الموقع ما يزال قيد التجربة
من وصايا الشيخ البهائي
أدعية الساعات الإثني عشر، للأئمّة الإثني عشر
إعداد: علي حمّود
قال الشيخ البهائي قدّس سرّه في (مفتاح الفلاح): «إعلم أنّه قد ورد قِسمة النهار إلى اثني عشرة ساعة، ونسبة كلّ واحدة منها إلى واحد من الأئمّة الإثني عشر سلام الله عليهم، وتخصيصُها بدعاءٍ يُدعى به فيها، وأنا أذكر كلّاً منها مع دعائها إن شاء الله تعالى».
أضاف: «واعلَم أنّ نُسَخَ أدعية الساعات كثيرة الإختلاف بالزيادة والنقصان، والذي أوردتُه في هذا الكتاب، هو الذي أثقُ به وأعتمد عليه، والله وليّ التوفيق».
* الساعة الأولى: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، وهي منسوبة إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وهذا دعاؤها: « أللّهمَّ ربَّ الظَّلامِ والفَلَقِ، والفجرِ والشَّفَقِ، واللَّيلِ وما وَسَقَ والقمرِ إذا اتَّسَقَ، خالِقَ الإنسان من عَلَقٍ، أظْهرْتَ قدرَتَكَ بِبديعِ صُنعَتِكَ وخَلَقْتَ عِبادَكَ لِما كلَّفتَهُم من عبادتِكَ، وهَدَيْتَهُم بِكرمِ فضْلِكَ إلى سُبُلِ طاعتِكَ، وتَفَرَّدْتَ في مَلَكوتِكَ بِعظيمِ السُّلطانِ وتَوَدَّدْتَ إلى خلقِكَ بِقديمِ الإحسانِ، وتَعرَّفْتَ إلى بريَّتِكَ بِجسيمِ الإمتِنانِ، يا مَن يسأَلُهُ مَنْ في السَّماواتِ والأرضِ كلَّ يومٍ هو في شأنٍ، أسألُكَ اللّهمَّ بمُحمَّدٍ خاتَمِ النَّبيِّينَ وبالقرآنِ الّذي نَزَلَ به الرُّوحُ الأمينُ على قلبِهِ لِيَكونَ من المُنذِرينَ بِلِسانٍ عَربِيٍّ مُبينٍ، وبأميرِ المؤمنينَ عليّ بنِ أبي طالبٍ ابنِ عَمِّ الرَّسولِ وبَعْلِ البَتولِ الّذي فَرَضْتَ وِلايَتَهُ على الخَلْقِ، وكانَ يدُورُ حيثُ دارَ الحَقُّ، أن تُصلّيَ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ فقد جَعَلْتُهُم وسيلتي وقَدَّمتُهُم أمامي وبَيْنَ يَدَيْ حوائجي وأن تَغفِرَ لي ذنبي وتُطهِّرَ قلبي وتَستُرَ عَيْبي وتُفرِّجَ كَرْبي وتُبلِّغَني من طاعتِكَ وعبادتِكَ أَمَلي، وتقضيَ لي حوائجي للدُّنيا والآخرة يا أرحمَ الرّاحمينَ».
