حاملُ الرّأس: أوْقِرْ رِكابي..
ورد في المصادر، أنّ «حاملَ الرأس» ارتجزَ بأبياته المشهورة في ثلاثة أماكن، في كربلاء، والكوفة، ودمشق، وأنَّ عاقبته كانت القتل.
قال الطبريّ: فأقبلَ سنان بن أنس حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثمّ نادى بأعلى صوته:
أوقِر ركابي فضةً وذهبا أنا قتلتُ الملك المُحَجبّا
قتلتُ خير الناس أمّاً وأبا وخيرَهم إذ ينسبون نسبا
فقال عمر بن سعد: أشهد أنّك لَمجنون ما صحوتَ قَطّ، أدخِلوه عليّ، فلما أُدخل حذفَه بالقضيب ثمّ قال: يا مجنون، أتتكلّم بهذا الكلام، أما واللهِ لو سمعَك ابنُ زياد لضرَبَ عنقَك.
وفي كتاب (مطالب السُّؤل)، و(كشف الغُمَّة): «أنّ حامل رأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد كان بشر بن مالك، فلمّا وضع الرأس بين يدَي عبيد الله بن زياد قال:
إملأ ركابي فضّةً وذهبا فقد قتلت الملِك المحجّبا
ومن يصلّي القبلتين في الصّبا وخيرَهم إذ يذكرون النَّسبا
قتلتُ خيرَ الناس أمّاً وأبا
فغضب عبيدُ الله من قوله ثمّ قال: إذ قد علمتَ أنّه كذلك فَلِمَ قتلتَه؟ واللهِ لا نلتَ منّي، وَلَأُلحقنّك به. ثمّ قدّمه وضربَ عنقَه».
• ومع اختلاف اسمِ حامل الرأس -كما تقدَّم- يقوى احتمالُ قتلِ حاملِ الرأس إلى يزيد، كما نجد في النص التالي الذي أوردَه العلّامة المجلسي في (البحار)-وغيره- نقلاً عن (الخرائج) لـ «القُطب الرَّاوندي» الذي أَوْردَه مُسنداً، في حديث طويل جاء فيه:
«.. وأُدخِل الرَّأس إلى يزيد، وابتدرَ قاتلُ الحسين إلى يزيد فقال:
إملأْ ركابي فضَّة أو ذهبا إني قتلت الملك المحجَّبا
قتلتُ خير الناس أمّاً وأبا
فأمر يزيد بقتله، وقال: (إنْ) علمتَ أنّ حسيناً خيرُ الناس أُمَّاً وأباً، فِلمَ قتلتَه".."؟».