الشعائر
الحسينية بتعبيراتها الشعبية تترجم أقصى درجات الولاء
المفكّر المغربي إدريس
هاني:
لا قيمة
للفكر الإسلامي إذا لم يستحضر النهضة الحسينية
___ أجرى الحوار: حميد
حلمي زادة ___
في
هذا الحوار مع المفكّر المغربي السيد إدريس هاني استقراءٌ عميق لدلالات الحدث
الحسيني في أبعاده التاريخية والمعنوية والروحية والحضارية.
سيأخذنا
الحوار في أسئلته والأجوبة نحو فضاءٍ معرفيّ تتأسّس مرتكزاته على النظر إلى كربلاء
ومعانيها بما هي منعطف في تاريخ الإسلام، أعاد مسار الدين إلى أصالته المحمّديّة،
وأطلق نهضة حضاريّة ممتدّة عبر الزمن البشري كلّه.
في
ما يلي، نصّ الحوار الذي أجراه معه الأستاذ حميد حلمي زاده الباحث في «شبكة النبأ
المعلوماتية».
«شعائر»
* كيف نستطيع دراسة
الثورة الحسينية في إطار معالجة قضايا الفكر الإسلامي وقضايا الأمّة في راهنها؟
إذا ما تعمّقنا أكثر
في المحتوى الحضاري والإنساني للثورة الحسينية، سوف نجدها بلا شكّ أكبر من كونها
مجرّد ثورة، بل هي تعبير عن «نهضة»، وردّة فعل على عصور أخذت طريقها نحو الانحطاط.
ثمّ هي، بما ينضمّ إليها من إنجازات تمثّل نهضة أمّة، حيث كان الحسين عليه السلام صانعَ
ملحمتها، بوصفه الممثّل الشرعي لضمير هذه الأمّة.
وهي أيضاً نهضة، إذا
ما تأمّلناها في ضوء المشروع الإصلاحي الكبير الذي قاده جدّه صلّى الله عليه وآله،
وأبوه وأخوه عليهما السلام، كما تؤشّر عليه كلمته وهو يتحرّك باتجاه الكوفة: «إِنِّي
لَمْ أَخْرُجْ أَشِرَاً وَلَا بَطِرَاً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإِصْلَاحِ
فِي أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيْدُ أَنْ آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ».
إنّها ثورة هيمنت على
الوجدان المسلم، فصنعت كلّ التحولات التي شهدتها القرون اللاحقة. وأنت تجد أنّ ما
أعقبها من ثورات، كثورة التوّابين لسليمان بن صُرد الخزاعي أو ثورة المختار الثقفيّ،
أو حتّى ثورة العلويّين المتحالفين في بداية نضالهم مع الثورة العباسية ضد المشروع
الأمويّ المقبور، والذين رفعوا شعار الرضى من آل محمد، كلّها كانت تستحضر الشعار
الحسينيّ. وسواء نجحت في ترجمة شعاراتها أم لا، فإنّها ثورات استلهمت من هذا الروح
الحسيني الذي أعاد صياغة العقل المسلم باتّجاه إمكانية التغيير للأفضل.
في هذا الإطار، يُمكننا
القول بأنّ النهضة الحسينية كانت في صُلب المسألة الإسلامية؛ فلسنا نحن مَن يحتاج
أن يقرّب النهضة الحسينية إلى صلب قضايانا الراهنة، ومسائل الفكر الإسلامي، بل لا
قيمة لهذا الفكر إذا لم يستحضر تجارب الأمّة في النهضة والإصلاح. والنهضة الحسينية
هي طليعة هذه التجارب. وهل قضايا الفكر الإسلامي وقضايا الأمة الراهنة، إلّا الحرية
والكرامة والإحساس بالمسؤولية والضمير الأخلاقي، الذي شكّل مقاصد النهضة
الحسينية؟!
