تاريخ
رأس الحسين «الإمام السِّبط الشهيد» بمصر
هو في تابوتِ فضَّةٍ مدفونٍ تحت الأرض، قد بُنِي عليه بُنيانٌ حفيل يَقصُر الوَصْفُ عنه ولا يُحيط الإدراك به، مُجلَّلٌ بأنواع الدِّيباج ".." والمدخلُ إلى هذه الروضة على مسجدٍ على مثالها في التأنُّق والغرابة ".." ومن أعجب ما شاهدناه في دخولنا إلى هذا المسجد المبارك؛ حجرٌ موضوع في الجدار الذي يستقبلُه الداخل، شديدُ السَّواد والبصيص، يصفُ الأشخاصَ كلَّها كأنّه المرآة الهنديّة الحديثة الصَّقل، وشاهدْنا من استلام الناس للقبر المبارَك، وإحداقهم به وانكبابِهم عليه، وتَمَسُّحِهم بالكِسْوة التي عليه، وطوافِهم حولَه مزدحمين داعين باكين متوسِّلين إلى الله سبحانه وتعالى ببركة التربة المقدَّسة، ومُتضرِّعين بما يُذيب الأكباد، ويَصدعُ الجماد، والأمرُ فيه أَعظمُ ومرأى الحالِ أهوَل، نفعَنا الله ببركة ذلك المشهد الكريم، وإنّما وقع الإلماع بنبذة من صفته مستدِلّاً على ما وراء ذلك، إذ لا ينبغي لعاقل أن يتصدَّى لوصفه لأنّه يقف موقف التقصير والعجز، وبالجملة فما أظنّ في الوجود كلّه مصنعاً أحفل منه، ولا مرأىً من البناء أعجبُ ولا أبدع، قدَّس اللهُ العضوَ الكريم الذي فيه بِمَنِّه وكَرَمه.
(إبن جبير المُتوفّى 614 في رحلتِه، ص 12)
بلدان
مَرْو الشّاهْجَان
مَرْو الشّاهْجَان: هذه مرو العُظمى، أشهر مُدن خراسان وقصبتها. نصّ عليه الحاكم أبو عبدالله في (تاريخ نيسابور) مع كونه ألّف كتابه في فضائل نيسابور، إلّا أنّه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة.
والنسبة إليها: «مَرْوِزِي» على غير قياس، والثّوب: «مَرْوِي» على القياس. وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخاً، ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخاً، وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخاً، [و] اثنان وعشرون منزلاً.
أمّا لفظُ «مَرو» [يعني] بالعربية الحجارةَ البيض التي يُقتدح بها، إلّا أنّ هذا عربيّ، و«مرو» ما زالت عجميّة، ثمّ لم أرَ بها من هذه الحجارة شيئاً البتّة.
وأمّا الـ «شّاهْجَان» فهي فارسيّة معناها: نَفْسُ السُّلطان، لأنّ الـ «جان» هي النّفْس أو الرّوح والـ «شاه» هو السّلطان، سُمّيت بذلك لجلالتها عندهم. (معجم البلدان، الحَموي)