لبسَ الإسلامُ أبرادَ السّوادِ
|
يومَ أَردى
المُرتضى سيفُ المُرادي
|
ليلةٌ ما أَصبحَت إلّا وقد
|
غَلبَ الغيُّ على أمرِ الرّشادِ
|
والصّلاحُ انخَفَضَت أَعلامُهُ
|
وغَدَت تُرفَعُ أعلامُ الفَسادِ
|
ما رَعَى الغادِرُ شهرَ اللهِ في
|
حُجّةِ اللهِ على كلِّ العِبادِ
|
وبِبَيتِ اللهِ قد جدَّلهُ
|
ساجِداً يَنشِجُ من خَوفِ المَعادِ
|
يا ليالٍ أنزَلَ اللهُ بِها
|
سوَرَ الذِّكرِ على أَكرَمِ هادي
|
مُحِيَت فيكَ على رغمِ العُلى
|
آيةٌ في فضلِها الذِّكرُ يُنادي
|
قتلوه وهْو في مِحرابه
|
طاويَ الأحشاءِ عن ماءٍ وزادِ
|
سَلْ بِعينَيهِ الدُّجَى هل جَفَّتا
|
عن بُكاً أو ذاقَتا طَعْمَ الرُّقادِ؟
|
وسَلِ الأنجُمَ هل أَبْصَرنَهُ
|
ليلةً مُضطجعاً
فوق الوسادِ؟
|
وسَلِ الصُّبحَ هل صادَفَهُ
|
مَلَّ مِن نَوحٍ مُذيبٍ للجَمادِ؟
|
عاقِرُ النّاقةِ مع شقْوَتِهِ
|
لَيسَ بِالأشقَى مِن الرِّجسِ المُرادي
|
فلَقد عَمَّمَ بِالسَّيفِ فَتى
|
عَمَّ خَلْقَ اللهِ طُرّاً بِالأيادي
|
فبَكَتْهُ الإنسُ والجِنُّ معاً
|
وطيورُ الجوِّ معْ وَحشِ البَوادي
|
وبَكاهُ المَلأُ الأعلى دَماً
|
وغَدَا جِبريلُ بالوَيلِ يُنادي
|
هُدِمَت والله أركانُ الهُدى
|
حيثُ لا مِن مُنذِرٍ فينا وهادي
|