمام الجواد وتخطيطه بهذا القدر المختصر، وذلك لتشابه دورِهِ دورَ أبيه الرضا
عليه السلام، ولنقف على دراسة ظاهرة إعجازية، وجدت في الإمام الجواد عليه السلام وقد
أثارت حولها كثيراً من التساؤلات والأقاويل. ألا وهي ظاهرة تولّيه مرجعيّة الإمامة
والقيادة وهو في سنّ الطفولة، وكان عمره آنذاك ثماني سنين.
الإمام عليه السلام وصِغر
سنّه
هي من الظواهر
الإعجازية التي وجدت في الإمام الجواد عليه السلام، والتي كان لها أثرها الكبير في
واقع الحكّام آنذاك.
وقد أجمعت المصادر
التاريخية أنّ الإمام الجواد توفّي أبوه الرضا عليه السلام وعمره «ثماني سنين أو
سبع سنين وأربعة أشهر»، وتولّى الإمامة بعد أبيه وهو في سنّ الطفولة.
هذه الظاهرة وُجدت لأوّل
مرّة في حياة الأئمّة عليهم السلام في شخص الإمام الجواد عليه السلام، وكان تحدّياً
صارخاً للحكّام المنحرفين ورهاناً أكيداً وإعجازياً على حقيقة امتداد خطّ إمامة الأئمّة
عليهم السلام ومرجعيّتهم، هذا الخطّ الذي
يمثّله الإمام الجواد عليه السلام.
ولو اعتمدنا حساب الاحتمالات
لوجدنا أنّ صغر سنّ الإمام عليه السلام وحده سببٌ كافٍ للاقتناع بحقيقة إمامته
وتمثيله لخطّ إمامة أهل البيت، وإلّا كيف نُفسّر توليه الزعامة الشيعيّة في كلّ
المجالات النظرية والعملية.
ولربّما يتبادر افتراض
يقول إنّ الطائفة الإسلامية الشيعيّة ربّما لم ينكشف لديها، بوضوح، إمامة وزعامة
هذا «الصبيّ» لأهل البيت، ولربّما زادوا هذا الافتراض زعماً آخر كما جاء على لسان
الباحث أحمد أمين «باختفاء الأئمّة عن الأعين، واكتفائهم بالدعوة سرّاً، ليبقى
العطف عليهم في الناس».
وردُّنا على هذا الافتراض
والزعم، هو أنّ زعامة الإمام الجواد عليه السلام كانت زعامة مكشوفة وعلنية أمام
كلّ الجماهير، ولم تكن زعامة أئمّة أهل البيت في يومٍ ما زعامة مُحاطة بالشرطة أو
الجيش وأبّهة الملك والسلطان، بحيث تحجب الزعيم عن رعِيّته، ولم تكن زعامتهم عليهم
السلام زعامة دعوة سرّيّة من قبيل الدعوات الصوفية والفاطمية، كي تحجب بين قائد
الدعوة وبين قواعده الشعبية، بل كان الإمام عليه السلام يمارس زعامة مكشوفة إلى حدٍّ
ما، وكانت القواعد الشعبية المؤمنة بزعامته وإمامته تتفاعل معه مباشرة في مسائلها
الدينية وقضاياها الاجتماعية والأخلاقية.
ولمّا استقدمه المأمون
إلى مركز خلافته في بغداد، أصرّ الجواد عليه السلام على الاستئذان والرجوع إلى
المدينة، وقد سمح له المأمون بذلك، وقد قضى أكثر عمره الشريف هناك.
فالجواد عليه السلام
كان يتحرّك بفاعلية ونشاط على المسرح الاجتماعي وهو مكشوف أمام كلّ المسلمين بما
فيهم الشيعة الذين يؤمنون بزعامته وإمامته.
حتّى أن المعتصم تضايق
من نشاطه وتحرّكه، فطلبه وأحضره إلى بغداد، ولما حضر أبو جعفر عليه السلام إلى
العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، ويقول
المفيد: «فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرّم سنة 220 هجرية، وتوفّي بها في ذي
القعدة من هذه السنة».
وفي (روضة الواعظين): «مات
ببغداد قتيلاً مسموماً».
وعلى ضوء هذه الحقائق
تسقط دعوى الفرض الذي يقول بأنّ الجواد عليه السلام لم تكن زعامته مكشوفة أمام
المسلمين عامّة وأمام شيعته خاصّة، خلافاً لطبيعة العلاقة التي نشأت منذ البداية
بين قادة أهل البيت وقواعدهم الشعبية، وخصوصاً أن المأمون قد سلّط الأضواء على
إمامة الجواد وعِلمه، فقد عرّضه إلى امتحان من أجل إفحامه وفضّ الناس عنه، وجمع
بينه وبين كبار العلماء أمام العباسيّين فتبيّن تفوّق الجواد عليه السلام العلمي
والفكري على صِغر سنّه.