* السّاعة الثّانية: مِن طُلوع الشّمس إلى ذهاب حُمرتِها، وهي لِلْحَسَن عليه السلام، وتدعو فيها بهذا الدُّعاء: « أللّهمَّ يا خالِقَ السَّماواتِ والأرضِ، ومالِكَ البَسْطِ والقَبْضِ، ومَدَبِّرَ الإبْرامِ والنَّقْضِ، ويا مَن لا يُخيِّبُ المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشِفُ السُّوءَ، يا مالِكُ يا جبّارُ يا واحدُ يا قهَّارُ يا عزيزُ يا غفّارُ، يا مَن لا تُدرِكُهُ الأبصارُ وهو يُدرِكُ الأبصارَ، يا مَن لا يُمسِكُ خَشْيَةَ الإنفاقِ، ولا يُقَتِّرُ خوفَ الإملاقِ، يا كريمُ يا رزّاقُ، يا مُبتدِئاً بالنّعَمِ قبلَ الإستحقاقِ، يا مَن يُنزِّلُ الرُّوحَ من أمرِهِ على مَنْ يشاءُ من عِبادِهِ لِيُنذِرَ يومَ التّلاقِ، كبُرَت نعمَتُكَ عليَّ، وصَغرَ في جَنبِها شُكري، ودامَ غِناك عنّي وعظُمَ إليك فقري، أسألُكَ يا عالِمَ سِرِّي وجَهْري، يا مَنْ لا يَقْدِرُ سِواهُ على كَشْفِ ضرِّي أن تُصلِّي على محمَّدٍ رَسُولِكَ المُختارِ، وحُجَّتِكَ على الأبْرارِ والفُجَّارِ، وعلى أهلِ بيتِه الطَّاهرينَ الأخيارِ، وأَتَوسَّلُ إليكَ بالأَنْزَعِ البَطينِ عِلْماً، وبالإمامِ الزَّكِيِّ الحَسَنِ المَقتولِ سُمّاً، فقد استَشْفَعْتُ بِهِم إليكَ وقَدَّمْتُهُم أمامي وبين يديْ حوائجي أن تَزيدني من لَدُنْكَ عِلماً، وتَهَبَ لي حُكماً وتَجْبُرَ كَسْري، وتَشْرَحَ بالتَّقوى صدري، وتَرحَمَني إذا انقطعَ من الدُّنيا أَثَري، وتَذْكُرَني إذا نُسِيَ ذِكْري برحمتِكَ يا أرحمَ الرّاحمين».
* السّاعة الثّالثة: من ذهاب حمرة الشّمس إلى ارتفاع النّهار، للحسين عليه السلام، وتدعو فيها بهذا الدُّعاء: «: أللّهمَّ رَبَّ الأرْبابِ، ومُسَبِّبَ الأسبابِ، ومالِكَ الرِّقابِ، ومُسَخِّرَ السَّحابِ، ومُسَهِّلَ الصِّعابِ، يا حَليمُ تَوَّابُ يا كَريمُ يا وَهَّابُ يا مُفَتِّحَ الأَبوابِ، يا مَن حيثُ ما دُعِيَ أجابَ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ حِجابٌ [حاجِبٌ] ولا بَوَّابٌ، يا مَنْ ليسَ لِخِزانَتِهِ قفْلٌ ولا بابٌ، يا مَن لا يُرخى عليه سِتْرٌ ولا يُضرَبُ دونَهُ حِجابٌ، يا مَنْ يَرزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حسابٍ، يا غافِرَ الذَّنبِ وقابِلَ التَّوْبِ شديدَ العقابِ، أللّهمَّ انقَطَعَ الرَّجاءُ إلَّا مِنْ فَضْلِكَ، وخابَ الأمَلُ إلَّا مِن كَرَمِكَ، فأسألُكَ بِمُحمَّدٍ رَسُولِكَ، وبِعَليِّ بنِ أبي طالبٍ صَفِيِّكَ، وبالحُسيْنِ الإمامِ التَّقيِّ، الذي اشتَرى نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرْضاتِكَ، وجاهَدَ النَّاكِثينَ عن صِراطِ طاعتِكَ، فَقَتَلوهُ ساغِباً