كلماتٌ أَيْتَمْنَ جواهرَ الحكمة
قال
أبو عبد الله مَعمر بن المثنّى:
«ارتجل
أمير المؤمنين عليه السلام تسع كلماتٍ ارتجالاً أيْتَمْنَ جواهرَ الحكمة، وقطَعْنَ
الأطماع عن اللّحاق بواحدة. فمنهنّ:
ثلاثٌ
في المناجاة، وثلاثٌ في العلم، وثلاثٌ في الأدب.
فأمّا
اللّواتي في المناجاة، قوله عليه السلام: كفاني
عزّا أن تكونَ لي ربّاً، وكَفاني فخراً أن أكونَ لكَ عبداً، أنت (لي) كما أُحبّ
فوفّقني لِما تُحبّ.
وأمّا
اللّواتي في العلم، فقوله عليه السلام: المرءُ مَخبوءٌ
تحتَ لسانه، تكلَّموا تُعرفوا. ما خابَ مَن عرفَ قدْرَه.
وأمّا
اللّواتي في الأدب، فقوله عليه السلام: أنعِمْ على
مَن شِئتَ تكُنْ أميرَه، واستَغْنِ عن مَن شئتَ تكُنْ نَظيرَه، واحتجْ إلى مَن شِئتَ
تكُنْ أسيرَه».
(الكراجكي، معدن
الجواهر)
حلم
قوله
تعالى ﴿..إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾. (هود: 87)
* الحليم: الذي لم يُعاجِل
بالعقوبة. قيل: هو كناية عن أنّهم – أي قوم النبيّ شعيب عليه السلام - قالوا: أنت
السفيه الجاهل! وقيل: إنهم قالوه استهزاءً. وقيل: هذا من أشدّ سباب العرب، ومثله: ﴿ذُقْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ (الدخان:49).
* والحِلم: العقلُ والتَّؤُدَة،
وضبطُ النفس عن هيجان الغضب. والجمع أحلام وحُلوم. ومنه قوله تعالى: ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ
أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا..﴾. (الطور:32)، وتفسيره بالعقل ليس على الحقيقة، لكن فسّروه
بذلك لكونه مقتضى العلم.
* والحليم: من
أسمائه تعالى، وهو الذي لا يستفزّه الغضب. وحلم يحلم حُلْماً - بضمتين وإسكان
الثاني للتخفيف - إذا صفح وستر، فهو حليم.
* وذَوو الأحلام
والنُّهى: ذوو
الأناة والعقول. وفي حديث عليٍّ عليه السلام: «حلومُهم كحُلوم الأطفال». شبّهَ
عقولهم بعقول الأطفال الذين لا عقل لهم.
* والحُلم بالضمّ: واحد الأحلام في
النوم.
(الطريحي، مجمع البحرين)