بسملة

بسملة

16/09/2017

نهاية الدّواعش، وتعود السعوديّة الحجاز

نهاية الدّواعش، وتعود السعوديّة الحجاز

بقلم: الشيخ حسين كوْراني

منذ أطلقتْ الأفعى «أميركا» عبر نابيْها «السعوديّ» و«إسرائيل» كُتل السّمّ «الداعشيّ» الناقع، بهدف إعادة التّموضع في الشرق، وتثبيت أُسس «ما بعد سايكس بيكو»، وإلى الراهن السياسيّ والعسكريّ، والعالم كلّه أمام أغنى دورةٍ عالميّةٍ أتاحت للشعوب المستضعفة في أرجاء العالم اكتشاف حقيقة أنّ أميركا - كأيّ طاغوت - كيانٌ مزيّف قائمٌ على الكذب والنفاق والدّجل والمراوغة. كيانٌ تحكمه أنانيّة الطبقة الحاكمة الصّهيو - أميركيّة من الرأسماليّين المتوحّشين الجشعين.

من المفارقات أن ثورة المعلوماتيّة، التي أرادتها أميركا وسيلةً متقدّمةً لإخضاع الشعوب، هي اليوم الخطر الأكبر الذي يتهدّد مصير أميركا وأذنابها الشرقيّين والغربيّين.

ازدادت الشعوب بصيرةً في معرفة حقيقة هذا الفرعون المفترس. يسجّل الخطّ البيانيّ لتنامي البصيرة تصاعداً واعداً يبشّرُ بمستقبلٍ مشرِق.

***

أبرز الدروس المركزيّة التي استوعبتها الشعوب من المخاض الأميركيّ في هذه المرحلة:

1-  أن «آل سعود» هم ركيزة أميركا في المنطقة، أما «إسرائيل» فهي أميركا نفسها. الثكنة العسكريّة الأولى التي تتفرّع عنها كلّ الخطط العسكريّة الأميركيّة.

2-  «قيمة» آل سعود، لدى الإدارات الأميركيّة المتعاقبة، أنّهم الحاضنة المحليّة التي ارتكز إليها «بلفور» ليطمئنّ إلى إمكانيّة إقامة الكيان الصهيونيّ في فلسطين. تلقّف «آيزنهاور» هذه «القيمة»، وسجّل في مذكّراته أن سرّها وجود الحرمَين «مكّة»، و«المدينة»، والنفط.

3-   «يتكامل» الدّور الصّهيو - سعوديّ ويتفاعل، ليحقّق المصلحة الأميركيّة في الشرق، لتوظّف هذه المصلحة في العالَم.

4-   كان الأساس في مهمّة «آل سعود» الأميركيّة السرّيّة: «الترغيب»، وفي مهمّة الكيان المحتلّ المعلنة: «الترهيب».

5-   قلبتْ «حرب تمّوز» المعادلة. أحرجَتْهم إيرانُ فأخرجَتْهم. صار الترغيب والترهيب مهمّة «آل سعود» المعلنة جِهاراً نهاراً.

6-   بعض العلن في الدور السعوديّ الجديد: إيران العدوّ الأول. لا بدّ من مواجهة المدّ الإسلاميّ بقناعٍ «إسلاميّ». قضت المصلحة أن يخفت صوت «إسرائيل» في استعداء إيران وترتفع النّبرة السعوديّة في اتّجاهين: نقل المعركة إلى الداخل الإيرانيّ. والجهر بعلاقة السعوديّة و«إسرائيل».

7-   رصيد هذه المهمّة الأميركيّة الجديدة لآل سعود، هو زيفهم المتراكم عبر 274 عاماً من بدء تظاهرهم بالإسلام، ثمّ «سرقتهم» عنوان «أهل السنّة والجماعة»، ليتّخذوه منصّةً لتكفير أهل السنّة والجماعة الحقيقيّين، كما ثبّت ذلك مؤتمر «غروزني» الذي شارك فيه مائتا عالمٍ سنّيّ.

