سأكتُبُ لكَ أشياء>..>فاستَعِنْ بها
رسالة من> >السيِّد> >العارف علي القاضي الطباطبائي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد>:> شعائر ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيِّد علي القاضي الطباطبائي، عارفٌ وفيلسوفٌ وأُستاذُ أخلاق في حوزة النجف الأشرف العلميَّة.
تتلمذ على يده العديد من العلماء: السيِّد محمد حسين الطباطبائي والسيِّد هاشم الموسوي الحدَّاد، والشيخ محمد تقي بهجت. له مؤلَّفات عديدة منها: تفسير القرآن الكريم، وقصائد شعريَّة باللغة العربيَّة والفارسيَّة. توفيَ سنة 1366ه ودُفن في مقبرة وادي السلام.
اتبع السيِّد القاضي بطريقته العرفانيَّة طريقة الملاَّ حسين قُلي الهمداني، ونُقل أنَّ له كرامات عديدة.
كان السيِّد القاضي يحثّ تلامذته على قراءة القرآن بتدبُّر، والمحافظة على الصلوات في أوائل أوقاتها، وكان يؤكِّد كثيراً على الاهتمام بصلاة الليل، ويوصي بالثبات والاستمرار في طريق تزكية النفس...من الوصايا اخترنا رسالة إلى أحد أصحابه في السلوك والتي نشرها موقع آية الله السيِّد العارف علي القاضي الطباطبائي.
مُفتاح سَعادة الدنيا والآخرة
بعد حمد الله جلَّ شأنه والصلاة والسلام على رسوله وآله، حضرة السيِّد:
إنَّ (الغفلة) هي منشأ جميع الفساد النفسي والذي من جملته الوسواس وعدم الطمأنينة. وإنَّ أقلَّ مراتب الغفلة هو الغفلة عن الأوامر الإلهيَّة، وهناك مراتب للغفلة لا تصلون اليها إنْ شاء الله.
وسبب جميع الغفلات هو الغفلة عن الموت وتخيُّل البقاء في الدنيا. فإذا أردت الأمان من كلِّ خوف ووَسواس ففكِّر دائما في الموت والاستعداد للقاء الله تعالى. وهذا معدنٌ نفيس ومفتاح سعادة الدنيا والآخرة، إذن عليك التفكير بالأمور التي تمنعُك وتشغلُك إنْ كنت عاقلاً. لذلك سأكتُبُ لك عدَّة أشياء أخرى لعلَّك تَستعين بها:
-1بعد تصحيح التقليد أو الاجتهاد عليك بالرعاية الكاملة للفرائض الخمسَة وسائر الفرائض في أحسن أوقاتها.
-2اسعَ ليزداد خضوعَك وخشوعَك يوماً بعد يوم.
-3واظبْ على الإتيان بتسبيحة الصدِّيقة الطاهرة –صلوات الله عليها- بعد كلِّ صلاة.
-4عليكَ بالمواظبة على قراءة آية الكرسي بعد كلّ صلاة.
-5عليك بالاتيان بسجدة الشُّكر، وقراءة سورة (يس) بعد صلاة الصبح، وقراءة سورة الواقعة في الليل.
-6عليك بالمواظبة على الإتيان بالنوافل الليليَّة.
-7قراءة المسبِّحات: (سورة الحديد، وسورة الحشر، والصف، والجمعة، والتغابن) في كلّ ليلة قبل النوم.
-8عليك بقراءة المعوذتين في الشفع والوتر، والاستغفار سبعين مرّة فيها.
-9الاستغفار سبعين مرّة بعد صلاة العصر.
-10عليكَ بقراءة هذا الذكر بعد صلاتيْ الصبح والمغرب أو في الصباح والعشاء عشر مرات:
«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كلّ شيء قدير»، «أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم».
11- عليك بالاستمرار على هذه الأعمال لعلَّك تجد حالة روحيَّة فتكون طالباً للاستقامة إن شاء الله.
عليك بكتاب الحقّ ..لترقَى
كتب السيِّد آية الله علي القاضي (رحمه الله) رسالة الى السيِّد محمد حسن الإلهي الطباطبائي (وهو الأخ الأصغر للعلاَّمة الطباطبائي)، فيها بعض الوصايا منها:
1- لا تجعل للحديث (حديث النفس) إلى نفسك طريقاً.
2- اجعل الرفق شعاراً لك، (لعل الله يجعل لكَ مرفقاً).
3- إنَّ جميع الطرق منحصرة في التوسُّل بالأئمة الأطهار والتوجُّه الكامل نحو المَبدأ....
4- طريقتنا... هي طريقة العلماء والفقهاء مع الصدق والصفاء.
5- لا توكلنَّ أمرك إلى غيرِك واعملْ بنفسك.
6- دوام الحضور (أي استشعر أنَّك في محضر الله، يراقبك وينظُر إليك).
7- عليك أن لا تستعجل لأن الأَمر قَسْم مقدَّر سيأتيك ما ترضى وترقى.
8- وتوكَّل على الربِّ الكريم ألا ترى كفايَتَه مَن توكَّل واتَّقى.
9- عليكَ بكتاب الحقّ (القرآن) فاقرأه لتَرقى به حتى تلذَّذَ باللقاء.
10- وفي الصبْح فاسجد شاكراً ومسبحاً.
11- اترك الهمّ والغمّ والسرور وأمثال ذلك من الميول النفسيَّة.
زاوِل هذه الأعمال واستمر عليها وبالتدريج تعتاد عليها وتصبح ملكات أو أشباهها إن شاء الله تعالى.