وقد طلب المأمون من
يحيى بن أكثم، وهو من كبار المفكّرين آنذاك أن يطرح على الإمام مسألة يقطعه فيها.
فقال له: أتأذن لي، جُعلت
فداك، في مسألة؟
فقال له أبو جعفر: سلْ
ما شِئْتَ.
قال يحيى: ما تقول في
مُحْرِمٍ قتلَ صيداً؟
فقال له الإمام عليه
السلام: «قَتَلَهُ في حِلٍٍٍّ أو حَرَمٍ؟ عالِماً كان المُحْرِمُ أمْ جاهِلاً؟
قتلَهُ عَمْداً أو خَطَأً؟ حُرّاً كانَ أمْ عَبداً؟ صَغيراً كانَ أو كبيراً؟ مُبْتَدِئاً
بالقتلِ أمْ مُعيداً؟ من ذواتِ الطَّيْرِ كانَ الصَّيْدُ أمْ من غَيْرِها؟ من صغارِ
الصَّيْدِ كان أم من كِبارِه؟ مُصِرّاً عَلى ما فعلَ أم نادِماً؟ في اللَّيْلِ كان
قَتْلُهُ للصَّيْدِ أم في النَّهار؟ مُحْرِماً كان بالعُمرةِ إذ قَتَلَهُ أو بالحجِّ
كان مُحْرِماً؟».
فتحيّر يحيى بن أكثم
وبان في وجهه العجز والانقطاع وتلجلج حتّى عرف أهلُ المجلس أمره.
وهناك افتراضات أخرى ربما تُثار في هذا المجال نعرضها على
التوالي:
* الافتراض الأوّل: يقول
إنّ المستوى العلمي والفكري للطائفة الشيعيّة وقتئذٍ كان بدرجة يُمكن معها أن
يغفلوا هذا الموضوع، أو بشكل آخر، إنّ مستواهم الفكري والعقلي والروحي هو الذي
دفعهم إلى التصديق والإيمان بإمامة طفل وهو ليس بإمامٍ حقاً!
وهذا الفرض ساقط، يكذّبه
الواقع التاريخي الثابت للطائفة الشيعيّة، إذ أنّ مستواها العلمي والفقهي كان موضع
إكبار وتقدير من قِبَلِ كلّ المدارس الفكرية المنافسة الأخرى. فالمدرسة الفكرية
الضخمة التي خلّفتها جهود الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام كانت من أكبر
مدارس الفكر الإسلامي التي شهدها العالم الإسلامي آنذاك، فهناك جيلان قد تعاقبا
وهم من تلاميذ الصادق والكاظم عليهما السلام وكانا على رأس الطائفة الشيعيّة في ميادين
الفقه والتفسير والكلام والحديث وكلّ جوانب المعرفة الإسلامية.
وعلى ضوء هذه الحقيقة،
لا يمكن الافتراض أبداً بأنّ المستوى الفكري والعلمي للطائفة كان بالمقدار الذي يُغفل
موضوعاً مُهمّاً وخطيراً كهذا، فكيف تغفل طائفة بكاملها وفيها هذه المدرسة التي
كانت تُعدّ قِبلةً للفكر الإسلامي المنفتح وتتخيّل أو تتصوّر غفلة أنّ الإمامة في
شخص طفل صغير وهو ليس بإمامٍ حقّاً.
وخصوصاً - وكما قدّمنا
- أنّ إمامة الجواد عليه السلام وزعامته لقواعده الشعبية كانت زعامة مكشوفة لكلّ
المسلمين، وبإمكان أيّ فرد منهم أن يتحدّاها، ويمتحن صدقها، وخصوصاً الطائفة
الشيعيّة التي كانت تمثّلها في العالم الإسلامي أكبر المدارس الفكرية وأضخمها على
الإطلاق، فقد امتدّت مدرستها في الكوفة وقم والمدينة، وكانت هذه المدارس والمراكز
الفكرية على صِلة بالإمام عليه السلام تستفتيه وتسأله، وتنقل إليه الحقوق والأموال
من مختلف الأطراف، فكيف نتصوّر أنّ هذه العقلية المنفتحة أو مثل هذه المدرسة
الضخمة تغفل عن حقيقة طفل لا يكون إماماً.
* الافتراض الثاني:
إنّ الطائفة الشيعيّة عبر تاريخها المديد لم تكن تملك تصوّراً واضحاً لمفهوم
الإمام والإمامة، بل كانت تتصوّر الإمام مجرّد رقم في تسلسل نَسَبي، فهي بالتالي
تجهل الإمام والشروط اللازمة للإمامة!
