طاعتُهم طاعةُ الله
عبد الرحمن بن كثير قال: «قلت لأبي عبد الله (الصادق) عليه السلام: ما عنى الله عزّ وجلّ بقوله ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾؟
قال: نزلت في النبيّ وأميرِ المؤمنين والحسنِ والحسينِ وفاطمة عليهم السلام، فلمّا قبَضَ الله عزّ وجلّ نبيَّه كان أميرُ المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين عليهم السلام، ثمّ وَقَع تأويل هذه الآية ﴿..وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ..﴾ وكان عليُّ بن الحسين عليهما السلام إماماً، ثمّ جرت في الأئمّة مِن وُلدِه الأوصياء عليهم السلام، فطاعتُهم طاعةُ الله، ومعصيتُهم معصيةُ الله عزّ وجلّ».
(علل الشرائع للشيخ الصدوق: 1/205)
ولو علِمَ أَنَّهم يَرتابون ما غيّبَ حُجّتَه
عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «أقربُ ما يَكونُ العِبادُ من الله جلَّ ذِكرُه، وأرضى ما يَكونُ عنهم إذا افتَقدوا حُجّةَ الله جلَّ وعزَّ، ولم يَظهر لهُم، ولم يَعلَموا مكانَه، وهُم في ذلكَ يَعلمونَ أنّه لم تَبطُل حُجّةُ الله جلَّ ذِكرُه، ولا ميثاقُه. فعندها فتوقَّعُوا الفرَجَ صباحاً ومساءً؛ فإنَّ أشدَّ ما يكونُ غضبُ الله على أعدائِه إذا افتَقَدوا حُجّتَه ولم يَظهَر لهم. وقد علِمَ أنّ أولياءَه لا يَرتابونَ، ولو علِمَ أنّهم يرتابونَ ما غَيَّبَ حجّتَه عنهم طرفةَ عينٍ، ولا يكونُ ذلكَ إلّا علَى رأسِ شِرارِ النّاسِ».
(الكافي للكليني: 1/333)
أدب المسجد
قال الإمام الصادق عليه السلام: «مَن أجابَ داعيَ الله وأحسَن عمارة مساجد الله، كان ثوابُه من الله الجنّة.
قيل: كيف يعمر مساجد الله؟
قال: لا تُرفع الأصوات، ولا يُخاض فيها بالباطل ولا يُشترى فيها ولا يُباع، واترُكِ اللَّغوَ ما دمْتَ فيها، فإنْ لم تفعلْ فلا تلومنّ يوم القيامة إلَّا نفسك».
(الحر العاملي، هداية الأمة: 2/190)
فالويلُ لِمَن استَحَبَّ العمى على الهُدى
محمّد بن أبي عمير، قال: «سألتُ أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، عن معنى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: (الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه).
فقال: الشقيّ مَن علِمَ اللهُ وهو في بطنِ أمّه أنّه سَيعمل أعمالَ الأشقياء، والسعيد مَن علِم اللُه وهو في بطنِ أمّه أنّه سَيعمل أعمالَ السّعداء.
قلت له: فما معنى قوله صلّى الله عليه وآله: (اِعمَلوا فكلٌّ مُيَسّرٌ لِما خَلَقَ الله)؟
فقال: إنّ اللهَ عزّ وجلّ خلَق الجِنَّ والإنسَ لِيَعبدوه، ولمْ يَخلقْهُم ليعصوه، وذلك قوله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون﴾، (الذاريات:56) فيَسّر كُلًّا لِما خُلِقَ له، فالويلُ لِمَن استَحَبَّ العمى على الهُدى».
(توحيد الصدوق: ص 356)