من
مواعظ النبيّ عيسى عليه السلام لبني إسرائيل
أسرِعوا إلى قلوبكم بالحكمة
«.. الْقُلُوبُ إِذَا لَمْ
تُرَقَّقْ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَبِنُصْبِ الْعِبَادَةِ، تَقْسُو وَتَغْلُظ.
مَاذَا يُغْنِي عَنِ الْبَيْتِ
الْمُظْلِمِ أَنْ يُوضَعَ السِّرَاجُ فَوْقَ ظَهْرِهِ وَجَوْفُهُ وَحِشٌ مُظْلِمٌ،
كَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْكُمْ أَنْ يَكُونَ نُورُ الْعِلْمِ بِأَفْوَاهِكُمْ، وَأَجْوَافُكُمْ
مِنْهُ وَحْشِيَّةٌ مُعَطَّلَةٌ، فَأَسْرِعُوا إِلَى بُيُوتِكُمُ الْمُظْلِمَةِ فَأَنِيرُوا
فِيهَا، كَذَلِكَ فَأَسْرِعُوا إِلَى قُلُوبِكُمُ الْقَاسِيَةِ بِالْحِكْمَةِ قَبْلَ
أَنْ تَرِينَ عَلَيْهَا الْخَطَايَا، فَتَكُونَ أَقْسَى مِنَ الْحِجَارَةِ...
كَيْفَ يَنَالُ مَرْضَاةَ
اللهِ مَنْ لَا يُطِيعُهُ، وَكَيْفَ يُبْصِرُ عَيْبَ وَجْهِهِ مَنْ لَا يَنْظُرُ فِي
الْمِرْآةِ، وَكَيْفَ يَسْتَكْمِلُ حُبَّ خَلِيلِهِ مَنْ لَا يَبْذُلُ لَهُ بَعْضَ
مَا عِنْدَهُ، وَكَيْفَ يَسْتَكْمِلُ حُبَّ رَبِّهِ مَنْ لَا يُقْرِضُهُ بَعْضَ مَا
رَزَقَهُ؟
بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ،
إِنَّهُ كَمَا لَا يَنْقُصُ الْبَحْرَ أَنْ تَغْرَقَ فِيهِ السَّفِينَةُ وَلَا يَضُرُّهُ
ذَلِكَ شَيْئاً، كَذَلِكَ لَا تَنْقُصُونَ اللهَ بِمَعَاصِيكُمْ شَيْئاً وَلَا تَضُرُّونَهُ،
بَلْ أَنْفُسَكُمْ تَضُرُّونَ وَإِيَّاهَا تَنْقُصُونَ..».
(انظر:
بحار الأنوار: 14/309)
عمه
*
قوله تعالى: ﴿..وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ البقرة:15، أي يَتحيَّرون
ويَتردَّدون.
يقال: عَمِهَ في طغيانه عَمَهاً
- من باب تعب: إذا تردّد متحيّرا. ومنه: رجلٌ عامِهٌ وعَمِهٌ، أي متحيّرٌ جائرٌ عن
الطريق، فالعَمَهُ في الرأي خاصّة.
*
وَالعَمَهُ أيضاً: التَّرَدُّدُ في الضَّلاَلِ، والتَّحَيُّرِ في مِنَازَعَةٍ
أَوْ طَرِيقٍ، أَوْ هُوَ أَنْ لاَ يَعْرِفَ الحُجَّةَ.
* وَعَنِ الزَّمَخْشَرِيِّ:
عَمهَ، كَمَنَعَ وَفَرِحَ، عَمَهاً، بالتَّحْرِيكِ،
وعُمُوهاً، بالضَّمِّ، وعُمُوهَةً، بالضَّمِّ أَيْضاً، وَعَمَهَاناً، بِالتَّحْرِيكِ،
وَتَعَامَهَ، كُلُّ ذَلِكَ إِذا حَادَ عَنِ الحَقِّ.
* وقيلَ: العَمَهُ في
البَصِيرَةِ، والعَمَى في البَصَرِ، أَو الثاني عَامٌّ فيهما، كما مالَ إِليه الرَّاغِبُ.
* قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ويكونُ
العَمَى عَمَى القَلْبِ، يُقالُ رَجُلٌ عَمٍ إِذا كانَ لاَ يُبْصِرُ بِقَلْبِهِ. فَهُوَ
عَمِهٌ وَعَامِهٌ.
* وأَرْضٌ عَمْهَاءُ:
لا أَعْلاَمَ بِهَا ولا أَمَارَاتٍ. وَذَهَبَتْ إِبِلُهُ العُمَّهَى والعُمَّيْهَى:
أَيْ لَمْ يَدْرِ أَيْنَ ذَهَبَتْ..
(مجمع
البحرين، وتاج العروس، مادّة عمه)