بداية
الجذب الحسيني للقلوب
أربعينية سيّد الشهداء عليه السلام في خطاب
القائد الخامنئي دام ظلّه
ــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــــ
في أجواء زيارة
أربعين الإمام الحسين صلوات الله عليه، تقدّم «شعائر» مختارات من كلمات الإمام
الخامنئي دام ظلّه، والتي ألقاها في سنوات متعدّدة حول معاني وأبعاد هذه المناسبة
الإلهية، نوردها نقلاً عن الموقع الإلكتروني لدار الولاية للثقافة والإعلام.
تحقّق
أهداف زيارة الأربعين
كتب المرحوم السيّد ابن طاوس
- وغيره من الشخصيات اللامعة - أنّ قافلة الأسرى، أي السيّدة زينب سلام الله عليها،
وباقي الأسرى، حينما جاءت كربلاء في الأربعين، لم يكن هناك جابر بن عبد الله
الأنصاري، وعطية العوفي فقط، بل «رجالٌ من بني هاشم..» أيضاً. عددٌ من رجال بني
هاشم وأصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا مجتمعين حول تربة سيّد الشهداء، وجاؤوا
لاستقبال السيدة زينب.
ربما كانت هذه السياسة
الولائية للسيدة زينب عليها السلام بالتوجّه إلى كربلاء - عند العودة من الشام - من
أجل قيام هذا الاجتماع الصغير، لكن الغزير بالمعنى، في ذلك الموضع.
البعض استبعد وصولهم إلى
كربلاء في يوم الأربعين، وللمرحوم الشهيد آية الله قاضي مدوّنة مفصّلة يثبت فيها
أنّ هذا الشيء ممكن الوقوع. على كلّ حال، ما ورد في كلمات القدماء والأعلام هو أنّ
السيدة زينب عليها السلام وجماعة أهل البيت حينما نزلوا كربلاء كان فيها عطية
العوفي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، ورجال من بني هاشم. هذا مؤشّر ونموذج لتحقّق
ذلك الهدف الذي كان ينبغي أن يتحقّق بالاستشهاد، أي نشر هذا الفكر وبثّ الجرأة في
نفوس الناس.
ومن هنا انبثقت أحداث
التوّابين، ومع أنّ نهضة التوّابين قُمِعت، ولكن اندلعت بعد مدة قصيرة ثورةُ
المختار وسائر أبطال الكوفة، وكانت نتيجة ذلك انهيار عائلة بني أمية (آل أبي
سفيان) الظالمة الخبيثة. طبعاً حلّت من بعدهم السلالة المروانية، لكنّ المقاومة
استمرّت، والطريق انفتح. هذه هي خصوصية الأربعين.
أفئدةٌ
تهوي إلى سيّد الشهداء عليه السلام
إنّ «الجاذبة
المغناطيسية» الحسينية، بدأت منذ يوم الأربعين، وإنّ القوة الجاذبة التي دفعت جابر
بن عبد الله الأنصاري إلى مغادرة المدينة والتوجّه نحو كربلاء، هي نفس الجاذبة
الموجودة في قلوبنا على مرّ القرون المتمادية.
وإنّ لأربعينية الإمام
الحسين عليه السلام دوراً تعرّفَ من خلاله بعضُ الأفراد على مقام أهل البيت عليهم
السلام، فأصبحت قلوبهم تنبض بمحبة وعشق كربلاء، بالإضافة إلى تعلّقهم بالتربة
الحسينية، والمرقد الطاهر لسيّد الشهداء عليه السلام.
أيّام
السيدة زينب سلام الله عليها
هذه الأيام؛ أيّام
العشرة الأخيرة من صفر، وأيام ما بعد الأربعين، إذا نظرنا إلی تاريخ صدر الإسلام
فسنجد أنّ هذه الأيام هي أيّام السيدة زينب عليها السلام.
المهمّة التي نهضت بها السيدة
زينب الكبری سلام الله عليها، كانت خالصةً لوجه الله تعالی. ظهر الكيان المعنوي
والإلهي للدّين في الشخصية الحاسمة للسيّدة زينب الكبری سلام الله عليها، وسط
الأخطار والمِحن والصعاب. ...
تألّقت السيدة زينب سلام
الله عليها كوليٍّ إلهيٍّ في المسير إلی كربلاء مع الإمام الحسين، وفي حادثة يوم
عاشوراء وبتحمّلها تلك الصعاب والمِحَن، وأيضاً في أحداث ما بعد استشهاد الإمام
الحسين بن عليّ عليه السلام... وبسبب هذا الجهاد الكبير اكتسبت السيدة زينب الكبری
سلام الله عليها عند الله تعالی مقاماً لا يُمكننا وصفه.
لتبقى
الشهادة حيّة..
إنّ أهمية الأربعين تعود
في الأصل إلى أنّ النهضة الحسينية، وبفضل التدبير الإلهي لآل بيت الرسول صلّى الله
عليه وآله، تخلّدت في هذا اليوم وإلى الأبد، وأصبحت أساساً وقاعدة... فلولا (دور) السيدة
زينب عليها السلام، والإمام السجاد صلوات الله عليه، في الجهاد وتبيين وإيضاح
حقيقة فلسفة عاشوراء... لمَا بقيت حادثة عاشوراء نابضة وحيّة حتّى اليوم.
إنّ الدرس الذي نتعلّمه
من الأربعين هو وجوب الحفاظ على ذكرى الحقيقة، وخاطرة الشهادة الحيّة في مقابل
طوفان إعلام العدوّ...
زيارة
الأربعين إحياءٌ لذكر الإمام الحسين عليه السلام
إنّ خصوصية الأربعين هو
إحياء ذكرى شهادة الحسين عليه السلام، وهذا الأمر بالغ الأهمية. افرضوا أنّ... بني
أمية - مثلما أنّهم في ذلك اليوم قتلوا الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام وأصحابه
- استطاعوا أيضاً محو ذكراهم من أذهان الناس في ذلك اليوم وفي الأيام اللاحقة، فما
هي فائدة هذه الشهادة بالنسبة للعالم الإسلامي؟....
إذا ما استُشهد الإمام
الحسين عليه السلام، ولم يفهم أهلُ ذلك اليوم والناس والأجيال الآتية أنّه استُشهد،
فما هو الأثر والدور الذي يمكن أن تتركه هذه الخاطرة في رشد وبناء وتوجيه وحثّ
الشعوب، وتحريك المجتمعات والتاريخ؟ تعرفون أنّه لن يكون لها أثر....
فالشهادة من دون خاطرة
وذكرى، ومن دون غليان دماء الشهيد، لا تبثّ أثرها، والأربعين هو ذلك اليوم الذي بدأ
فيه رفعُ علم رسالة شهادة كربلاء عالياً، وهو يوم وَرَثة الشهداء.... فيوم
الأربعين هو:
- حركة امتداد عاشوراء.
- بداية تفجّر ينابيع المحبّة الحسينية.
- بداية الاجتذاب الحسيني للقلوب.
- ويوم الصمود في مواجهة الاستكبار.