ظَمْآناً، وهَتَكُوا حُرْمَتَهُ بَغْياً وعُدواناً، وحَمَلُوا رأسَهُ في الآفاقِ وأحَلُّوهُ مَحَلَّ أهلِ العِنادِ والشِّقاقِ، أللّهمَّ فَصَلِّ على محمّدْ وآله، وجَدِّدْ على البَاغي عليهِ مُخْزِياتِ لَعْنَتِكَ وانتِقامِكَ، ومُرْدِياتِ سَخْطِكَ ونَكالِكَ، أللّهمَّ إنِّي أسألُكَ بِمحمَّدٍ وآلِهِ وأَستَشْفعُ بِهم إليكَ وأقَدِّمُهُم أمامي وبين يَدَيْ حوائجي أنْ لا تَقْطَعَ رجائي من امتِنانِكَ وإفضالِكَ، ولا تُخيِّبَ تأميلي في إحسانِكَ ونَوالِكَ، ولا تَهتِك السِّتْرَ المَسْدولَ عليَّ مِن جِهَتِكَ، ولا تُغَيِّر عنِّي عَوائِدَ طَوْلِكَ ونِعَمِكَ، ووَفِّقْني لِما يَنفَعُني [يُقَرِّبُني] إليكَ، واصْرِفْني عَمَّا يُباعِدُني عنكَ، وأعطِني مِن الخيرِ أفضلَ ما أَرجو، واكفِني من الشَّرِّ ما أخافُ وأحذرُ برحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة الرّابعة: من ارتفاع النّهار إلى الزَّوال، وهي لِسَيِّد العابدين عليه السلام، وتدعو فيها بهذا الدُّعاء: «أللّهمَّ أنتَ المَلِكُ المَليكُ المالِكُ، وكلُّ شيءٍ سِوَى وَجهِكَ الكَريمِ هَالِكٌ، سَخَّرْتَ بِقدرَتِكَ النُّجوم السَّوالِكَ، وأَمطَرْتَ بقدرتِكَ الغُيومَ السَّوافِكَ، وعَلِمْتَ ما في البَرِّ والبَحرِ وما تَسْقُطُ من وَرَقةٍ في الظُّلماتِ الحَوالِكِ، يا سَميعُ يا بَصيرُ يا بَرُّ يا شَكُورُ يا غُفورُ يا رَحيمُ يا مَنْ يَعلمُ خائنةَ الأعْيُنِ وما تُخْفي الصُّدُورُ، يا مَنْ لَهُ الحَمْدُ في الأُولى والآخرةِ وهو الحكيمُ الخبيرُ، أسألُكَ سؤالَ البائِسِ الحَسيرِ، وأَتضرَّعُ إليكَ تَضَرُّعَ الضَّالِعِ الكَسيرِ، وأتَوَكَّلُ عليكَ تَوَكُّلَ الخاشِعِ المُسْتجيرِ، وأقِفُ بِبابِكَ وُقوفَ المُؤَمِّلِ الفقيرِ، وأَتَوسَّلُ إليكَ بالبَشيرِ النَّذيرِ، والسِّراجِ المُنيرِ مُحمَّدٍ خاتِمِ النَّبيِّينَ، وابنِ عمِّهِ أميرِ المُؤمنينَ، وبالإمامِ عليِّ بنِ الحُسينِ زَيْنِ العابِدينَ، وإمامِ المُتَّقينَ، المُخْفي للصَّدَقاتِ، والخاشِعِ في الصَّلواتِ، والدَّائبِ المُجتهدِ في المُجاهَدَاتِ، السَّاجِدِ ذي الثَّفَناتِ أنْ تُصلِّي على مُحمَّدٍ وآل مُحمَّد فقد توسَّلتُ بهم إليك وقدَّمتُهُم أمامي وبينَ يدَيْ حوائجي وأنْ تَعصِمَني من مُواقَعَةِ مَعاصيكَ، وتُرشِدني إلى مُوافقةِ ما يُرضيكَ، وتَجْعَلَني مِمَّن يُؤمنُ بكَ ويَتَّقيكَ ويَخافُكَ ويَرتَجيكَ ويُراقِبُكَ ويَسْتَحيِيكَ ويَتَقَرَّبُ إليكَ بِمُوالاةِ مَنْ يُواليكَ، ويَتَحبَّبُ إليك بِمُعاداةِ مَنْ يُعاديكَ ويَعترِفُ لديكَ بِعظيمِ نِعَمِكَ وأياديكَ برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحمينَ».
