الفقيه العارف
السيد عبد الكريم الكشميري رحمه الله
رجب أفضل الشهور بعد شهر رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعده للنشر: موسى ياسين ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الفقيه العارف السيد عبد
الكريم الكشميري رحمه الله، من أبرز تلامذة العارف السيد هاشم
الحدّاد، وتتّصل سلسلة أساتذته في الأخلاق بالشيخ محمّد
البيد آبادي.
* درس (كفاية الأصول) عند الشيخ الطهراني صاحب
(الذريعة)، وقسماً من بحوث «الاستصحاب والتعادل والتراجيح»، عند شيخ الفقهاء
العارفين المقدّس الشيخ بهجت.
* من أبرز مؤلّفاته شرح
على (كفاية الأصول). منحه السيد الخوئي قدّس سرّه إجازة اجتهاد، وقال له: «إن
كفاية الأصول معجونةٌ في دمك».
* تُوفّي في 20 ذي الحجة 1419 هـ (1998م)،
ودُفن في قم داخل مقام السيدة المعصومة عليها السلام،
إلى جوار مرقد العلامة الطباطبائي، صاحب (تفسير الميزان).
* ما يلي،
مجموعة من التوجيهات الأخلاقية – العملية، والأسئلة التي أجاب عنها السيد الكشميري
رحمه الله في مناسبات مختلفة،
نوردها بتصرّف في الأسئلة.
* ما الذي يتوجّب علينا فعله لكي نصل إلى لقاء الله تعالى؟
يجب مَحْو الشّرك الخفيّ والجَليّ. يقول الله تعالى: ﴿..فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
أَحَدًا﴾.
* بمَ تنصحون أولئك الذين عزموا على التوبة والالتحاق بركب
الصالحين؟
عليهم بالاستغفار، والمداومة على ذكر اليونسيّة: ﴿..لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، والعزم على عدم العودة
إلى الصفات والأعمال الذميمة الماضية.
* ما هي الأدعية والأذكار التي استفدتم منها أكثر من غيرها،
وأيّها نافعة لتنوير القلب؟
استفدت من جميع الأذكار والأدعية. لكن أكثر استفادتنا كانت من «دعاء
يستشير»، وفي الأذكار، من ذكر: «يا حيُّ، يا قَيُّوم».
ومن الأدعية النافعة في تنوير القلب دعاء (الحُجُب) الذي
أوَّله: (يا مَن احتَجَبَ بِشُعاعِ نورِه عن نواظِرِ خَلْقِه..)، والذي
نقله السيد ابن طاوس في (مُهج الدعوات). والدعاء مرويّ عن أمير المؤمنين عليه
السلام، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ولتنوير القلب أيضاً ذكر «التسبيحات الأربعة» ثلاثين
مرّة، بعد كلّ فريضة.
*
أيّ الأذكار هو الأفضل، وبمَ تنصحون لتقوية اليقين؟
أفضلُ
الذِّكر تلاوة القرآن الكريم، فإنّه كلام الحقّ تعالى. ولزيادة
اليقين المواظبة على قراءة سورة (التوحيد).
*
في الروايات عن المعصومين عليهم السلام أن للآيات والسّور القرآنية خواصّ ومنافع
عامّة وخاصّة، هل تتكرّمون بالإشارة إلى عددٍ منها؟
-
ورد أنّ الآيات الستّ الأولى من سورة (الحديد)، والآيات الأخيرة من سورة (الحشر) تُقرأ
لقضاء الحوائج. وكذلك قراءة «زيارة عاشوراء» مدّة أربعين يوماً نافعة لقضاء
الحوائج.
-
وللرزق، قراءة سورة (الذاريات) مؤثرة جداً.
-
ولتقوية الذاكرة قراءة آية الكرسيّ إلى قوله تعالى: ﴿..هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾،
إحدى وعشرين مرّة. كما أن قراءة آية الكرسيّ، والمعوّذتين تدفع
الشياطين وتطردهم.
- وقراءة سورة (يس)، بقصد الحمل.
- وقراءة سورة (النجم) كلّ يوم، وإهداؤها للإمام السجّاد عليه
السلام، لعلاج الأمراض المستعصية.
- وسورة (إنّا فتحنا) نافعة جداً لرفع الحُجُب.
- ونُقل عن السيد القاضي قدّس سرّه تأكيده قراءة سورة (القدر) مائة
مرّة ليلة الجمعة، ومائة مرّة عصر يوم الجمعة، التزاماً بالرواية عن المعصومين
عليهم السلام.
- ويجب على السالك أن يُخصّص ساعة من وقته يوميّاً لمولانا صاحب
الزمان عليه السلام، ويقرأ فيها زيارة «سلامٌ على آل ياسين».
* ما هو الذِّكر النافع لمن يطلب العافية في الدين والدنيا؟
- ذكر «لا حولَ ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم» في
اليوم مائة مرّة، فقد جاء في الرواية أنّه يُبعد عن الإنسان سبعين نوعاً من
البلاء، أيسرها الحزن والغمّ.
- والتهليل: «لا إلهَ إلّا الله»،
لدفع الخواطر.
* هل تذهب آثار الأذكار بعد التوقّف عنها، وهل تنفع الأوراد
الأشخاصَ الذين تجاوَزَت أعمارهم الأربعين عاماً؟
تذهب آثار الأذكار بعملِ المنافي –أي ارتكاب المحرّمات- وأحياناً
بعمل المكروه.
والطريق مفتوحٌ للجميع –أي لا عبرة بالعمر والسنّ- وذكر اليونسيّة نافعٌ لِفَتح الطريق، وللتّهيّؤ
والاستعداد.
* ما هو أفضل الشهور من الناحية العبادية؟
شهر رجب أفضل الشهور بعد شهر رمضان. وكان العلماء المتقدّمون
يُرغِّبون أنفسهم وعيالهم وأولادهم بالعبادة في هذا الشهر، وأنتم أيضاً أكثِروا من
العمل فيه.
* هل تصدّيتم للخطابة الحسينية؟
لم أفعل. لكنّ الخطابة الحسينية - قراءة مجالس العزاء - خيرٌ
للدنيا وللآخرة. كنت أُقيم مجالس العزاء الحسيني في داري في النجف الأشرف لمدّة
خمسة أيام في ذكرى استشهاد الإمام السجّاد عليه السلام، من الثاني عشر من شهر
محرّم فما بعد، طبقاً لما هو مشهور.
* هل رأيتم المرحوم الشيخ عبّاس القمّي صاحب (مفاتيح الجنان)؟
لقد رأيته مراراً وتحدّثت معه، كان رجلاً صالحاً جداً، وقد طلب
منّي أن أقرأ المراثي عند تشييعه، ففعلت ذلك.