فهي – إذاً - نهضة حيّة
لا تموت من خلال القِيم التي كانت تنطق من داخل الميدان، وترسم للأمّة نهجاً في
التحرّر وعدم القبول بالذلّ، فكلّ كلمة نطق بها أبو الشهداء، عبّرت عن منتهى ما
يطلبه الأحرار.
إنّ النهضة الحسينية،
كانت أولى النهضات التي شهدها التاريخ وجعلت لها مطلباً للتحرّر والكرامة. لم تكن
ثورةً من أجل الخبز، على شرف ثورات الخبز، ولا ثورةً ضد التمييز العنصري على شرف
الثورات التي قامت ضد التمييز؛ فسير الأحداث يؤكّد أنّ الحسين عليه السلام، أبى إلّا
أن يكون درعاً واقية لهؤلاء، ومعبّراً شجاعاً عمّا لا يقوى التعبير عنه آخرون. فلقد
قدّم الحسين عليه السلام، أكبرَ دليلٍ على خدعة الإسلام الأمويّ. ولولا قتلُ
الحسين عليه السلام بتلك الطريقة الهمجية، لما سمعنا يزيد يكشف عن نوايا التيار
الأمويّ من خلال تمثّله بالأبيات الشهيرة، التي جاء فيها:
لعبتْ هاشمُ
بالمُلك فلا
|
خبرٌ جاء ولا
وحيٌ نزل
|
في تصوّري أنّ قضايا
الأمّة الراهنة هي من سنخ قضايا النهضة الحسينية. وإذا كانت الثورة الحسينية
النهضوية هي أوّل ثورة في تاريخ النوع جعلت عنوانها التحرّر والكرامة، فإنّها أوّل
ثورة من داخل التجربة الإسلامية ضد استغلال الدين للاستبداد السياسي وإذلال الخلق،
وقبل حركات التنوير والإصلاح الديني الذي شهدته أوروبا الحديثة، يطلب الإصلاح في
الوعي الديني. ولعلّه أوّل من جعل الكرامة والإحساس بالحرية عنواناً، لا بشرط،
لنهضة الأمة.
* الإمام الحسين عليه
السلام هو سبطُ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ورَيحانتُه، وسيّد شباب أهل الجنّة
بإجماع المسلمين. فلماذا نجد أنّ هناك – من المُنتسبين لأمّة رسول الله - مَن
يتعصّب ويتبرّم متى قرعَ سمعَه الخطاب الحسيني؟
نحن نعتقد أنّنا
مطالبون أكثر من غيرنا بالتنازل في العوارض لما يخفّف من وطأة هذا الشرخ الذي جعل
الأمّة في أرذَل عمرها تبدو كالرجل المريض. ونعتقد أنّ منطق الأبوّة للأمّة الذي
وسم معالم النهضة الحسينية بمَيسمه الخاصّ، يفرض على شيعته مواقف مسؤولة وصبراً
أكبر وتشبّثاً بمصلحة الأمّة لا يحرّكه الاستفزاز، وطلباً لرأب الصّدع لا يخفّف من
باعثيته إزعاج.
وذلك – أي التبرُّم - في
نظري نابعٌ من حالة الجهل وغياب معطيات كثيرة على مَن يتلقّى الخطاب في زحمة
التهريج والحصار التاريخي، الذي جعل كلّ ما يقال عن شيعة أبي عبد الله الحسين عليه
السلام، هو ما تنسجه حولهم أيادي خصومهم؛ تارةً بجهل بسيط، وتارةً بجهل مركّب.
