لا
يموت حتّى يحملَ راية ضلالة
«.. عن أمّ حكيم بنت
عمرو، قالت: خرجتُ وأنا أشتهي أنْ أسمعَ كلام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فدنوتُ
منه وفي الناس رقّةٌ، وهو يخطبُ على المنبر، حتّى سمعتُ كلامَه، فقال رجلٌ: (يا
أميرَ المؤمنين، استَغفِر لِخالد بن عرفطة، فإنّه قد ماتَ بِأرضِ تيماء)، فلم يردّ
عليه، فقال الثانية، فلمْ يردّ عليه، ثمّ قال الثالثة، فالتفتَ إليه، فقال: (أيُّها
النّاعيَ خالدَ بن عرفطة، كَذبتَ، واللهِ ما ماتَ، ولا يموتُ حتّى يَدخلَ مِن هذا
الباب [باب مسجد الكوفة]،
يَحملُ رايةَ ضلالةٍ).
قالت: فرأيتُ خالد بن
عرفطة يحمل رايةَ معاوية، حتّى نزلَ نخيلة وأَدخلَها من باب الفيل».
(الشريف الرضي، خصائص
الأئمّة، ص 52)
يبني
باللّيل ويهدم بالنّهار
رُوي عن رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم أنه قال:
«مَثَلُ العَابِدِ الّذي
لا يَتَفَقّهُ، كَمَثَلِ الّذي يَبْنِي بِاللّيلِ ويَهدِمُ بِالنّهار».
(الريشهري، ميزان
الحكمة، 4/2842)
..على
أن لا تسألوا أحداً شيئاً
عن الإمام الصادق عليه
السلام: «جاءَتْ فَخِذٌ من الأنصارِ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم،
فَسلَّموا عليه، فَرَدّ عليهم السلام، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لنا إليكَ حاجةٌ.
قال: هاتُوا حاجَتَكُم،
قالوا: إنّها حاجةٌ عظيمةٌ. قال: هاتُوا، ما هي؟ قالوا:
تَضْمَنُ لنا على ربِّكَ الجنّة... فقال: أَفْعَلُ ذلِكَ بِكُم عَلَى أنْ لَا تَسأَلُوا
أَحَداً شيئاً...فكانَ الرّجلُ منهم يكونُ في السّفَرِ فَيَسْقُطُ سَوْطُه، فَيَكْرَهُ
أَنْ يَقولَ لإِنْسَانٍ: (نَاولنِيه) فرَاراً مِنَ الْمَسْأَلَةِ، فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُه،
ويَكُونُ عَلَى الْمَائِدَةِ فَيَكُونُ بَعْضُ الْجُلَسَاءِ أَقْرَبَ مِنْه إِلَى الْمَاءِ،
فلا يقول: (ناوِلْنِي)، حتّى يَقوم فيَشرَب».
(العلامة الحلي، منتهى المطلب: 8/506-507)
وزّع
ستة ملايين درهم ولم يأخذ شيئاً
«قال أبو الأسود الدّؤلي:
لمّا ظهر عليٌّ عليه السلام يومَ الجمل، دخل بيتَ المال بالبصرة في ناسٍ من المهاجرين
والأنصار، وأنا معهم، فلما رأى كثرةَ ما فيه، قال: (غُرّي غيري)، مراراً، ثمّ
نظر إلى المال، وصعّد فيه بصرَه وصوّب، وقال: (اقسِموه بينَ أصحابي خمسمائة)،
فقسِّم بينهم. فلا وَالّذي بعث محمّداً بالحقّ، ما نقص درهماً ولا زاد درهماً، كأنّه
كان يعرف مبلغَه ومقداره، وكان ستةَ آلافِ ألفِ درهم، والناسُ اثنا عشر ألفاً.
[قال] حبّة العرنيّ: قسَّمَ
عليٌّ عليه السلام بيتَ مالِ البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة، وأخذ خمسمائة درهم
كواحدٍ منهم، فجاءه إنسانٌ لم يحضر الوقعة، فقال: (يا أمير المؤمنين، كنتُ شاهداً معك
بقلبي، وإنْ غابَ عنك جسمي، فأَعْطِني من الفَيء شيئاً). فدفع إليه الذي أخذَه لنفسه
وهو خمسمائة درهم، ولم يُصب من الفيء شيئاً».
(ابن
أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: 1/249-250)