* السَّاعة الخامسة: من زَوال الشّمس إلى مُضيِّ مقدار أربع ركعات وهي للباقر عليه السلام، وهذا دُعاؤها: «أللّهمَّ أنت اللهُ الذي لا إله إلَّا أنت، هو الحيُّ القيُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ، هو اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا هوَ عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ هوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ، هو الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والباطِنُ وهوَ بِكُلِّ شيءٍ عَليمٌ، فالِقُ الإصْباحِ وجاعِلُ اللَّيلِ سَكَناً والشَّمسِ والقمَرِ حُسْباناً ذلكَ تقديرُ العَزيزِ العَليمِ، يا غالباً غيرَ مَغلوبٍ ويا شاهِداً لا يَغيبُ يا قريبُ يا مُجيبُ ذلِكُمُ اللهُ ربِّي لا إلهَ إلَّا هوَ عليهِ تَوكَّلْتُ وإليهِ أُنيبُ، أتَذَلَّلُ إليكَ تَذَلُّلَ الطَّالِبينَ وأَخضعُ بينَ يَديْكَ خُضُوعَ الرَّاغِبينَ، وأسألُكَ سؤالَ الفقيرِ المِسكينِ، وأسألُكَ وأَدعوكَ تَضَرُّعاً وخِيفةً إنَّك لا تُحِبُّ المُعتَدينَ، وأَدعوكَ خَوْفاً وطَمَعاً إنَّ رَحمَتَكَ قريبٌ مِن المُحسِنينَ، وأتوسَّلُ إليكَ بِخِيرَتِكَ وصَفْوَتِكَ من العالَمينَ، الّذي جاءَ بالصِّدقِ وصَدَّقَ المُرْسَلينَ، مُحمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ النَّذيرِ المُبينِ، وبِوَليِّكَ وعَبْدِكَ عليّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنينَ، وبالإمامِ محمَّدٍ بنِ عليٍّ باقرِ علومِ الأوَّلينَ والآخِرينَ، والعالِمِ بِتأويلِ الكتابِ المُستَبينِ، وأسألُكَ بِمَكانِهم عندَكَ وأُقدِّمُهُم أمامي وبينَ يديْ حوائِجي أن تُوزِعَني شُكْرَ ما أوْلَيْتَني من نِعمَتِكَ وتَجعلَ لي فرَجاً ومَخرَجاً من كُلِّ كَرْبٍ وغَمٍّ، وتَرزُقني من حيثُ أحتَسِبُ ومِن حيثُ لا أَحتسِبُ، ويَسِّر لي من فَضْلِكَ ما تُغنيني به من كلِّ مَطلبٍ، واقذِفْ في قلبي رَجاكَ واقْطَعْ رجائي عمَّن [مِمَّن] سِواكَ حتّى لا أرجو إلَّا إيّاكَ إنَّكَ تُجيبُ الدَّاعي إذا دَعاكَ وتُغيثُ المَلهوفَ إذا ناداكَ وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ».
* السّاعة السّادسة: من مضيّ مقدار أربع ركعات من الزّوال إلى صلاة الظّهر وهي للصّادق عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ أنتَ أنزلتَ الغَيْثَ برحمتِكَ، وعَلِمْتَ الغَيْبَ بِمَشِيئَتِكَ، ودَبَّرتَ الأمُورَ بِحِكمَتِكَ، وذلَّلْتَ الصِّعاب بِعزَّتِكَ، وأعْجَزْتَ العُقولَ عَن عِلْمِ كيفيَّتكَ، وحَجَبْتَ الأبْصارَ عَن إدراكِ صِفَتِكَ والأوْهامَ عن حَقيقةِ مَعْرِفَتِكَ، واضْطَرَرْتَ الأفْهامَ إلى الإقرارِ بِوَحْدانِيَّتِكَ، يا مَن يَرْحَمُ العَبْرةَ ويُقيلُ العَثْرَةَ، لكَ العِزَّةُ والقُدرةُ، لا يَعْزُبُ عنكَ في الأرضِ ولا في السَّماءِ مِثقالُ ذَرَّةٍ، أتوسَّلُ إليكَ بالنَّبيِّ الأمِّيِّ محمّدٍ رَسولِكَ العربيِّ المكِّيِّ المَدنيِّ الهاشميِّ، الذي أخرَجْتَنا به من الظُّلماتِ إلى النُّورِ، وبأميرِ المؤمنينَ عليّ بنِ أبي طالب عليه السلام الذي شرحْتَ بولايَتِهِ الصُّدورَ، وبالإمامِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصَّادقِ عليه السلام