أعتقد أنّ العصر، بما
يشهده من نُضجٍ حضاريّ ومن إمكانيات هائلة للبحث عن جذور الأزمة ومعوّقات العقل
الإسلامي، يُمكّننا من تدبيرٍ أمثل لخلافنا. لقد عاش المجتمع الإسلامي عبر تاريخه
على إيقاع ثقافة الاستئصال. وقد لحق أتباعَ مدرسة أهل البيت عليهم السلام، من
الظلم ما لم يلحق مدرسة من المدارس. ولا أدري كيف أنّ كلّ المدارس التي كان على
رأسها فقهاء وعلماء من عموم الأمّة، نالت من الاحترام والتقدير ما لم تنله مدرسة
كان رموزها هم أكبر رموز الأمّة بلا منازع. إنها لمفارقة حقّاً!
* بين «تفريس» الشيعة
ولو كانوا عَرَباً، و«تعجيم» شعائر عاشوراء إذا أحياها الإيرانيون، نلاحظ أن
الثورة الحسينية ظلّت عُرضة لتجاذبات طائفية وقومية يسوقها أعداء الأمّة. كيف
السبيل لتجاوز هذه الإشكالية؟
إنّ مقاصد الثورة
الحسينية أوسع من المدى الذي تردّت إليه بفعل الاختزال الطائفي لها. وهو وضع
يستدعي وقفة تأمّل قصوى. طبيعيٌّ أنّ المجتمع السُّنّيّ لم تتوفّر له الشروط
الكافية ولا عاش الظروف الموضوعية لتطوير ثقافة حسينية، لأسباب تاريخية مشهودة.
وأمّا خطاب «التفريس»
و«التعجيم» لكلّ مظاهر التشيّع فهو يقوم على مغالطة كبرى، تحجب حقيقة أنّ المظاهر
الحسينية انتقلت إلى فارس من البلاد العربية، وإن تلبّست بمظاهر التجربة الذوقية
الصفويّة، وقبلها البويهية، فتلك ثمرة التثاقف الطبيعي. والذين درسوا تاريخ الدولة
الصفوية يدركون بأنّ التشيّع الإيراني ساهم فيه أعلام من الأحساء وجبل عامل. هذا
من الناحية التوثيقية. وأمّا في تصوّري، فإنّ الدعوة المذكورة تحمل في ثناياها سُخف
القول وضحالة التصوّر؛ فالدارسون للثقافات يدركون كم هي خاضعة لقانون التبادل
والانسياح والتثاقف. فإيران تؤثّر بقدر ما تتأثّر. واستقباح الثقافات لمجرّد كونها
غير عربية، غير مفهوم من الناحية العلمية، ولا مقبول من الناحية الأخلاقية. هذه
النزعة البالية التي تحاول تصوير فارس كما لو أنّها شرٌّ حضاريّ، نزعة جاهلية
مردودة بقول صاحب الدعوة: «لَو كانَ الإسلامُ في الثّريّا لَنالَهُ رجالٌ من فَارس».
هذا فضلاً عن أنّها مردودة تاريخياً، لجهة كون الحضارة الإسلامية مَدينة في كلّ
فنونها وصنائعها للعقل الفارسي المسلم. ولا ينطق بلغة التفريس والتمييز العنصري
البغيض في المعتقد الإسلامي إلّا مغالط. ولا يجوز الحكم على أمّة من خلال مواقف
نشاز وانفعالية تنطلق من هنا أو هناك؛ فنحن العرب لدينا مَن ينزع مثل هذا النزوع
إلى حدّ الفُحش، لكنّه يظل نزوعاً غريباً على فكر الأمّة ووجدانها. وكان بالأحرى
لو شئنا توسيع هذه النزعة لحَكمنا بتفريس كلّ الحضارة الإسلامية، متى ما علمنا بأن
المدرسة السنيّة فقهاً وأصولاً وحديثاً هي من نتاج قومٍ من الفرس؛ فالبخاري، ومسلم،
وابن حنبل، والترمذي، وابن ماجة، والدارقطني، والطبري، والغزالي، و.. و..، هؤلاء
كلّهم أعاجم وجلّهم من فارس، فأين يذهبون؟
* ما هو موقع «الخطاب
الحسيني» من الوحدة بين المسلمين، ومن مشاريع التقريب بين المذاهب الإسلامية؟
يجب أن تتواصل المحاولات
التقريبية والحوارية بين المسلمين في كلّ حال. ولا ينبغي أن ييأس الوحدويّون
والتقريبيّون أمام خطاب التيئيس الذي ينهجُه أعداء وحدة الأمّة. وعلى الطروحات
الحسينية أن تكون حاضناً حقيقياً لخطاب الوحدة والتقارب بين المسلمين. فالحسين
عليه السلام هو للأمّة جميعاً، وعلينا أن نحاسب إخواننا المخالفين على ذلك، باعتبار
أنّ الحسين عليه السلام لهم أيضاً، وليس لنا فحسب.