نقول إنّ هذا الافتراض
مردود، لأنّ التشيّع كأساسٍ يقوم على المفهوم الإلهي العميق لفكرة الإمامة هو من (البديهيّات)
ومن أبسط مفاهيم التشيّع، فالإمام في مفهومه الشيعي العامّ هو ذلك الإنسان الفذّ،
(الكامل) بمعارفه وأقواله وأعماله وأخلاقه. وهذا المفهوم، وهو ما كان واضحاً في
معالمه وأبعاده عند الطائفة الشيعيّة، قد بشرّت به آلاف النصوص التي توالت منذ عهد
الإمام عليّ عليه السلام إلى عهد الإمام الرضا عليه السلام، حتى أنّ كلّ تفاصيل
التشيّع وخصوصيّاته أصبحت واضحة في أذهان الشيعة ووعيهم.
تقول إحدى الروايات
بهذا الصدد: دخلنا المدينة بعد وفاة الرضا عليه السلام نسأل عن الخليفة بعد الإمام
الرضا، فقيل إنّ الخليفة في قرية قريبة من المدينة، (قال الراوي): فخرجت إلى تلك
القرية فدخلتها، وكان فيها بيتٌ للإمام موسى بن جعفر عليه السلام، انتقل إلى
الإمام الجواد عليه السلام بالوراثة، فرأيت البيت غاصّاً بالناس ورأيت أحد أخوة
الرضا عليه السلام جالساً متصدّراً المجلس، وسمعتُ الناس يقولون عنه - أي عن أخي
الرضا عليه السلام - بأنّه ليس هو الإمام، لأنّهم سمعوا من الأئمّة عليه السلام:
أنّ الإمامة لا تكون في أخوَين بعد الحسن والحسين عليهما السلام.
نستنتج من هذا الحديث،
أنَّ كلّ تفاصيل التشيّع وخصوصيّاته ومفاهيمه كانت واضحة وجليّة عندهم، ما يكذّب
زعم أصحاب هذا الافتراض.
* الافتراض الثالث
والأخير: إنّ الأمر لا يعدو كونه تفانياً
وإصراراً على الغرور والباطل من قبل طائفة الشيعة ومُحبّيه عليه السلام.
ونقول إنّ هذه الدعوى
باطلة، ليس فقط من وجهة إيماننا بورع الطائفة الشيعيّة وقدسيّتها، وإنّما نؤكّد
القول من خلال تلك الظروف الموضوعيّة التي أحاطت بهذه الطائفة المضطهدة، إذ أنّه
لم يكن التشيّع في يوم من الأيّام في حياة هذه الطائفة المؤمنة طريقاً للأمجاد
والسلطان أو الإثراء، بل كان التشيّع على مدار التاريخ طريقاً إلى التعذيب
والحرمان والسجون والاضطهاد، بل وكان طريقاً لأن يعيش معها (الموالي) حياة خوف
وتضحية ومراقبة دائمة في كلّ خطوة يخطوها.
يقول الإمام الباقر
عليه السلام عن تلك المحن والبلايا التي نزلت بالشيعة وخاصة أيّام الحكم الأمويّ:
«وَقُتِلَتْ شيعَتُنا بِكُلِّ بلدةٍ، وقُطِعَتِ الأَيدي وَالأَرْجُلُ عَلى الظّنَّةِ
وَالتُّهْمَةِ، وَكُلُّ مَنْ يُذْكَرُ بِحُبِّنا أَوِ الانْقطاعِ إِلَيْنا سُجِنَ
أَوْ نُهِبَ مالُهُ وَهُدِّمَتْ دارُهُ».
فافتراض التفاني
والإصرار على الباطل، لم يكن في أيّ وقت من الأوقات من أجل مطمح مادّيّ أو دنيويّ.
ولماذا، بعد ذلك، كلّ هذا التفاني وإصرار علماء الطّائفة وفقهائها، على إمامة
باطلة زائفة، مع أنّ تفانيهم في الإمام عليه السلام سيكلّفهم ألواناً قاسية من
الحرمان والعذاب.
لذلك لا يمكننا تفسير
تفاني الشيعة في الإمامة، إلّا أن يكون ذلك ناشئاً عن اعتقاد حقيقي بهذه الإمامة،
ووعي عميق لشروط انعقادها.
ومن هنا يجب القول إنّ
كلّ هذه الافتراضات لا يمكن قبولها لمن اطّلع على حقيقة تاريخ هذه الطائفة وظروفها
الموضوعيّة، وبالخصوص الظروف والملابسات التي أحاطت بإمامة الجواد عليه السلام.
وبعد عرض هذه الافتراضات
وردّها، لا يبقى لدينا إلا الفرض الوحيد المطابق للواقع؛ وهو كون الجواد صلوات
الله عليه هو الإمام حقّاً.