‏

حديث «سيّد الشهداء» في خطٍّ من «ياقوت»

ــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»ــــــــــــــــ

الصورة المرفقة بالنصّ، من مقتنيات «مركز الفقيه العاملي للتراث»، وهي إحدى صفحات كتاب (أسرار الحكماء)، وتتضمّن حديثين مرويَّين عن سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام؛ بخطّ مؤلّف الكتاب ياقوت الرّومي المستعصمي، المتوفّى سنة 698 هجرية.

ورد في المتن:

«وقال الحسين عليه السلام: إِذا سَمِعْتَ أَحَداً يَتَناوَلُ أَعْراضَ النّاس فَاجْتَهِدْ أَنْ لا يَعْرِفَكَ، فَإِنَّ أَشْقَى الأَعْراضِ بِهِ مَعارِفُهُ».

[الشهيد الأول، الدرّة الباهرة: ص 22]

«وقال عليه السلام: لا تَتَكَلَّفْ ما لا تُطيقُ، وَلا تَتَعَرَّضْ لِما لا تُدْرِكُ، وَلا تَعِدْ بِما لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا تُنْفِقْ إلّا بِقَدَرِ ما تَسْتَفيدُ، وَلا تَطْلُبْ مِنَ الْجَزاءِ إلّا بِقَدَرِ ما صَنَعْتَ، وَلا تَفْرَحْ إِلّا بِما نِلْتَ مِنْ طاعَةِ اللهِ تَعالى، وَلا تَتَناوَلْ إلّا ما رَأَيْتَ نَفْسَكَ لَهُ أَهْلاً».

[أعيان الشيعة:1/621 نقلاً عن أسرار الحكماء لياقوت المستعصمي]

وياقوت المستعصمي، أو جمال الدين أبو المجد ياقوت بن عبد الله الرومي، الملقّب بـ«قِبْلَة الكُتّاب»، من مشاهير أعلام الخطّ العربيّ، وكاتب وأديب من أهل بغداد، روميّ الأصل، من مماليك المستعصم بالله آخر الملوك العباسيّين.

عاش في «دار الخلافة» حتى اجتاح المغول بغداد وقتلوا سيّده (656 هجرية = 1258م) فلجأ إلى مئذنة أنقذته من القتل، ثمّ ما لبث أن نال حظوة عند رئيس ديوان الممالك من قِبل هولاكو، الذي عيّنه خازنًا في «دار الكتب المستنصرية».

له عدّة مؤلفات، أهمّها رسالته في الخطّ، (أسرار الحكماء)، ونسخ عددًا كبيرًا من الكتب والمصاحف.

الحثّ على العناية بالكتابة والخطّ

يستحبّ لمَن باشر الكتابة لتحرير عقد أو سوى ذلك استعمال ما قُرّر للكاتب من الآداب. وفي (خصال) الصدوق، عن الإمام الصادق، عن آبائه، عليهم السلام، عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، أنّه كتب إلى عمّاله: «أَدِقُّوا أقلامَكُم، وقارِبُوا بَينَ سُطُورِكُم، واحْذُفُوا عنّي فُضولَكُم، واقْتَصِدُوا قَصْدَ المَعانِي، وإيّاكُم والإِكثار، فإنَّ أمْوالَ المُسلِمينَ لا تَحتَمِلُ الإضرارَ».

وفي (نهج البلاغة) عنه عليه السلام أنّه قال لكاتبه عبد اللَّه بن أبي رافع:

«أَلِقْ دَوَاتَكَ، وأَطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ، وفَرِّجْ بَينَ السُّطُورِ، وقَرْمِطْ بَينَ الحُرُوفِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الخَطِّ».

[جِلْفة القلم: هيئة فتحة القلم التي يُستمدّ بها المداد. والقرمطة في الكتابة: الدقّة فيها]