في الأخبارِ، المؤتَمَنِ على مكنونِ الأسرارِ، صلّى اللهُ عليه وعلى أهلِ بيتِهِ بالعَشيِّ والإبكارِ، أللّهمَّ إنِّي أسألُكَ بِهِم وأَستشفِعُ بمكانِهِم لديكَ وأُقدِّمُهُم أمامي وبين يديْ حوائجي فَأعْطِني الفَرَجَ الهنيَّ والمَخرَجَ الوَحِيَّ والصُّنْعَ القريبَ والأمانَ مِن الفَزَعِ في اليوْمِ العَصيبِ، وأنْ تَغْفِرَ لي مُوبِقاتِ الذُّنوبِ، وتَستُرَ عليَّ فاضِحاتِ العُيُوبِ، فأنت الرَّبُّ وأنا المَربُوبُ، وأنا الطَّالِبُ وأنتَ المَطلوبُ، وأنت الذي بِذِكْرِكَ تَطمئنُّ القلوبُ، وأنتَ الّذي تَقذِفُ بِالحقِّ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، يا أَكرَمَ الأكرَمينَ ويا خَيْرَ الفاصِلينَ ويا أحكَمَ الحاكِمينَ ويا أرْحمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة السّابعة: من صلاة الظّهر إلى مضيّ مقدار أربع ركعات قبل العصر، وهي للكاظم عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ أنت المَرْجُوُّ إذا اشتدَّ الأمرُ، وأنتَ المَدعوُّ إذا مسَّ الضُّرُّ، ومُجيبُ المَلهوفِ المُضْطَرِّ والمُنجي من ظُلُماتِ البَرِّ والبَحرِ، ومَن له الخَلْقُ والأمرُ والعالِمُ بِوَساوِسِ الصُّدورِ [بِوَسواسِ الصَّدرِ] والمُطَّلِعُ على خَفِيِّ السِّرِّ، يا غايَةَ كلِّ نَجوى ومُنتهى كلِّ شَكوَى، يا مَن لهُ الحَمْدُ في الآخِرة ِوالأُولى، يا مَن خَلَقَ الأرضَ والسَّماواتِ العُلى، الرَّحمنُ على العَرْشِ اسْتَوَى لهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرضِ وما بينهما وما تحتَ الثَّرى، وإن تَجْهَرْ بالقَوْلِ فإنَّه يَعلمُ السِّرَّ وأَخْفَى اللهُ لا إله إلَّا هُو له الأسماءُ الحُسنى، أسألُكَ بحقِّ محمّدٍ خاتَمِ النبيِّين خِيرَتِكَ من خَلقِكَ والمؤتَمَن على أداء رسالتك، وبأميرِ المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الذي جَعَلْتَ وِلايَتَهُ مَفْروضةً مع وِلايَتِك، ومحبَّتَهُ مَقرونةً بِرِضاكَ ومحبَّتِكَ، وبالإمامِ الكاظمِ موسى بنِ جعفرٍ عليه السلام الذي سألَكَ أن تفرِّغَهُ لعبادتِكَ وتُخْليَهِ لِطاعتِك فَأَجَبْتَ دَعْوَتَهُ أنْ تُصلِّيَ على مُحمّدٍ وآلهِ صلاةً تَقضي بها عنِّي واجِبَ حُقوقِهِم، وتَرْضى بها في أداء فُروضِهِم، وأتوسَّلُ إليكَ بهم وأَستَشفعُ بِمنزلِتِهم وأُقدِّمُهم أمامي وبين يديْ حوائِجي أنْ تُجْرِيَني على جميلِ عَوائِدِكَ وتَمْنَحَني جَزيلَ فَوائِدِكَ، وتَأخُذَ بِسَمعي وبَصَري وسِرِّي وعلانِيَّتي وناصِيَتي وقلبي وعَزيمتي ولُبِّي إلى ما تُعينُنِي بِه على هَواكَ وتُقرِّبُني مِن أسبابِ رِضاكَ، وتُوجِبُ لي نَوافِلَ فَضْلِكَ، وتَستَديمُ لي مَنائِحَ طَوْلِكَ يا أرحَمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة الثّامنة: مِن مضيّ أربع ركعات قبل العصر، إلى صلاة العصر وهي للرِّضا عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ أنتَ الكاشِفُ للمُلمَّاتِ، والكافي لِلمُهمَّاتِ، والمُفَرِّجُ لِلكُرُباتِ، والسَّامِعُ للأصواتِ، والمُخْرِجُ من الظُّلُماتِ، والمُجيبُ لِلدَّعَواتِ، الرَّاحِمُ لِلعَبَراتِ، جَبَّارُ الأرضِ والسَّماواتِ، يا وَلِيُّ يا مَوْلى يا عليُّ يا أَعلَى يا كَريمُ يا