رأسُ الحسين عليه السلام في مجلسِ يزيد
* روى «ابن شهراشُوب» عن أبي مِخْنَف قال: «لمّا دُخل بالرّأس على يزيد كان للرّأس طِيبٌ قد فاحَ على كلّ طِيب».
* وعن (مرآة الزَّمان): «لمّا وُضِع الرّأس بين يدَي يزيد كان بالخضراء، فقَهقَه حتّى سمعَه مَن كان بالمسجد، ولمّا سمع صوت النوائح عليه أنشد:
يا صيحة تُحمد من صوائح ما أهوَن الموت على النوائح
ويُقال إنّه كبّر تكبيرة عظيمة!».
* قال ابن الأثير في (الكامل): «ثمّ أُدخل نساءُ الحسين عليه، فجعلت فاطمة وسكينة ابنتا الحسين تتطاولان لِتنظُرا إلى الرَّأس، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرّأس! فلمّا رأينَ الرّأس صِحْنَ، فصاحَ نساءُ يزيد، وَوَلْوَلَ بناتُ معاوية».
* وقال السيّد ابن طاوس في (اللهوف): «ثمّ وُضع رأس الحسين عليه السلام بين يدَيه، وأجلسَ النساء خلفَه لِئلّا ينظرنَ إليه».
يزيد يَنْكُتُ ثنايا الحسينعليه السلام: قد أخذْنا من عليٍّ ثارَنا
* إنّ هذا الفعل الفظيع ممّا تواترَ نقلُه حتّى عُدَّ من مسلّمات التاريخ، وأثبتَ كفرَ فاعلِه يزيد.
* قال أحمد بن أبي طاهر (م: 280 هجريّة): «لمّا كان من أمر أبي عبد الله الحسين بن عليٍّ عليهما السلام الذي كان، وانصرف عمرُ بن سعد -لعنه الله- بالنّسوة والبقيّة من آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، وَوَجّهَهُنّ إلى ابن زياد لعنه الله، فَوَجَّهَهُنّ هذا إلى يزيد -لعنه الله وغضبَ عليه- فلمّا مثلوا بين يدَيه أمر برأس الحسين عليه السلام فأُبرِز في طست، فجعل ينكتُ ثناياه بقضيبٍ في يده..».
وقال اليعقوبي: «ووُضِع الرّأس بين يدَي يزيد، فجعلَ يقرعُ ثناياه..».
أمّا «الخَوارِزْمِي» فقد قال: «ثمّ كشف يزيد عن ثنايا رأس الحسين بقضيبه ينكتُه به وأنشد ".." فقال بعضُ جلسائه: إرفع قضيبك، فَوَاللهِ ما أُحصي ما رأيتُ شفتَي محمّدٍ صلّى الله عليه وآله في مكان قضيبِك يقبّله! فأنشدَ يزيد:
يا غراب البين ما شئت فقل |
إنّما تندب أمراً قد فُعل |
كلّ مُلْكٍ ونعيمٍ زائلٌ |
وبناتُ الدَّهر يَلْعَبْنَ بكلّ |
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
جزع الخزرج من وقع الأسل |
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشلّ |
لست من خندف إن لم أنتقم |
من بني أحمد ما كان فعل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل |
قد أخذنا من عليّ ثارنا |
وقتلنا الفارس الليث البطل |
وقتلنا القرم من ساداتهم |
وعدلناه ببدرٍ فاعتدل. |