بصائر

بصائر

منذ أسبوع

لولا أمّها الزهراء... سادتْ نساءَ الَعالمين...

 

 

لولا أمّها الزهراء... سادتْ نساءَ الَعالمين...

عقيلة الوحي زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام

  • إعداد: «شعائر»

 

الفرعُ على منهاج الأصل

«زينب الكبرى بنت مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وتُعرف بـ(العقيلة)، وفضلُها أشهر من أن يُذكر، وأبيَن من أن يُسطَر. وتَعلم جلالةَ شأنها، وعلوّ مكانها، وقوّة حجّتها، ورَجاحة عقلها، وثبات جَنانها، وفصاحة لسانها، وبلاغة مقالها، من خُطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد، بما فحمهما حتّى لجآ إلى الشماتة والسّباب، الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجّة.

وليس عجيباً من زينب أن تكون كذلك، وهي فرع من فروع الشجرة الطيبة النبويّة، والأرومة الهاشميّة؛ جدّها الرسول، وأبوها الوصيّ، وأمّها البتول، وأخواها لأبيها وأمّها الحسنان، ولا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله...

وكان لزينب في وقعة الطفّ المكان البارز في جميع الحالات والمواطن. والذي يلفت النظر أنّها في ذلك الوقت كانت متزوّجة بعبد الله بن جعفر، فاختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها، وزوجُها راضٍ بذلك مبتهجٌ به، وقد أمر ولدَيه بلزوم خالهما والجهاد بين يديه، ففعلا حتّى قُتلا. وحقّ لها ذلك، فمَن كان لها أخٌ مثل الحسين عليه السلام، وهي بهذا الكمال الفائق، لا يُستغرب منها تقديم أخيها على بعلها».

(أعيان الشيعة: 7/137 فما بعد)

 

تالية الصدّيقة الكبرى

زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام، كنيتها أمّ الحسن، تروي عن أمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعن أبيها وأخويها الإمامين الحسنين عليهم جميعاً سلام الله.

ممّن روى عنها ابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وفاطمة بنت الحسين الصغرى، وغيرهم. وروى ابن عباس عنها كلام مولاتنا فاطمة عليها السلام في «فدَك»، فقال: «حدَّثتني عقيلتنا -أي سيّدتنا- زينب بنت عليّ عليها السلام...»، الخبر.

وروى الإمام السجّاد عليه السلام عنها، عن أمّها فاطمة الزهراء عليهما السلام ما يتعلّق بولادة  الإمام الحسين عليه السلام، وقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «خُذيه يا فاطمة، فإنّه الإمامُ وأبو الأئمة؛ تسعةٌ من صٌلبِه أئمّةٌ أبرار، والتاسِعُ قائمُهم».

 

 

من كراماتها الموثّقة

نقل المحدّث الشيخ حسين الطبرسي رحمه الله، في كتابه (دار السلام)، قال: «حدّثني السيّد محمّد باقر السلطان آبادي (من تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري، وأحد مقرّري دروسه)، قال: عرض لي في أيام شغلي ببروجرد مرضٌ شديد، فرجعت من بروجرد إلى سلطان آباد، فاشتدّ بي المرض بسبب هذه الحركة، ورمدتُ رمداً شديداً، وكان الوجع يمنعني من النوم، فأحضر والدي أطبّاء البلد للعلاج، فضاق صَدري وكثُر همِّي لِكثرة ما كنتُ شربتُ من الدواء في تلك المدّة، وكان لي أخٌ صالح تقيّ أراد السفر إلى المشاهد المعظمة، فقلت له: أُصاحبكَ للتشرّف بتلكَ الأعتاب الطاهرة، لعلّي أمسح عيني بترابها الّذي هو دواء لكلّ داء، فلمّا بلغ الأطبّاء عزمي على السفر قالوا: إنّ بصره يذهب في أول منزل أو في ثاني منزل... وكان رجل من الأخيار قد سمع قصّتي، فحرّضني على الزيارة، وقال لي:... لا تلتفت إلى خرافات الأطبّاء، وامضِ إلى الزيارة متوكّلاً على الله تعالى.

فعزمتُ على السفر، فلمّا كنّا في المنزل الثاني من سفرنا اشتدّ بي المرض ليلاً ولم استقرّ من وجع العين... فلمّا كان وقت السحر وسكن الوجع قليلاً، رقدتُ فرأيت الصّديقة الصغرى بنت إمام الأتقياء عليه آلاف التحيّة و الثناء، فدخَلتْ عليَّ وأخذَتْ بطرف مقنعةٍ كانت في رأسها وأدخلتْهُ في عيني، ومسحَتْ عينّي به، فانتبهتُ من منامي وأنا لم أجد للوجع أثراً في عيني.

فلمّا أصبح الصباح قلت لأصحابي: إنّي لم أجد اليوم ألماً في عيني فلا تمنعوني من السفر. فلمّا أخذنا في السَّير، رفعت المنديل الذي كان على عيني المريضة، ونظرتُ إلى البيداء وإلى الجبال فلم أرَ فرقاً بين عيني اليمنى الصحيحة واليسرى المريضة، فناديتُ أحد الرفقاء لينظر إلى عيني، فقال: سبحان الله لا أرى في عينيك رمداً ولا بياضاً ولا أثراً من المرض، فوقفتُ وناديت الزائرين جميعاً، وقصصتُ لهم رؤيايَ وكرامة الصدّيقة الصغرى زينب سلام الله عليها... وأرسلتُ البشائر إلى والدي...».

وختم المحدّث الطبرسي بالقول: «وحدثني بتلك الكرامة شيخنا الجليل النبيل...المولى فتح علي السلطان آبادي، قال: إنه شاهد هذه الحكاية بنفسه».

والمولى فتح علي، من تلامذة المجدّد الشيرازي، لازمه في سامرّاء. وفي (طبقات الفقهاء للسّبحاني): «كان في غاية الزهد والورع، دائمَ الذِّكر».

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

منذ أسبوع

إصدارات

نفحات