من تَوجيهات شيخ
الفقهاء العارفين:
معرفة الوليّ شرط معرفة الله تعالى
هذه
المقتطفات من توجيهات شيخ الفقهاء العارفين، المقدّس الشيخ بهجت مستلّة من كتاب (الرحمة
الواسعة) الصادر حديثاً عن «مركز حفظ ونشر تراث الشيخ بهجت»، وهي تشكّل
امتداداً لما درجنا على نشره في هذا الباب من «شعائر».
نذكّر
بأنّ الكتاب المشار إليه يتضمّن توجيهات معنويّة مختصرَة ووصايا جرى اقتباسها،
بعناية، من كلماته رضوان الله تعالى عليه.
* إنّ الإنسان إذا سلك طريقاً دون تقيّدٍ أو التزامٍ
بالقرآن، فإنّه يسقط يوماً بعد يومٍ، والتاريخ يتكرّر؛ فمن جملة ذلك قضية السقيفة،
وواقعة الطفّ. ففي كلّ يوم يحصل غصبٌ لحقٍّ أو إحقاقٌ له، وكلّ يومٍ يوجد حقٌّ
وباطل؛ مثل الحسين عليه السلام، ويزيد، والناس إمّا في قتالٍ في صفّ يزيد، أو في
ركاب الحسين عليه السلام؛ والنتيجة، يجب على الإنسان أن يشخّص موضعه في كلّ يومٍ،
هل هو من أهل الحقّ، أو من أهل الباطل وأتباعه.
* إنّ المشاركة في مجالس سيّد الشهداء، عليه السلام، هي
محبّة لذوي قربى النبيّ، صلّى الله عليه وآله، الذين أوصى القرآن الكريم بمودّتهم،
وجعلها أجراً للرسالة. فالمشاركة في هذه المراسم هي أجر رسالة النبيّ صلّى الله
عليه وآله، لذا فاذهبوا بهذه النيّة، وقولوا لله جلّ وعلا: أنت أمرتَ وأنا أتيتُ،
فأنا أؤدّي تلك المحبّة التي أمرتَ بها.
* الموت لا خوف فيه، فبحسب الروايات أنّه أخو النوم. أمّا
ما يحصل بعد الموت، فإنّ مقدار شعرة واحدة من محبّة أهل البيت عليهم السلام، كافية
للنجاة، ونحن نمتلك هذا المقدار من المحبّة.
* إنّ المرتبة الأولى في الاعتقاد بإمامة الأئمّة عليهم
السلام، هو الالتزام القلبي بوصاية الأئمّة الأطهار عليهم السلام وخلافتهم، ووصيّة
رسول الله صلّى الله عليه وآله بهم، وتصريحه بأسمائهم. المرحلة التالية هي
الالتزام العملي بمتابعتهم؛ لا أن نصلّي وننكر إمامتهم، بل يجب أن نعلم أنّنا
نؤدّيها وفقاً لتعاليمهم. فهذا الالتزام القلبي مقدَّمٌ على أصل الصلاة، لأنّ تارك
الصلاة إذا كان في طريق الأئمّة عليهم السلام، فهو في طريق النجاة. على عكس الذي
لا يعتقد بهم عليهم السلام، وإن كان يصلّي، لأنّ اعتقاده خراب. الويل للذين يدّعون
القرب من الله تعالى، ولكن لا يعرفون وليّه!