عريضة لمناهضة التطبيع التربوي
من إنجازات «حملة المقاطعة» و«اللقاء الوطني»
تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، تنتشر «عريضة تربوية» لمناهضة أشكال التطبيع مع العدو «الإسرائيلي»، بين المعلمين والأساتذة وروابطهم ونقاباتهم، سيتم تسليمها لاحقاً لوزير التربية.
العريضة من تصميم اللجنة التربوية، المولودة من رحم حملة «مقاطعة داعمي إسرائيل» و«اللقاء الوطني ضد التطبيع» في لبنان، تماشياً مع تطوّر العمل باتجاه صون الوعي الجمعي للبنانيين في مجال مقاومة التطبيع الاقتصادي والثقافي والفني... والتربوي. وهي أيضاً أحد نشاطات اللجنة التي نظمت العام الماضي مسابقة لتلامذة مدارس بعلبك عن الروائي الفلسطيني غسان كنفاني، وتعتزم هذا العام إطلاق مسابقة مدرسية مماثلة عن الفنان الفلسطيني ناجي العلي.
وتطالب العريضة بأن تجمع مناهج التعليم العام المزمع تطويرها، ومشاريع التطوير التربوي العناصر الضرورية لمقاومة العدو الصهيوني، لكون هذه المناهج والمشاريع جزءاً من عملية تربوية موجّهة تشرف عليها السلطة السياسية وتعكس توقعاتها.
ففي المناهج، يشدّد المنظمون على إيلاء «محور القضية الفلسطينية» الأهمية القصوى، ولحظِه في التقويم، لا سيّما في الامتحانات الرسمية، وعدم شمول «التخفيف» (الذي يطاول دروس منهج التربية الوطنية والتنشئة المدنية) الدروس المتعلّقة بوعي الخطر الصهيوني على لبنان، ومطامع «إسرائيل» واعتداءاتها المتكررة، ومتابعة تطبيق القرارات والتعاميم التي تنص على منع ما تحتويه الكتب (اللبنانية والمستوردة) من إشارة إلى «إسرائيل» بالاسم، لا سيّما في خرائط كتب الجغرافيا.
وفي مشاريع التطوير، تدعو حملة المقاطعة واللقاء الوطني إلى التوسّع في التطرّق إلى سيرورة الصراع العربي ــــ «الإسرائيلي» لتشمل كلّ مراحله ومستجداته، فضلاً عن نضال حركات المقاومة وجهود حركات المقاطعة ومقاومة التطبيع. وتحثّ على توجيه برنامج خدمة المجتمع نحو الأنشطة المتعلّقة بالتزام الأجيال مناصرة قضية تحرير فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة، ودعوة الجهات المختصة من مقرّرين، وفاعلين، وتربويين، وأولياء أمور تلامذة إلى إنشاء لجنة لمتابعة المطالبات وتقصّي الخروق.
وكانت الحملة صوّبت في وقت سابق على موضوعين هما: اعتماد كتب تتضمّن كلمة «إسرائيل» بدلاً من فلسطين، وتزوير التاريخ في ما خصّ القضية الفلسطينية في الكتب المدرسية. يومها، تبنّت تعميم وزير التربية مروان حمادة الرقم 49/3/2017 الذي طلب من المدارس عدم اعتماد هذه الكتب، مطالبة إياه بالتشديد على تطبيق التعميم في كلّ المدارس، وإن كان بعض هذه الكتب يستورد بهدف اجتياز امتحانات البكالوريا الفرنسية، أو البكالوريا الدولية. ونبهّت إلى أنّ الأسواق تحتوي العديد من الموسوعات التي تتناول الشؤون السياسية والاجتماعية والأنثروبولوجية والتاريخية في منطقتنا، وبعض هذه الموسوعات يأتي على ذكر «إسرائيل» بأشكالٍ مختلفة.
ولمّا كانت هذه الموسوعات تشكّل مصدراّ مهمّاً للمعرفة، ولا يجوز الاستغناء عنها، فإنّ الحملة ناشدت القيّمين على المكتبات التي تبيع مثل هذه الموسوعات وضع ملصقٍ توضيحيّ على أول صفحة، ينصُّ وبشكلٍ صريح على «أنّنا في لبنان لا نوافق على ذكر إسرائيل كإحدى دول المنطقة وأنّنا لا زلنا في حالة عداء تامّ معها». كما ناشدت ضرورة لصق إشارة توضيحية على أطلس جغرافيا يظهر خرائط مختلفة للمنطقة تذكر «إسرائيل» كإحدى دول المنطقة، مطالبة جهاز الأمن العام بفرض لصق هذه الرسالة التوضيحية على أصحاب المكتبات ودور النشر والتوزيع.
___________________________
جريدة «الأخبار»، الاثنين 17 أيلول 2018