الحرب
القادمة مع حزب الله
الكيان الصهيوني يستعرض أسوأ الاحتمالات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهير اندراوس* ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من محاولاتها
الحثيثة لإخفاء خشيتها وتوجسّها من «حرب لبنان الثالثة»، إلا أن المُتتبع للشأن «الإسرائيلي»
يُلاحظ أن أركان الدولة العبريّة، من المستويين السياسي والأمني، دخلوا في حالة
ارتباك شديد حول كلّ ما يتعلّق بحزب الله، الذي يُواصل تعظيم ترسانته العسكرية،
الأمر الذي دفع «وزير الأمن الاسرائيلي» المتشدّد، أفيغدور ليبرمان، إلى القول علناً
إن حزب الله بات شبه جيش، وأن العديد من دول حلف شمال الأطلسي لا تملك الأسلحة، من
الناحية النوعية والكمية، التي يملكها الحزب، الذي تعتبره تل أبيب العدوّ رقم
واحد.
في هذا السياق رأى أمير
بوحبوط مُحلّل الشؤون العسكرية في موقع (WALLA) الإخباري - العبري، أنه طوال 11 عاماً منذ أن وضعت حرب لبنان
الثانية أوزراها، تمّ الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود مع لبنان، وبينما
تحلّق طائرات تابعة لسلاح الجوّ «الإسرائيلي» بشكل يومي في الأجواء اللبنانية
يُواصل حزب الله التعاظم.
وشدّد نقلاً عن مصادره
الأمنية والعسكرية، أنه على جانبَي الحدود، يجري الاستعداد لحرب لبنان الثالثة،
والمعنيون بالموضوع يحتملون وقوع خطأ، موضحاً أن عدم فهم ما يحدث على الأرض أو
تقديم تقدير غير صحيح، ربّما يؤدي إلى معركة.
وتابع قائلاً، نقلاً عن
المصادر عينها، إن حزب الله بنى فوق وتحت الأرض منظومات قتالية كاملة، أغلبها على
استعداد في أية لحظة لضرب مواقع «الجيش الإسرائيلي»، والمستوطنات وحتى الدوريات.
لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه بحوزة حزب الله صواريخ ضدّ الدروع من الأكثر تطوراً
في العالم. وأشار أيضاً إلى أنه في الـ18 من شهر كانون الثاني/ يناير 2015، كشف
الحزب مرّة أخرى عن مستوى احتراف مقاتليه، الذي كمنوا لقافلة تابعة لقوّة من «لواء
غفعاتي» في منطقة مزارع شبعا. حينها، أُطلقت صواريخ ضدّ الدروع من نوع «كورنيت» من
داخل مجموعة أشجار لمسافة خمسة كيلومترات، وأصابت القافلة.
وأوضحت المصادر، كما قال
المُحلّل بوحبوط، أن السيناريو الأسوأ بالنسبة «للجمهور الإسرائيلي» هو إطلاق أكثر
من ألف صاروخ يومياً على الجبهة الداخلية «الإسرائيلية». وأضافت أنه في المؤسسة
الأمنية، يقدّر المعنيون بأنه إذا تلقّى «الجناح العسكري» لحزب الله «الضوء الأخضر»،
فسيوجّه ضربة واسعة ليس فقط على الحافّة الأمامية، بل بشكل خاصّ إلى عمق «إسرائيل»
بواسطة صواريخ دقيقة بهدف خلق تأثير على الوعي.
السيناريو الأسوأ الآخر
الذي يمكن أنْ يحصل بشكل مفاجئ تماماً، قال المُحلّل، هو اجتياح موضعي للمستوطنات
المحاذية للسياج، التي يرفع مقابلها عناصر حزب الله أعلامهم بشكل مستفزّ، وخصوصاً
تلك المستوطنات التي يمكن الوصول إليها في دقيقة، وتنفيذ عمليات وهجمات داخلها،
مُشدّداً على أن أعداء «إسرائيل» يُدركون بأنه يكفي خطف جندي من أجل زعزعة دولة
بكاملها.