أَكْرَمُ، يا مَنْ لهُ الإِسمُ الأَعظَمُ، يا مَن عَلَّمَ الإنسانَ ما لَمْ يَعلَمْ، فاطِرُ السَّماواتِ والأرضِ وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ أسألُكَ بمحمَّدٍ المُصطفى من الخَلَق، المَبعوثِ بالحقِّ، وبأميرِ الؤمنينَ الذي أولَيْتَهُ فألفَيْتِهُ شاكراً، وابتليْتَهُ فوجَدْتَهُ صابِراً، وبالإمام الرِّضا عليّ بنِ موسى الذي أَوْفى بِعهدِكَ، ووَثَقَ بوعدِكَ، وأَعْرَضَ عن الدُّنيا وقد أَقْبَلَتْ إليه وَرَغِبَ عن زينَتِها وقد رَغِبَتْ فيه، أنْ تُصلّي على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ، فقد توسَّلتُ بهم إليك وقدَّمْتُهم أمامي وبين يديْ حوائجي أنْ تَهْدِيَني إلى سُبُلِ مَرْضاتِكَ وتُيَسِّرَ لي أسْبابَ طاعَتِكَ وتُوفِّقَني لابتِغاءِ الزُّلفَةِ بِمُوالاةِ أوْليائِكَ وإدْراكِ الحظْوَةِ مِن مُعاداةِ أَعدائِكَ، وتُعينُني على أداءِ فُروضِكَ واستعمالِ سُنَّتِكَ، وتُوَقِّفُني على المَحَجَّةِ المُؤدِّيَةِ إلى العِتْقِ من عذابِكَ والفَوْزِ بِرحمتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة التّاسعة: من صلاة العصر الى أن تمضي ساعتان وهي للجواد عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ يا خَالقَ الأنوارِ ومُقدِّرَ اللّيلِ والنّهارِ، تَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كلُّ أُنثى وما تَغِيضُ الأرْحامُ وما تَزدادُ وكُلُّ شيءٍ عندكَ بِمِقْدارٍ، إذا تَفاقَمَ أَمْرٌ طُرِحَ عليكَ، وإذا غُلِقَتِ الأبْوابُ قُرِعَ بابُ فَضْلِكَ، وإذا ضاقَتِ الحاجاتِ فُزِعَ إلى سِعَةِ طَوْلِكَ، وإذا انْقَطَعَ الأمَلُ مِن الخَلْقِ اتَّصَلَ بِكَ، وإذا وَقَعَ اليَأسُ من النَّاسِ وَقَفَ الرَّجاءُ عليكَ، أسألُكَ بِحَقِّ النبيِّ الأوّاب الّذي أنزلْتَ عليه الكتابَ، ونَصَرْتَهُ على الأحزابِ وهَدَيْتَنا بهِ إلى دارِ المَآبِ، وبأميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ الكرِيمِ النِّصَابِ المُتَصَدِّقِ بِخاتَمِهِ في المِحْرابِ، وبالإمام الفاضل محمّد بنِ عليٍّ عليه السلام، الذي سُئِلَ فوَفَّقْتَه لِرَدِّ الجوابِ، وامتُحِنَ فعَضَدْتَهُ بالتَّوفيقِ والصَّوابِ، صلّى اللهُ عليه وعلى أهلِ بيتِهِ الأطهارِ [الأبرارِ] أنْ تَجْعَلَ مُوالاتِي لَهُم عِصْمةً من النَّارِ ومَحَجَّةً إلى دارِ القَرارِ، فقدْ تَوسَّلتُ بِهم إليكَ وقدَّمتُهُم أمَامي وبيْنَ يَديْ حوئجي وأنْ تَعْصِمَني من التَّعرُّضِ لِمَواقِفِ سَخطِكَ وتُوفِّقنِي لِسُلوكِ سَبيلِ مَحبَّتِكَ ومَرْضاتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة العاشرة: من ساعتَين بعد صلاة العصر إلى قبل اصفرار الشّمس، وهي منسوبة إلى الهادي عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ أنت الوليُّ الحميدُ الغفورُ الوَدُودُ المُبْدِئُ المُعيدُ ذو العَرْشِ المَجيدِ والبَطْشِ الشَّديدِ فَعَّالٌ لِمَا يُريدُ، يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إليَّ مِن حَبْلِ الوَريد،ِ يا مَن هُو على كلِّ شيءٍ شهيدٌ، يا مَنْ لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذُّنُوبِ ولا يَكْبُرُ عليهِ الصَّفْحُ عن العُيُوبِ، أَسألُكَ بِجَلالِكَ وبِنُورِ وَجْهِكَ الذي مَلأَ أَرْكانَ عَرْشِكَ، وبِقُدرَتِكَ التي قَدَرْتَ بِها على خَلقِكَ، وبِرَحمَتِكَ التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وبِقُوَّتِكَ التي ضَعُفَ لها كُلُّ قَوِيٍّ، وبِعِزَّتِك التي ذَلَّ بِها كلُّ عَزيزٍ، وبِمَشيئَتِكَ التي صَغُرَ [ضعُف] فيها كُلُّ كبيرٍ، وبِرسُولِك الذي رَحِمْتَ به العِباد، وهَدَيْتَ به إلى سُبُلِ الرَّشادِ، وبأميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالب عليه السلام، أوَّلَ مَن آمَنَ بِرَسولِكَ وصَدَّقَ، والذي وَفَى بِما عاهَدَ عليهِ وتَصَدَّقَ، وبالإمامِ البَرِّ عليّ بنِ محمّدٍ عليه السلام الذي كَفَيْتَهُ حيلَةَ الأعداءِ، وأَرَيْتَهُم عَجيبَ الآيةِ إذ تَوَسَّلُوا بِه في الدُّعاءِ أنْ تُصلِّي على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ، فقد اسْتَشْفَعْتُ بهم إليك وقَدَّمتُهُم أمامي وبينَ يديْ حوائجي وأنْ تَجْعَلَني مِن كِفايَتِكَ في حِرْزٍ حَريزٍ، ومِن كَلاءَتِكَ تَحت عِزٍّ عَزيزٍ، وتُوزِعَني شُكْرَ آلائِكَ ومِنَنِكَ، وتُوَفِّقَني للإعترافِ بأيَادِيكَ ونِعمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة الحادية عشرة: من قبل اصفرار الشّمس إلى اصفرارها، وهي للعسكري عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ إنَّكَ مُنَزِّلُ [مُنزِل] القرآنِ وخالِقُ الإنْسِ والجانِ، وجَاعِلُ الشَّمسِ والقَمَرِ بِحُسْبانٍ، المُبْتَدِئُ بالطَّوْلِ والإمْتِنانِ، والمُبدِئُ لِلفَضَلِ والإحسانِ، وضامِنُ الرِّزقِ لِجَميعِ الحَيْوانِ، لكَ المَحامِدُ والمَمادِحُ ومِنكَ العَوائِدُ والمَنائِحُ، وإليكَ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِحُ، وأنتَ العالِمُ بِما تُخْفي الصُّدورُ والجَوانِحُ، أسألُكَ بمحمَّدٍ صلّى الله عليه وآله رسولِكَ إلى الكافَّةِ، وأَمينِكَ المَبْعوثِ بالرَّحمةِ والرَّأفَةِ، وبأميرِ المؤمنينّ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام، المُفْتَرَضِ طاعَتُهُ على القَريبِ والبَعيدِ، المُؤَيَّدِ بِنَصرِكَ في كُلِّ مَوْقِفٍ مَشهُودٍ، وبالإمامِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ الذي طُرِحَ للسِّباع فخَلَّصْتَهُ من مرابِضِها، وامْتُحِنَ بالدَّوابِّ الصِّعابِ فَذَلَّلْتَ لهُ مَراكِبَها، أن تُصلِّيَ على مُحمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ فقد توسَّلتُ بهم إليكَ وقدَّمتُهم أمامي وبين يديْ حوائجي وأنْ تَرحَمَني بالتَّوفِيقِ لِتَرْكِ مَعاصيكَ ما أبْقَيْتَني، وتُعِينَنِي على التَّمسُّكِ بِطاعَتِكَ ما أحْيَيْتَني، وأنْ تَخْتِمَ لي بالخَيْراتِ إذا تَوَفَّيْتَني، وتَفَضَّل عليَّ بالمُياسَرَةِ إذا حاسَبْتَني، وتَهَبَ لِيَ العَفْوَ إذا كاشَفْتَني، ولا تَكِلْني إلى نفسي فَأَضِلَّ ولا تُحْوِجْنيِ إلى غَيْرِكَ فَأَذِلَّ، ولا تُحَمِّلْني ما لا طاقَةَ لي به فَأَضْعُفَ، ولا تَبْتَلِيَني [تبتلني] بِما لا صَبْرَ لي عليه فَأَعْجَزَ، وأَجِرْنِي على جَميلِ عوائِدِكَ عندي، ولا تُؤاخِذْني بِسُوءِ عَمَلي [فعلي] ولا تُسَلِّط عليَّ مَن لا يَرحَمني بِرحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ».
