كتاب (تجلّيات روحانيّة) للعلّامة الجعفري
تفسير ومعايشة لدعاء الإمام الحسين عليه السلام في صحراء عرفات
الكتاب: تجلّيات روحانيّة: دعاء الإمام الحسين عليه السلام في صحراء عرفات – تفسير ومعايشة
المؤلّف: العلامة محمّد تقي الجعفري (ت: 1419 هجرية)
تعريب: عبد الرحمن العلوي
النّاشر: «مؤسسة الهدى»، طهران، 1428 هجرية
يقول العلّامة الشيخ محمّد تقي الجعفري رحمه الله، في مقدّمة كتابه، محورِ هذه القراءة:
«في نقطة من تلك الصحراء (صحراء عَرَفَات) الملَكوتيّة، وقف شخص يدعو؛ قلبه في المَلَكوت ويداه نحو السماء؛ إنّه الحسين بن عليّ عليهما السلام، العاشق الحقيقيّ لوجه الله ورضوانه، ورائد قافلة شهداء القِيَم السامية في عالَم الوجود.
إنّه يكشف للبشريّة في هذا الدّعاء عن طُرق الاتّصال بالأشعة الملَكوتيّة ضمن دائرة العلاقة الرباعية: علاقة الإنسان بنفسه، وبالله تعالى، وبعالم الوجود، وبالنوع الإنسانيّ».
الخصائص
يمتاز كتاب (تجلّيات روحانيّة) بخصائص عديدة، يمكن ذكر بعضها على النحو التالي:
أولاً: المؤلّف من العلماء الموسوعيّين، فإضافة إلى حصوله على درجة الاجتهاد وتدريسه للفقه والأصول، فإنّ لَهُ قراءات ومطالعات كثيرة وعميقة على مختلف الأصعدة العلميّة والفلسفيّة، ولَهُ ما يزيد على 80 مصنّفاً، منها: (ترجمة وتفسير نهج البلاغة) في 26 جزءاً.
ثانيا: الشرح الكلّي لدعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عَرَفَة، وإنْ كان شرحاً مختصراً وتغلب عليه الصفة الأدبية العرفانية، إلاّ أنهّ تمّ طرح العديد من المسائل العقائديّة والفلسفيّة والأخلاقيّة، في ثنايا الشرح.
المحتويات
جاء كتاب (تجلّيات روحانيّة) في 98 فصلاً، تناول كلّ فصل شرح فقرة من دعاء الإمام الحسين عليه السّلام في يوم عَرَفَة.
وفي أجواء ما يعانيه المسلمون في شرق الأرض وغربها، من اضطهاد وتعذيب وقتل، على يد الجبابرة والطواغيت، نقرأ في الفصل الثامن -وهو شرح لقول الإمام الحسين عليه السلام: «ولِلجَبابِرَة قامِعٌ»- ما يلي:
«يا رب، يا واحدُ، يا قهّار، استأصِلْ وجود الجبابرة والطواغيت من على وجه الأرض. فأنت تعلم أيّ حُجب يلقيها ظُلم هؤلاء الأشرار الزنادقة وعدوانهم على المبادئ والقيم الإنسانيّة العليا، فيحرمون الناس من التنعّم بهذه النعم الإلهيّة التي تقودهم نحو التكامل ... أيّها المُنتقم الحقيقي، وأيّها العادل المطلق، وأيّها القاضي الذي لا يخفى عليه ظُلم الظالمين وعدوان المعتدين، إثأرْ للمظلومين المستضعفين من المستبدّين السفّاحين، وأنزِلْ من بحر رحمتك الغيثَ على قلوب المعذّبين التي أضرم الظالمون فيها النار، وداعبْ بنسيم حنان ربوبيّتك أرواح هؤلاء المحرومين».
مسك الختام
إنّ دعاء الإمام الحسين عليه السّلام في يوم عَرَفَة، هو المنشور الثقافيّ لرحلة البشرية في ميدان الجهاد الأكبر، والذي تتوقّف عليه سلامةُ الجهاد الأصغر .