ولا أجد في الاختلاف
الفروعي، ولا حتّى الأصولي، ما يمنع من الاشتغال اليقيني بواجب الوحدة. فالمسألة
في اعتقادي ليست نافلة، بل هي واجب تكليفي عيني، يجب أن يوجّه كلّ سلوك ومواقف
المسلم المعاصر. ومن هنا يتعيّن تقديم الخطاب الحسيني باعتباره طلباً لإصلاح الأمّة
جميعاً كما يظهر من كلمة الإمام الحسين عليه السلام. علينا أن نعيد قراءة المشهد
بعيونٍ فوق طائفية، وأن نقرأ الحسين عليه السلام كمصلِحٍ كبير للأمّة، كلّ الأمّة،
وليس متحيّزاً في حركته الرسالية لطائفة ما. بل قد يصبح توسيع الخطاب الحسيني وجعله
عنواناً لوحدة الأمّة أمراً ضرورياً بهذا اللحاظ. وذلك كلّه يتطلّب وقفةَ تأمّلٍ
قصوى.
* بلحاظ وجود شبكات
معقّدة من الفضائيات، ما هي مقترحاتكم من أجل عرض دروس «الثورة الحسينية» ومنجزاتها
بأسلوب مفهوم لدى الجميع؟
كما تحدّثت عن توسيع
دائرة المتلقّي للخطاب الحسيني ليشمل الأمّة جمعاء، ويعانق تطلّعات أبنائها، فإنّني
أدعو إلى مزيدٍ من توسيع دائرة المتلقّي لتشمل البُعد الإنساني الكوني لهذا
الخطاب. ولعلّ الناظر في مفردات الخطاب الحسيني، سيكتشف أنّ أكثر المسائل التي
أثارها الإمام عليه السلام هي بلا شرط، تتّجه نحو الإنسانية وتخاطب الضمير
الإنساني من حيث هو إنسان؛ فكلّ ما نطق به يستطيع أن يفهمه الإنسان بوصفه إنساناً
في كلّ عصرٍ، وفي كلّ جيل.
لكنّني لا زلت أرى الحسين
عليه السلام، وقضيته غير مقروءة ولا مستوفاة بالقراءة على المدى الكوني. ولا يزال
الخطاب الحسيني بوصفه جوهر الخطاب الإسلامي غيرَ مشخّصٍ خيرَ تشخيص في الميدان،
لينقلنا إلى وجهٍ آخر من فهم الإسلام. فالحسين عليه السلام، هو أكبر ضحية للإرهاب
والإقصاء والاستئصال. وفي الخطاب الحسيني نستطيع الوقوف على فكر احترام الآخر
واحترام الحياة، حيث ليس موت الحسين عليه السلام، إلّا فضحاً لذلك النهج القائم
على قتل النفس المحترمة.
وفي هذا الإطار، نعتقد
أنّ أتباع مدرسة أهل البيت تتاح لهم اليوم فرصة لم تتَح لهم منذ قرون، وليس ذلك
إلا بتوفيقٍ من الله، ومصداق قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ
أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ القصص:5. لكنّني اعتقد أن ذلك يضاعف مسؤوليّاتنا؛
من حيث وجوب التزوّد بصَبرٍ أكبر، وتقديم تصوّرنا ورأينا بعيداً عمّا يستفزّ
الآخرين أو ينال من رموزهم ومقدّساتهم.