8-  هذا الرصيد السعوديّ الوهابيّ المتصهْين، هو الذي أقنع الأميركيّين في لحظة انعدام وزنٍ في الشرق باستنساخ داعشيّة آل سعود التي اعتمدت «بريطانيا» مجازرها في مكّة والقطيف، والدّرعيّة والرّياض، وقطر والبحرين، والكويت والعراق -خصوصاً في كربلاء- لترسم على وهْجِها والرّعب خارطة «سايكس – بيكو».

9-  كان التزييف بالأمس واستمرّ اليوم. تعاظمت الحاجة إلى التزييف للتعويض عن بعض الضّرر جرّاء الاضطرار لدورٍ سعوديّ في العلن، منه ما تقدّم حول استعداء إيران. لا يُلغي ذلك ضرورة التزييف في «إدارة التوحّش» وإطلاق الذئب الوهابيّ السعوديّ الداعشيّ المفترس.

10-     جاءت الترجمة العمليّة لهذا التزييف الضرورة الجمع بين «دوْعشة الدواعش» وبين التبرّؤ منهم! كي لا يسجَّل فشل الدواعش في حساب أميركا وأداتَيْها في المنطقة وجهَي الغدّة السرطانيّة المضمَر والمعلَن: «السعوديّة وإسرائيل».

11-     لتحقيق هذا الهدف:

أ‌-     أقام الشيطان الأميركيّ «التحالف الدوليّ» لتسهيل مهمّة الدواعش بذريعة القضاء عليهم.

ب‌- استنفر آل سعود كلّ كوادرهم الوهّابيّين من أربع رياح الأرض، وموّلوا وسلّحوا، ولكنّهم لا يفتُرون عن التظاهر باستعداء الدواعش، وصولاً إلى تحميل «قطر» وحدها، كامل تبعات الدوعشة!!

ت‌- لم تدّخر «إسرائيل» جهداً في التسليح والتخطيط وعلاج «الجرخى»! مع بالغ التكتّم على أيّ دورٍ غير «إنسانيّ»!!

12-     كان هذا التّزييف الذي تتوالى فصوله وتتسارع، استعداداً لمرحلة ما بعد فشل الدواعش، لتتمكن أميركا و«إسرائيلاها» وجها الغدّة السرطانيّة من مواصلة التآمر دون أن تكتشف الشعوب حقيقتهم.

هل ستنطلي حملات التزييف المعاصرة، كما انطلتْ مثيلاتها بالأمس القريب والبعيد، أم أنّ العالم أمام مفاجأة مصيريّة كبرى بحجم بداية نهاية «أميركا» وأداتَيْها، لتعود «السعوديّة» الحجاز، و«أورشليم» القدس؟!

***

وتسأل: أليس في ما يجري الآن بالتزامن مع إرهاصات هزيمة الدواعش، دليلٌ على نجاح «أميركا وإسرائيلَيها» في التمويه والتزييف؟

ها هي أميركا تُعلن أنّ هدفها في القضاء على الدواعش سيتحقّق عن قريب!

وها هم آل سعود يحتفلون بالإعلان عن علاقاتهم الحميمة مع «إسرائيل»، ويهرّجون في الوقت ذاته لتلميع صورتهم!!

وها هي «إسرائيل» تتباهى بعلاقاتٍ استراتيجيّةٍ مع العديد من الدّول العربيّة.

عن أيّ مستقبلٍ واعدٍ مشرقٍ تتحدّث؟ وأيّ بصيرة هذه التي تراها ازدادتْ وتعاظمت؟

***

والجواب: ما حسبتَه احتفاليّة النصر، هو نفسه دليل الإفلاس، وانكشاف الزّيف.

أما الإعلان الأميركيّ عن اقتراب هزيمة الدواعش، فهو دليل احتراق هذه الورقة الأميركيّة وخيبة هذا المخطّط. باتت الشعوب تدرك أنّ إبادة الهنود الحمر، ونكبة الشعب الفلسطينيّ، ونكبات الدواعش في عددٍ من البلاد العربيّة صناعة أميركيّة بامتياز.

