وكم
لكَ يا ابنَ
المصطفى بانَ معجِزٌ
|
به
كلُّ أنفٍ من أعاديك مُرغَمُ
|
أسرَّ
امتحاناً صيدَ بازٍ بكفّهِ
|
فأخبرتَه
عمّا يُسرُّ ويكتمُ
|
وأذعنَ
لمّا اجتاز في النّهجِ قبل أنْ
|
يشاهدَه
فانصاعَ وهو مُسَلِّمُ
|
وأرْشى
العِدى يحيى بنُ أكثم خفيةً
|
وظنّوا
بما يأتيهِ أنّكَ تُفحَمُ
|
فأَخجَلتَ
يحيى في الجوابِ مُبيّناً
|
عن
الصّيد يُرديه امرؤٌ وهو مُحرِمُ
|
وأنتَ
أجبتَ السَّائلينَ مسائلاً
|
ثلاثينَ
ألفاً عالِمٌ لا تُعلَّمُ
|
وغاظَ
بني العبّاسِ تعظيمُ رِجسِهم
|
لِشأنِكَ
إجلالاً وأنتَ المُعَظَّمُ
|
وكم
أَبرمُوا أمراً فكادوا فكِدْتَهم
|
بنقضِكَ
ما كادوكَ فيه وأبْرَموا
|
ونصّ
الرِّضا أنّ الجوادَ خَليفتي
|
عليكُم
بأمرِ اللهِ يَقضي ويحكُمُ
|
هو
ابنُ ثلاثٍ كلّم الناسَ هادياً
|
كما
كان في المَهدِ المسيحُ يُكلِّمُ
|
سَلوه
يُجِبكُم وانظُروا ختْمَ كتفِه
|
ففي
كَتفهِ ختمُ الإمامة يختمُ
|
وسرْتَ
إلى كوفان والبيتِ عائداً
|
إلى
الشّام لمْحَ الطَّرْفِ والليلُ مظلِمُ
|
وما
كَفَّ ذو (العُثنون) لمّا انتهَرتَه
|
فشُلَّ
نكالاً منه كَفٌّ ومِعْصمُ
|
وليلاً
أبو الصّلتِ استغاثَ بِسجنِه
|
فأخرجتَه
والسِّجنُ بالجُندِ مُفْعَمُ
|
وفي
مهدِك الأعمى بَصيراً أَعدْتَهُ
|
فخرَّ
على رِجليْكَ يبكي وَيَلْثِمُ
|
أقمتَ
وقوّمتَ الهُدى بعد سادةٍ
|
أَقاموا
الهُدى مِن بعدِ زَيْغٍ وقوّموا
|
فيا
لقصيرِ العمرِ طالَ لِموتِه
|
على
الدِّينِ والدُّنيا البُكا والتألّمُ
|
بِفَقدِكَ
قد أَثكلْتَ شِرعةَ أحمدٍ
|
فشِرعتُه
الغرّاء بعدَك أيِّمُ
|
عفا
بَعدَك الإسلامُ حزناً وأُطفِئتْ
|
مصابيحُ
دينِ الله فالكَونُ مُظلِمُ
|
فيا
لكَ مفقوداً ذَوَتْ بهجةُ الهُدى
|
لهُ
وهَوَتْ من هالةِ المجدِ أنجُمُ
|
يَميناً
فما للهِ إلاّكَ حجّةٌ
|
يُعاقِبُ
فيه مَن يشاءُ ويَرحمُ
|
وليسَ
لِأخذِ الثّأرِ إلّا مُحجَّبٌ
|
بِهِ
كلُّ رُكنٍ للضّلال يُهدَّمُ
|