* كيف يُمكن تقديم «النهضة
الحسينية» بعيداً عن الإفراط والتفريط، أو الاقتصار على جانبٍ بعَينه منها، دون
الجوانب الأخرى؟
أحياناً تكون المسألة
أبعد من مجرّد وجود إفراط أو تفريط في الأسلوب الذي يقدّمه أتباع أهل البيت بخصوص
الخطاب الحسيني. المسألة في تصوّري تتعلّق باختلاف في الأذواق واختلاف في الأنماط.
وليس من حقّ أيّ قارئ للظاهرة من الخارج أن يستشكل عليها من ناحية الإفراط
والتفريط، على أساس أحكام القيمة. وحده علم اجتماع الثقافة يُمكنه أن يقف على
المعقول الثاوي في صلب اللامعقول في كلّ ممارسة طقسية ذات بعد سوسيو - ثقافي.
أنا شخصياً أستمتع
بالفُرجة في كلّ أسلوب له مرجعيّته في الثقافة الرمزية لشعب من الشعوب؛ أحياناً
أستحسن بعض الأنماط الاحتفالية وأحياناً أستقبحها، لكنّني أتفهّمها. وأمّا ما يسمّونه
الحماقة، فهي أحكام معيارية تدلّ على جهل حقيقي بنسبية الطقوس والثقافة الاحتفالية
من وجهة نظر اجتماعية وانتروبولوجية.
في تصوّري المطلوب هو
التوازن؛ أعني إعطاء الوعي حقّه مقدار ما نعطي للّلاوعي. أي أنْ يُوجَد نوع من
التوازن يؤدّي إلى تعدّد في الخطاب. المشكلة هي إذاً، في اختلال التوازن.
من ناحية أخرى، أعتقد
أنّ الطقس الحسيني والقالب الذي يُقدَّم به الخطاب، ليس مرفوضاً مطلقاً حتّى مع
وجود ما يبدو منفّراً في ثقافات أخرى، فهذا أمر طبيعي. إنّنا نفهم الطقس الحسيني
في تعبيره الشعبي والثقافي الرمزي، حكايةً عن انجنانٍ بمحبّة الحسين عليه السلام،
يترجم أقصى الولاء. وليس المقام مقام معالجة برهانية أو جمالية.
وإذا كان هناك مَن ينعت
الشيعة بأنهم مجانين من خلال طقوسيّات عاشوراء، فلا تثريب عليه أن يقول ذلك ما دام
هو خارج دائرة تأثير الوجدانية الشيعية الحسينية. وذلك في اعتقادي دليل على أنّ
الشيعة نجحوا في تقديم المراد؛ بأنّ حبّ الحسين عليه السلام قد أَجَنّهم.
أعتقد أنّ المطلوب هو
التوازن في الخطاب وفي الطقس للكشف عن الوجه الكوني للخطاب، على أنّ الحديث عن
الوجه الكوني لا يعني القضاء على الجانب الشاعري والطقسي للخطاب؛ فللكونية طقوسها
المقبولة أيضاً.
الملحمة الحسينية هي
إنسانية متعدّدة الأبعاد، وتضخّم الحالة الوجدانية واختزالها في الطقس الاحتفالي
راجع إلى سعة القاعدة السوسيولوجية الشعبية للمجتمع الذي يتعاطى هذه الاحتفالية،
مقابل محدودية النخبة وثقافتها. لكنّ هذا التنوع في الأبعاد العاشورائية لا يصحّ
الاقتصار فيه على الجانب الطقسي، بل علينا أن نوسّع من الجانب التحليلي والاستقرائي
الذي يدرس النهضة الحسينية من خلال أبعادها وزواياها الأخرى.