·        وأما آل سعود، فلن يمكنهم تلميع صورتهم ولا ترميمُها. بات القاصي والداني يُدرك بأنّهم الدّواعش، والدّواعش هم. أدرك السنّة حقيقتهم الأمويّة المتصهينة وأنّهم ليسوا مسلمين، وزِدنا نحن إدراكاً لهذه الحقيقة، والصّبحُ قريب.

إنْ بقيَ لهم «مُلكُ الصّبيان»، فإلى أمدٍ، وتنبذهم الأمّة وتلفظهم حركة التاريخ.

·        وأما العلاقات الإستراتيجيّة التي تتباهى بها «إسرائيل» مع دولٍ عربيّة عديدة، فهي علاقات قديمة جدّاً. الجديد أنّهم اضطرّوا لكشفها، والحمد لله أنْ جعلهم ﴿.. يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾. (الحشر:2)

·         لم يتمكّن آل سعود -ولاحقاً آل نهيان، وآل ثاني-  من خدمة الصهيونيّة إلا عبر بقاء علاقاتهم بها سرّيّة، يُخفونها ويتظاهرون بالوطنيّة والعروبة والإسلام. التباهي المتبادل بين «الإسرائيليْن» وملحقاتهما، استدراجٌ وإملاءٌ إلهيّان: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾. (الأعراف:182-183)

***

مبعث اليقين بهذه المآلات والنصر المؤزّر، والمستقبل المُشرق، أمران:

1-  وعدُ الله تعالى بنصر مَن ينصرُه : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمّد:7). ﴿.. وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. (الحج:40)

2-   أنّ الصّحوة الإسلاميّة الهادرة التي وفّق الله تعالى عبده المسدّد الإمام الخمينيّ لتفجيرها، ووفّق سبحانه عبده المسدّد الإمام الخامنئيّ لمواصلة قيادة زحْفها بكلّ جدارة وفرادة، يرقُلُ برايتها من نصرٍ إلى نصر، قد ملأتْ ساحات الجهاد بالآلاف المؤلّفة صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص. نصروا الله تعالى فنصرَهم، وسيتعاظم نصرُهم لله تعالى فيتعاظم نصرُ الله تعالى لهم. أللّهمّ عجِّل لوليّك الفرج.

لم يتحقّق معشار هذا الكمّ والكيف من حركة الجهاد والمجاهدين، في مرحلة «سايكس - بيكو»، ولا عام النكبة 1948، ولا عام النكسة 1967.

***

إن كنتَ ما زلتَ بحاجة إلى أن ترفد رؤيتك المستقبليّة بمقوّمات اليقين، فتذكّر أنّ التجبّر الأميركيّ يقوم في المنطقة على عمودين:

أ‌-     «إسرائيل»، وقد حفرتْ «حرب تمّوز» قبرها. وطبيعيّ جداً أن تطول مراسم عمليّة الدفن.

ب‌-     و«آل سعود» وقد خسروا أمضى أسلحتهم وهو إسرارُ النفاق واليهوديّة، وإظهار الإسلام والتباكي على العروبة. إنّما هي جولة النّهاية ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيل..﴾. (النّحل:9)

يؤكّد «جولة النهاية» أنّ المجاهدين الذين يخوضون الغمرات عقدوا القلب على «خطّ الإمام الخمينيّ» الذي تكثر نصوصه في بيان حقيقة «آل سعود» ومنها قوله:

«ألا يرى المسلمون أنّ مراكز الوهابيّة في العالم تحوّلتْ إلى مراكز فتنة وجاسوسيّة وهي تروّج لإسلام الملإ والمترفين، إسلام أبي سفيان، إسلام الملالي القذرين، إسلام أدعياء القداسة عديمي الشعور في [حوزاتهم] العلميّة والجامعات، إسلام الذلّ والنكبة، إسلام المال والقوّة، إسلام الخداع والمساومة والاستعباد، إسلام حاكميّة الرأسمال والرأسماليين على المظلومين والحفاة، وبكلمة: الإسلام الأمريكيّ!

ومن جهة أخرى تسجد على أعتاب سيّدتها "أمريكا" آكلة العالم! لا يعرف المسلمون إلى من يشكون هذا الألم».

***

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/09/2017

أرشيفو

نفحات