* السّاعة الثّانية عشرة: من اصفرار الشّمس إلى غروبها للخَلَف الحُجَّة عليه السلام، وهذا دعاؤها: «أللّهمَّ يا خالِقَ السَّقفِ المرفوعِ والمِهادِ المَوْضوعِ ورازِقَ العاصي والمُطيعِ، الذي ليسَ له مِن دونِهِ وَلِيٌّ ولا شَفيعٌ، أسألُكَ بِأسمائِكَ التي إذا سُمِّيَتْ [سميت بها] على طَوارِقِ العُسْرِ عادَت يُسْراً، وإذا وُضِعَتْ على الجِبالِ كانت هَباءً منثوراً، وإذا رُفِعَتْ إلى السَّماءِ تَفَتَّحَتْ لها المَغالِقُ، وإذا هَبَطَتْ إلى ظُلُماتِ الأرضِ اتَّسَعَتْ لها المَضَايِقُ، وإذا دُعِيَتْ بِها المَوْتى انْتَشَرَتْ من اللُّحُودِ، وإذا نُودِيَتْ بِها المَعدوماتُ خَرَجَتْ إلى الوُجودِ، وإذا ذُكِرَت على القلوبِ وجِلَتْ خُشوعاً، وإذا قَرَعَتِ الأسماعَ فاضَتِ العيونُ دموعاً، أسألُك بمحمَّدٍ رسولِك المؤيَّد بالمُعجِزاتِ، المَبعوثِ بِمُحْكَمِ الآياتِ، وبأميرِ المؤمنينَ عليّ بن أبي طالب الذي اختَرتَه لِمُؤاخاتِه ووصيَّته، واصْطَفَيْتَهُ لِمُصافاتِهِ ومُصاهَرَتِهِ، وبِصاحبِ الزَّمان المهديِّ الذي تُجْمَعُ على طاعتِه الآراء المتفرِّقة، وتؤلِّفُ بِهِ بينَ الأهْواءِ المُختلِفةِ، وتَسْتَخْلِصُ به حُقوقَ أوليائِكَ، وتَنْتَقِمُ بِه مِن شرِّ [شرار] أعدائِكَ، وتَمْلأُ به الأرضَ عدلاً وإحساناً، وتُوَسِّعُ على العِباد بِظُهورِهِ فضلاً وامتناناً، وتُعيدُ الحقَّ إلى مَكانِهِ عزيزاً حميداً، وتُرجِعُ الدِّينَ على يدَيْه غضَّاً جديداً، أنْ تُصلِّي على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، فقد اسْتَشْفَعتُ بهم إليك، وقدَّمتُهم أمامي وبين يدَيْ حوائجي وأنْ تُوزِعَني شُكْرَ نِعمَتِكَ في التَّوفيقِ لِمَعرِفَتِهِ والهِدايةِ إلى طاعَتِهِ، وتَزيدَني قُوَّةً في التَّمَسُّكِ بِعِصمَتِهِ، والإقتداءِ بِسُنَّتِهِ، والكَوْنِ في زُمْرَتِهِ إنَّكَ سَميعُ الدُّعاء بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحمينَ».
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.