الأنبياء
مع الفقراء
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، من وصيته لابن
مسعود:
* يا ابنَ مسعود، إنّ اللهَ اصطفى موسى بالكلامِ والمناجاة
حين كان يرى خُضرةَ البَقلِ في بطنِه من هُزاله، وما سألَ موسى حين تولّى إلى الظلّ إلّا
طعاماً يأكلُه من جوع.
* يا ابن مسعود، إنْ شئتَ نبّأتُكَ بأمر نوحٍ
نبيّ الله؛ إنّه عاشَ ألفَ سنةٍ إلّا خمسين عاماً يدعو إلى الله، فكان إذا أصبحَ قال:
لا أُمسي. وإذا أمسى قال: لا أُصبِح. فكان لباسُه الشَّعر وطعامُه الشّعير.
* وإنْ شئتَ نبّأتك بأمر داودَ عليه السلام، خليفةِ الله
في الأرض؛ كان طعامُه الشّعير ولباسُه الشَّعر.
* وإنْ شئتَ نبّأتك بأمر سليمانَ بما كان فيه من المُلك،
وكان يأكل الشعير ويُطعم الناس الحُوَّارى (لُباب
القمح)، وكان لباسُه الشّعر
وكان إذا جَنَّه الليلُ شدَّ يدَه على عُنقه، فلا يزال قائماً يصلّي حتى يُصبح.
* وإنْ شئتَ نبّأتك بأمر إبراهيمَ خليلِ الرحمن عليه السلام؛
كان لباسُه الصوف وطعامه الشّعير.
* وإنْ شئتَ نبّأتك بأمر يحيى عليه السلام، كان لباسُه اللّيف
وكان يأكلُ ورقَ الشجر.
* وإنْ شئتَ نبّأتك بأمر عيسى بن مريم عليهما السلام فهو
العَجَب؛ كان يقول: إداميَ الجوعُ، وشعاريَ الخوفُ، ولباسيَ الصّوفُ، ودابّتي رِجلاي،
وسراجي بالليل القمر، وصلايَ (اصطلائي) في الشتاء مشارقُ الشمس، وفاكهتي ورَيحانتي
بُقولُ الأرض ممّا يأكلُ الوحوش والأنعام، أَبيتُ وليس لي شيءٌ وأُصبِحُ وليس لي شيء،
وليس على وجه الأرض أحدٌ أغنى منّي».
(الوافي،
الفيض الكاشاني)
قرقيسيا
قرقيسيا مدينة أثرية على
شاطىء الفرات، ما زالت أطلالها ماثلة قرب مدينة دير الزّور السورية، وفي موضعها
اليوم، بلدة زراعية صغيرة اسمها (البصيرة).
[مدوّنة اكتشف سوريا]
في (معجم البلدان)
للحموي: «قرقيسياء: بالفتح ثم السكون... معرّب كركيسيا، وهو مأخوذ من كركيس، وهو
اسمٌ لإرسال الخيل المسمّى بالعربية الحلَبة... بلدٌ على نهر الخابور... وعندها
مصبّ الخابور في الفرات، فهي في مثلّثٍ بين الخابور والفرات..».
وردت روايات من طُرق
الفريقين عن معركة عظيمة تقع فيها، وفي بعض الأخبار أنّ هذه المعركة تقوم قريباً
من زمن ظهور الإمام المهديّ عليه السلام. من ذلك ما رواه الشيخ الكليني في (الكافي)
عن الإمام الباقر عليه السلام: «..عن مُيسِّر، عن أبي جعفر (الباقر عليه السلام)
قال: يا ميسٍّر كم بينكم وبين قرقيسا (قرقيسيا)؟
قلت: هي قريبٌ على شاطئ
الفرات.
فقال: أما إنّه سيكون
بها وقعةٌ لم يكن مثلها منذ خَلقَ اللهُ تبارك وتعالى السماوات والأرض، ولا يكون
مثلُها ما دامت السماوات والأرض. مأدبةٌ للطّير تشبعُ منها سباعُ الأرضِ وطيورُ
السّماء...».
قال الكليني: «وروى غير
واحدٍ وزاد فيه (قوله عليه السلام): ويُنادي منادٍ هلمّوا إلى لحوم الجبّارين».