نالَ ما نال الواقفون بعرفة
من صلوات شهر ذي الحجّة
يحفل هذا الشهر الحرام بمناسبات عظيمة الشأن، وهي من النفحات الإلهيّة التي لا بدّ للمؤمن أن يتعرّض لها، ولا يعرض عنها.
ما يلي، صلوات ورد الحثّ على استحباب الإتيان بها في أوقات مخصوصة من الشهر، بدءاً من الليلة الأولى، مروراً بيوم عرفة، وآخرها صلاة اليوم الأخير من العام الهجريّ.
صلاة السيّدة الزهراء عليها السلام
يستحبّ صلاتان في اليوم الأوّل:
* صلاة فاطمة الزهراء عليها السلام، وهي أربع ركعات بـ(الحمد) مرّة وخمسين مرّة (قل هو الله أحد)، ويسبّح عقيبها بتسبيح الزَّهراء عليها السلام، ويقول: « سبحانَ اللهِ ذي العزِّ الشَّامِخِ المُنيفِ، سُبحانَ اللهِ ذي الجلالِ الباذِخِ العظيمِ، سبحانَ اللهِ ذي المُلْكِ الفاخرِ القديمِ، سُبحانَ مَنْ يَرَى أَثَرَ النَّملةِ في الصَّفا، سبحانَ مَنْ يَرَى وَقْعَ الطَّيْرِ في الهَواءِ، سُبحانَ مَنْ هُوَ هكذا وَلا هكذا غَيْرُهُ ».
* صلاة ركعتين قبل الزّوال بنصف السّاعة، في كلّ ركعة الحمد مرّة، و(قل هو الله أحد) وآية الكرسي و(إنّا أنزلناه) كلٌّ منها عشر مرّات.
(الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد: ص 671)
صلاة الليالي العشر الأوائل
يستحبّ في هذه الليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجّة صلاة ركعتين بين المغرب والعشاء، تقرأ في كلّ ركعة منهما (فاتحة) الكتاب و(التَّوحيد)، وقوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ الأعراف:142، وإذا فعلتَ هذا شاركتَ الحاجّ في ثوابهم وإن لم تحجّ، كما في الرواية عن الإمام الصَّادق عليه السلام.
(السيّد ابن طاوس، إقبال الأعمال: 2/36)
يوم عرفة
صلاة ركعتين بعد صلاة العصر وقبل الشُّروع بتلاوة الأدعية، في الأولى بعد (الحَمد) سورة (التّوحيد)، وفي الثانية بعد (الحمد) سورة (قل يا أيُّها الكافرون): رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام: « مَن صلّى يوم عرفة قبل أن يَخرج إلى الدُّعاء ".." ويكون بارزاً تحت السَّماء ركعتين، واعترف لله عزَّ وجلَّ بذنوبه وأقرَّ له بخطاياه، نالَ ما نال الواقفون بعرفة من الفوز، وغفر له ما تَقدَّم من ذنبه وما تأخّر ».
(الحرّ العاملي، وسائل الشيعة: 8/183)
اليوم الأخير من الشهر
يستحبّ صلاة ركعتين في كلّ ركعة (الحمد) مرّة و(التوحيد) وآية (الكرسي) عشراً عشراً، ثمَّ يدعو ويقول: « اللَّهُمَّ ما عَمِلْتُ فِي هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنِي عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ، وَنَسَيْتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ، وَدَعَوْتَنِي إِلى التَّوْبَةِ بَعدَ اجْتِرائِي عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لِي، وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنِّي، وَلا تَقْطَعْ رَجائِي مِنْكَ يا كَرِيمُ ».
فإذا قال العبدُ ذلك، قال الشّيطان: يا ويلي ما تعبتُ فيه هذه السَّنة هَدَمَهُ أجَمع بهذه الكلمات، وشهدتْ له السَّنةُ الماضية أنَّه قد خَتَمها بِخَير.
(السيّد ابن طاوس، إقبال الأعمال: 2/380)