الكتاب: «خوف: ترامب في البيت الأبيض»
Fear: Trump In The White House
المؤلّف: بوب وودورد
الناشر: «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، بيروت 2018
منذ تفجيره لفضيحة «ووترغيت» التي جعلته من أشهر الصحفيّين في العالم، بدأ «بوب وودورد» يكتب عن الرؤساء الأميركيين.
يقدّم «وودورد» في كتابه الأخير (خوف: ترامب في البيت الأبيض)، الصادر حديثاً عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» في بيروت، نموذجاً عن عقلية الرئيس الأميركي الجنونية بقوله: «كانت الولايات المتحدة عام 2017، مقيّدة بكلمات وأفعال قائد انفعالي هائج، وزئبقي بمزاج متقلّب، لا يمكن التنبّؤ بما يمكن له أن يرتكب من أفعال. وقد اجتمع أعضاء من طاقمه، على عرقلة نزواته التي كانوا يعتقدون أنّها الأخطر، وتجميدها».
ثمّ يُسهب في سرد ما حدث مع المستشار الأعلى لترامب في الشؤون الاقتصادية «غاري كوهن»، حيث تقدّم بحذر نحو الطاولة في المكتب الرئاسي، والتي كانت تعلوها مسوّدة رسالة من صفحة واحدة موجّهة من ترامب إلى رئيس كوريا الجنوبية، تنهي إتفاقية التجارة الحرّة «كوروس» بين البلدين.
ويشرح «وودورد» أهمّية هذه المعاهدة بالنسبة للولايات المتحدة، فواشنطن قد نشرت في كوريا الجنوبية قوات عسكرية قوامها 30 ألف، يعملون على برنامج «ساس» السريّ، والذي يُتيح فكّ تشفير معلومات استخبارية معقّدة.
يمكّن هذا البرنامج الولايات المتحدة من رصد إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من كوريا الشمالية خلال سبع ثوان، ما يمنح الجيش الأميركي الوقت الكافي لإسقاطه. وبالتالي، يمثّل الوجود الأميركي في كوريا الجنوبية جوهر الأمن القومي، من وجهة نظر المؤلّف.
لأجل ذلك، لم يكن أمام كوهن بدّاً من الاستعانة بوزير الدفاع ماتيس، الصوت الأكثر تأثيراً على ترامب، لإقناعه بخطورة إنهاء إتفاقية «كوروس»، وقد لبّى ماتيس طلب زميله، وحضر إلى «البيت الأبيض» مخاطباً ترامب: «سيّدي الرئيس، إنّ كيم جونغ أون يمثّل أكبر تهديد فوري لأمننا القومي. ونحن بحاجة إلى كوريا الجنوبية كحليف. لذا أرجوك ألّا تنسحب من الاتفاقية».
خلسةً، أخذ كوهن مسودّة الرسالة عن سطح المكتب ووضعها في ملفّ أزرق يحمل عبارة «للحفظ». وفي وقت لاحق، يخبر كوهن أحد أصدقائه: «سرقتها من مكتبه، لم أكن لأدعه يراها. لن يرى قط تلك الوثيقة. كان عليّ حماية البلد».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: الميادين نت (محمّد علي فقيه)