وبرأي المصادر، فإن
المعركة ستحسم عملياً في اللحظات الأولى، إذا نجح حزب الله بالتسلّل إلى عدّة نقاط
مع قوات كبيرة، فقد تنجرّ «اسرائيل» إلى معركة من نوع آخر، مُوضحاً أن «قيادة
المنطقة الشمالية» أجرت ورشة عمل في السنتين الأخيرتين حول نقاط الضعف الجغرافية
ومحاور التقدّم على الحدود، وأن الأعمال الهندسية تتضمّن بناء جدران، وتجريد جبال
وكشف أدغال.
واختتم قائلاً: في نهاية
الأمر، يخوض الجيش «الإسرائيلي» وحزب الله حرب أدمغة على جانبي الحدود وهما يدرسان
بعضهما البعض، وبالتالي يستعدّان للحظة التي «ستنقلب فيها الأمور».
في الجولة المقبلة ستكون
الحرب مختلفة تماماً، ولكنّ السؤال الذي يبقى مفتوحاً: الاختلاف في الحرب لصالح
مَنْ سيكون، علماً أن تل أبيب تُعلن جهاراً نهاراً أن منظومات الدفاع التي تملكها
ليست مُعدّة للدفاع عن المُواطنين في الداخل، بل عن المنشآت العسكرية
والإستراتيجية، وإذا كان حزب الله يمتلك الصواريخ الدقيقة، كما تؤكّد «إسرائيل»،
فهل منظومات الدفاع قادرة على مُواجهتها؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قناة العالم
مستشرق
صهيوني: دول الخليج على حافّة الانهيار*
رأى الأكاديمي والمُستشرق
الصهيوني إيدي كوهين، أن رياح الحرب التي تهبّ بين السعودية وقطر، تزعزع استقرار
دول الخليج الفارسي، لافتاً إلى أن ممّا يزيد الأمور سوءاً أن الحالة الاقتصادية الخليجية
التي تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب قرارات متهوّرة تثير المخاوف من الانتفاضات
الشعبية والاضطرابات الواسعة الانتشار.
وشدّد في دراسة نشرها
على الموقع الالكتروني لـ«مركز بيغن – السادات» في تل أبيب، على أن هذه الأزمات
الداخلية يُمكن أنْ تؤدي إلى «ربيع عربي» جديد قد تسقط فيه بعض الأنظمة الخليجية،
وأن الفائز الرئيسي هي إيران...
وتابع: شهد الاقتصاد
السعودي تدهوراً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، نظراً لتراجع أسعار النفط في
الأسواق العالمية، والمعونات الضخمة لمصر منذ استيلاء عبد الفتاح السيسي على
السلطة، وتكلفة تمويل الحرب على اليمن، وبالطبع المساعدات الكبيرة المقدّمة إلى الجماعات
المسلّحة في سوريا؛ كل ذلك سيؤدّي لأضرار جسيمة على الخزانة العامّة للرياض
والثروة الشخصية للعائلة الحاكمة.
وبصرف النظر عن التأثير
على سكّانها، أضاف المُستشرق الصهيوني، فإن الوضع الاقتصادي في السعودية سيؤثر أيضاً
على دول الخليج الفارسي الأخرى، وخاصة البحرين التي تعاني من أزمة عميقة خاصة بها...
علاوة على ذلك، أوضح كوهين،
أن الحالة في الخليج الفارسي حسّاسة للغاية، ومن شأن سقوط إمارة ما أن يؤدّي إلى
سقوط الآخرين... وبالتالي فإن المظاهرات الغاضبة وأعمال الشغب ضدّ ارتفاع الأسعار
والضرائب الجديدة والبطالة المتزايدة - وهي بمثابة الكابوس الأسوأ لأيّ زعيم عربي
- قد تجتاح الخليج الفارسي...
وخلُص المستشرق كوهين
إلى أن الوضع الحالي جيّد ظاهرياً بالنسبة للولايات المتحدة، باعتبار أن التوترات تخلق
البيئة الأمثل لتصدير الأسلحة والمعدّات العسكرية، ولكن بدلاً من السعي للحصول على
أرباح، مهما كانت جوهرية، فإن واشنطن ستكون أفضل حالاً إذا عملت على تعزيز
الاستقرار في المنطقة، خشية أن تسقط في «ربيع عربي»، على حدّ تعبيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رأي اليوم