جُثث مسلمي
الروهنغيا مضمّخة بالنفط
تقرير بريطاني يكشف التورّط الغربي – الخليجي في مذابح ميانمار
على
وقع المجازر المستجدّة بحقّ المسلمين في جمهورية اتحاد ميانمار (بورما)، تعيد
«شعائر» - نقلاً عن وكالة أنباء الروهنغيا – نشر أبرز ما ورد في التقرير الذي أعدّه
الناشط الحقوقي البريطاني نافيز أحمد أواخر العام 2015م، ونشرته دورية (Middleeasteye) في 11 تشرين الثاني من العام نفسه.
يستهلّ نافيز أحمد مقاله
باستعراض تقرير بريطاني يؤكّد وجود انتهاكات غير إنسانية ضدّ الأقلية المسلمة، المعروفة
باسم (الروهنغيا)، في جمهورية ميانمار، في ظلّ تواطؤ الحكومة المحلية مع عصابات
البوذيّين في شنّ عمليات التطهير العرقي، والقتل، والعزل الاجتماعي، ومصادرة
الأراضي، وإحراق المنازل والمتاجر، والتهجير القسري، واغتصاب الفتيات المسلمات؛ مع
عدم السماح لهنّ بتقديم الشكاوى في مراكز الشرطة والمحاكم.
ثم يتساءل الكاتب لماذا
- مع وجود مثل هذا التقرير - لم ترفع الحكومة البريطانية أو أي دولة أوروبية، أو
الولايات المتحدة احتجاجاً لمنظمة الأمم المتحدة، مع أنها دول تصنّف نفسها كمدافعة
عن حقوق الإنسان وحريته وحقّه في العيش بسلام.
بل على العكس فالدول الأوروبية
وأستراليا وأميركا من المدافعين عن حكومة ميانمار أمام محاولات «منظمة العفو الدولية»
إدانتها، بل والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أعلنها بكلّ وقاحة: «ليس هناك تمييز
ضدّ المسلمين في بورما، وﻻ يوجد تمييز تقرّه الدولة ضد المسلمين»! ثم أسقط الكونغرس
ديون ميانمار والبالغة ستة مليارات دولار.
فما السرّ؟
في محاولة للإجابة عن
هذا السؤال يورد الدكتور نافيز تقريراً آخر صدر عن إدارة التجارة والاستثمار في بريطانيا
(UKTI)
الذي يدعو لإبقاء روابط تجارية قوية بين أوروبا وميانمار، لأنها، كما يقول
التقرير: «تملك مصادر طاقة ومعادن طبيعية وإمكانيات لوجستية مهمة، وأنها يجب أن
تبقى في الجانب الغربي، وألا تميل ناحية الروس والصين مهما كلّف الأمر».
فبورما لديها احتياطي
نفطي يقدّر بـ(3.2) مليار برميل، و(18) ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي على أقلّ
تقدير، كما أن شركات (شل) البريطانية، و(توتال) الفرنسية، و(شيفرون) الأمريكية،
و(وودسايد) الأسترالية لديها عقود حفر واستخراج وتكرير، وإن التغاضي عن إبادة
أقلية مسلمة تعدادها 4 ملايين نسمة يعدّ ثمناً معقولاً إذا ما قورن بهذه
الامتيازات.
وتحت عنوان (التعقيدات
الخليجية) يكشف المقال عن سرّ صمت الدول الخليجية التي تنصّب نفسها كمدافع عن
الإسلام والمسلمين، فأنابيب النفط والغاز الخليجي العابرة خلال بورما إلى الصين
ترجّح كفّة المصالح التجارية في مقابل دماء المسلمين. فهذه الأنابيب تضخّ 200 ألف برميل
نفط يوميًا، و4 مليارات قدم مكعب من الغاز، وتوفّر مدخولاً ثابتاً يصبّ في
ميزانيات دول الخليج.
ويختم محرّر «وكالة
أنباء الروهنغيا» بالقول: فلنكتفِ بهذا المقدار، لأنّ التفاصيل ستصدم الكثيرين، وكلّنا
أيدينا ملطّخة بدماء مسلمي ميانمار!