وثائق

وثائق

منذ 5 أيام

... لولاهُ لم تخرجِ الدّنيا من العَدَمِ


... لولاهُ لم تخرجِ الدّنيا من العَدَمِ

أبيات من «بُردة» البوصيري بخطّ الفيروزآبادي

ــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــ

الصورة المعروضة في هذه الصفحة تتضمّن أبياتاً من قصيدة (البُردة) للشاعر محمد بن سعيد البوصيري (608 – 695 هجرية)، بخطّ العالم اللغوي محمد بن يعقوب الفيرزآبادي الشيرازي مؤلّف (القاموس المحيط)، والمتوفّى سنة 817 هجريّة.

وقصيدة (البُردة) أو (الكواكب الدريَّة في مدح خير البريّة) هي إحدى أشهر القصائد في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله، بل عدّها بعض الباحثين أفضل قصيدة نُظمت في مدحه صلّى الله عليه وآله بعد لاميّة كعب بن زهير (بانت سعاد..).

وقد بلغ من منزلة هذه القصيدة أن المسلمين، لا سيما في شمال إفريقيا، كانوا يعقدون مجالس عامة لتلاوتها، خصوصاً في ليالي الجُمَع، تعرف بـ«مجالس الصلاة على النبيّ».

سببُ نظم هذه القصيدة، كما يروي البوصيري نفسه، أنه أُصيب بالفالج وأصبح طريحاً، فأُلهم أن يتقرّب إلى الله تعالى بنظم قصيدة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولما انتهى منها رأى في منامه رسول الله صلّى الله عليه وآله، فمسح بيده المباركة على وجهه، وألقى عليه بُردة، فأفاق البوصيري من نومه معافى من كلّ علّة، وأخذ يُنشد قصيدته في المحافل حتى ذاعت بين الناس.

الأبيات التي تتضمّنها هذه الصفحة المعروضة، هي قوله:

وَكَيْفَ تَدْعُو إِلىَ الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَن

لَوْلاَهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْـ

ـنِ وِالفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فَلاَ أَحَدٌ

أَبَرَّ فيِ قَوْلِ (لا) مِنْهُ وَلاَ (نَعَمِ)

 

**

ولجلالة هذه القصيدة فقد نظم على منوالها عدد كبير من الشعراء، أبرزهم الشاعر أحمد شوقي في قصيدته (نهج البُردة)، ومستهلّها:

ريمٌ على القاعِ بين البانِ والعلَمِ

أحلَّ سفْكَ دمي في الأشهر الحُرُمِ

 

تجدر الإشارة إلى أن شيوخ الوهابية والسلفية عامة، لا يُجيزون قراءة هذه القصيدة والترويج لها، لأن فيها – كما يقولون – غلوّاً يمنح النبيّ صلّى الله عليه وآله صفات «ربانيّة» حسب تعبيرهم، فضلاً عن اتهامهم لناظمها البوصيري بالتصوّف.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات