الشّقاء
غَلَبةُ الهَوى والوَلَهُ بالدّنيا
_____
إعداد: «شعائر» _____
يبيّن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في الحديث
المرويّ عنه أن «الشّقاء» هو الجرأة على الله تعالى، والانخداعُ بالهوى،
وإطلاقُ عنان النفس في المعاصي، والحرمانُ من الانتفاع بالعقل والتجربة.
تتضمّن
هذه المقالة مجموعة من الروايات الشريفة حول «الشّقاء»؛ علاماته وعاقبته
وكيفية الخلاص منه، يليها كلامٌ للفقيه الشيخ محمّد صالح المازندراني عن أمارات
الشّقاء وأضدادها من موجبات السعادة.
§ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
*
«مِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ
الْعَيْنِ، وقَسْوَةُ الْقَلْبِ، وشِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا،
والإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ».
*
«ثلاثةٌ لا يُخالِفُهُم إلّا شَقِيٌّ: العَالِمُ العامِلُ، وَاللَّبِيبُ العاقِلُ،
والإمَامُ المُقْسِطُ».
§ أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام:
*
«إِيَّاكَ وَالوَلَهَ بِالدّنيا، فَإنّهَا تُورِثُكَ الشّقاءَ وَالبَلاءَ، وَتَحْدُوكَ
عَلَى بَيْعِ البَقَاءِ بِالفَنَاءِ».
*
وسُئل عليه السلام: أيُّ الخلق أشقى؟ قال:
«مَنْ باعَ دِينَهُ بِدُنيا غَيْرِه».
سبيلُ
النّجاة من الشّقاء
§ الإمام الصادق عليه السلام:
*
«سُئلَ الإمامُ الصّادق عليه السلام: ما لِمَن
أتى قبرَ الحسين بن عليٍّ عليهما السّلام زائراً عارفاً بحقِّه، غيرَ مُستَنكِفٍ
ولا مستكبِر؟
قال:
يُكْتَبُ لَهُ ألفُ حِجّةٍ مَقبولةٍ وألفُ عُمرَةٍ مَبرُورَةٍ، وإنْ كانَ شَقِيّاً
كُتِبَ سَعيداً، ولَمْ يَزَلْ يَخوضُ في رَحمَةِ الله».
*
وعنه عليه السلام: «مَنْ قَرأَ (قُلْ يا أَيُّها الكَافِرون)، و(قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ) في فَريضةٍ مِنَ الفَرائِض غَفَرَ اللهُ لَهُ ولِوالِدَيهِ وما وَلَدَ، وإِنْ
كانَ شَقِيّاً مُحِيَ مِن دِيوانِ الأشْقِياءِ وأُثْبِتَ في دِيوانِ السُّعَداءِ،
وأَحْياهُ اللهُ سَعِيداً، وأَماتَهُ شَهِيداً، وَبَعَثَهُ شَهِيداً».
*
وذكرَ الصّادقُ عليه السلام دعاءً موجزاً، ثمّ قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤمِنٍ يَدْعُو
بِهِنّ مُقْبِلاً قَلْبُهُ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلّا قَضَى حَاجَتَهُ، وَلَو
كَانَ شَقِيّاً رَجَوْتُ أَنْ يُحَوَّلَ سَعِيدَاً». (انظر:
الكافي: 2/515؛ والباقيات الصالحات ملحق مفاتيح الجنان: الباب الأول، الفصل
السادس، أدعية كلّ ساعة)
قال
العلماء
قال
الفقيه الشيخ محمّد صالح المازندراني في سياق شرحه حديثَ رسول الله صلّى الله عليه
وآله المتقدّم: «مِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ..»:
«الشِّقوة،
بالكسر، والشَّقاوة بالفتح، اسمٌ. ومنه أشقاهُ الله، بالألف. وجمودُ العينِ كنايةٌ
عن بُخلها بالدّموع... وهو من توابع قسوة القلب، وهي غِلظتُه وشدّته.
والسعادةُ
والشقاوة، والقربُ من الحقّ والبُعد عنه، واستحقاقُ الجنّة والنار، وإنْ كانت أموراً
معنويّة لا يعلمها إلاّ الله عزّ وجلّ، لكنْ لها علاماتٌ تدلّ عليها؛ فمن علامة
الشقاوة هذه الخصال المذكورة، كما أنّ أضدادها، وهي: البكاء خوفاً من الله، والتأمّل
في أمر الآخرة، ورقّة القلب، والزهد في الدنيا، وعدمُ الإصرار على الذنب بالتوبة والاستغفار،
من علامات السعادة. وفيه تحريضٌ على ترْك تلك الخصال والأمراض المهلكة، وطلب
أضدادها بالمعالجات النافعة..».
(شرح
أصول الكافي: 9/285)