تهاوى القدسُ أم هُدِم البقيعُ
تسبّح باسمِه الدنيا ويصحو
ليمتشقَ الصباحَ قريرَ نصرٍ
قبابُك يا بقيعُ على شفيفٍ
تُقدّسُك الصلاةُ .. وأيّ طودٍ؟
وتزرع تُربَك الأملاكُ حتّى
يُقبّل تربةَ الزهراء أرضاً
كأنّ على رُبى الأطلال فجراً
كأن على كَثيب الرمل روحاً
فيعلو المسجد الأقصى شموخاً
منارتُك التي هُدّت ببَغيٍ
ستحيا للدعاء قِبابُ طهرٍ
ويلتفّ الحجيجُ طَوافَ ألفٍ
سَيُورِقُ غُصنُ جعفرَ عن قريبٍ
فكلّ سحابة للأرض تبقى
على أعتاب قُدسك سوف نبقى
على رَعف الجِراح يخُبّ جرحٌ
أقمنا العمرَ جسراً في خطاهم
نبيتُ على قذى وطنٍ، حَيِينا
ونمضغ صبرَنا علّ الليالي
فتأبى نخوةُ الإقصاء حقّاً
نموت على الجراح رؤىً، وحبّاً |
فحقُ اللهِ باقٍ لا يضيعُ
على خفقانِه الأملُ الصريعُ
تُعانق قُبّة الحسنِ الشموعُ
تهشُّ له المآذن والدموعُ
يرفّ على حجارتِه الركوعُ
تجلّى في خرابتك الخشوعُ؟
ويُسفِر من كرامتها الربيعُ
يُلوّح بابتسامته الشفيعُ
تُعمّر ما تَغَبّشَه القطيعُ
ويسمو في معارجه البقيعُ
مغوليٍّ .. سيُشرقها الطلوعُ
من السجّاد قدّسها «يسوعُ»
لباقر علمِ طه، والجموعُ
وتنبتُ من جوامعِه الفروعُ
وكلّ هشاشة زبدٌ وَضِيعُ
تشبّث بالشيوخ لنا رضيعُ
ويقفو إثرَ مُوجعةٍ نجيعُ
ودونَ خطاهمُ انقطعَ الرجوعُ
تُسافر في حمايته الضلوعُ
تؤوب ولا يؤوب لنا قطوعُ
ونأبى أن يُداف لنا رقيعُ
وتحيا في مرابعِنا البقيعُ؟ |