حِكم

من وصايا لقمان الحكيم

من يَضعُفْ يقينُه يَضعُفْ عملُه

• يا بنيّ، أَكثِرْ من قول: ربِّ اغفر لي، فإنَّ للهِ ساعةً لا يُرَدُّ فيها سائلٌ.
• يا بنيّ، إنّ العَملَ لا يُستطاعُ إلّا باليقين، ومن يَضْعُفْ يقينُه يَضْعُفْ عملُه.
• يا بنيّ، إذا جاءكَ الشيطانُ من قِبل الشّكّ والرّيبة فاغلبْهُ باليقين، وإذا جاءَكَ من قِبل السّآمةِ فاغلبْهُ بِذِكرِ القبرِ والقيامة، وإذا جاءك من قِبل الرّغبةِ والرّهبةِ فأخبره أنّ الدّنيا مفارقةٌ متروكة.
• يا بنيّ، لا تأكل شبعاً على شبعٍ، فإنّك إن تُلْقِهِ للكلبِ خيرٌ من أنْ تأكله.
• يا بنيّ، لا تؤخِّرِ التوبةَ فإنَّ الموتَ يأتي بَغتة.
• يا بنيّ، اِتَّقِ الله، ولا تُرِ النّاس أنّك تخشى الله! ليُكرموك بذلك، وقلبُك فاجر.
• يا بنيّ، اِخترِ المجالس على عينك، فإذا رأيتَ المجلس يُذكرُ الله عزّ وجلّ فيه فاجلس معهم، فإنّك إنْ تكُ عالماً ينفعْك علمُك، وإنْ تكُ عَيِيَّاً يُعَلِّموك، وإنْ يَطَّلِعِ اللهُ عزّ وجلّ إليهم برحمةٍ تُصِبْكَ معهم».

(الديلمي، إرشاد القلوب)

لغة

جنن

* جَنَّهُ اللَّيْلُ يَجُنُّه جَنًّا، وجَنَّ عليه كَذلِكَ، جَنًّا وجُنوناً، وكَذلِكَ أَجَنَّهُ اللَّيْلُ: أَي سَتَرَهُ، وهذا أَصْلُ المعْنَى.

* قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عن الحاسّةِ؛ ﴿فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً..﴾. (الأنعام:76)

* وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ له ما يُجِنُّهُ، كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.

* وكُلُّ ما سُتِرَ عَنْكَ: فقد جُنَّ عَنْكَ، بالضَّمِّ.

* وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ، بالضَّمِ، وجَنانُهُ، بالفتْحِ: ظُلْمَتُهُ أَو شِدَّتُها. وقيلَ: اخْتلاطُ ظَلامِهِ لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.

* والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ؛ سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت. وأَيْضاً: المَيِّتُ لكَوْنِه مَسْتُوراً فيه، فهو فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ. وأَيْضاً: الكَفَنُ لأَنَّه يُجِنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه. * وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.

* والجَنانُ: القَلْبُ. يقالُ: ما يستقرُّ جَنانُه مِن الفَزَعِ.

* ورُبَّما سُمِّي الرُّوحُ جَناناً لأنَّ الجِسْمِ يُجِنُّه. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، ج أَجْنانٌ....

(الزبيدي، تاج العروس: 18/114، مختصر)