الدَّمعة
علامةُ الإذن بالدّخول
____ شيخ الفقهاء
العارفين الشيخ بهجت قدّس سرّه ____
في باب
«يزكّيهم» لهذا العدد من «شعائر» اخترنا مقتطفات
أخلاقيّة وسلوكيّة من كتابَي (جرعة وصال) و(النّاصح)، وكِلاهما يَتضمّن
توجيهات مُختصرة جرى اختيارُها بعناية من كلمات شيخ الفقهاء العارفين المقدّس
الشيخ بهجت رضوان الله تعالى عليه.
ورد في
روايات الاستئذان لدخول حرم سيّد الشهداء عليه السلام، أن يقول الزائر: «أَأَدْخُلُ
يا اللهُ، أَأَدْخلُ يا رَسولَ اللهِ..»، ويستأذن من جميع الأئمّة عليهم السلام.
ثمّ جاء في تتمّة الرواية: «فَإِنْ دَمَعَتْ عَيْنُك فَتِلْكَ
عَلامَةُ الإِذْنِ»؛ أي إذا جرى الدمعُ من العين، فهذا يعني أنّهم عليهم
السلام قد أذِنوا لك! هذه
الدموع مرتبطة بأعلى عليّين. لكن مَن عساه يُدرك هذا المعنى؟
أمّا الجهَلة فيقولون – والعياذ بالله - ما هذه الدموع؟! إنّها خرافات!
اللهُ أعلم من أيّ النّاس نحن في سِجِلِّ
إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشّريف! وهو الذي تُعرَضُ عليه
أعمالُ العباد مرّتين كلَّ أسبوع، يومَي الاثنين والخميس. كلُّ ما نعرفه هو هذا:
لسنا كما يَنبغي علينا أن نكون!
ضعوا
أقدامكم في الموضع الّذي وضعه المعصومون عليهم السلام، لا
الآخرون! اِلزمـُوا العلماء! وكونوا دوماً على بيِّنة؛ وليكُن
انشغالُكم دوماً بالقضايا المفيدة والمعرفيّة الّتي تُحيي القلوب.
صلاح النفس
لو علمنا أنَّ إصلاح شؤون الإنسان بإصلاح العبادة، وعلى رأسها
الصّلاة، الّتي يتحقَّق صلاحُها بالخضوع والخشوع، واللّذَين يتحقَّقان بدورهما
بالإعراض عن اللّغو، لو علمنا ذلك؛ فما من شيءٍ آخَر ليُضاف!
نستعيذ
بالله من أن نرضى عن
أنفسنا. فإذا ما رضينا عنها، فإنّنا لن نتمكّن أبداً من أداء ما لله علينا من حقّ العبوديّة والخضوع! مع أنّنا لسنا بشيءٍ، إلّا أنّنا نخالُ أنفسنا كلَّ شيء!
بعض العلماء بوصيّتهم أبناءهم بالصّلاة أوّل الوقت أو صلاة
اللّيل، إنّما كانوا يضمنون لهم بذلك مستقبلهم.
ليس
لدينا حالة الدّعاء، وانكسار القلب وحُرقته، و«الآه» الّتي ما إنْ خرجت من القلب حتّى تكون كالرّمية تُصيب الهدف!
يا لرحمة الله الواسعة الّتي تحيط بالمؤمنين
المهتمّين بشؤون المسلمين؛ الّذين يرفعون أكفّهم بالدّعاء والبكاء والتّضرّع
والابتهال لكشف كلّ هذه البلايا والمصائب الّتي تحلّ بالمسلمين والمؤمنين.