جبرئيل بين يدي الرّسول
الله، إنّي سمعتُه منه
___إعداد: «شعائر»___
وتستمرّ «شعائر» في رحلة البحث عن فرائد الفكرة والعِبرة. ما يلي، مختارات من كتاب (بحوث في تاريخ القرآن وعلومه) للسيّد مير محمّدي زرندي، و(تاريخ دمشق) لإبن عساكر، و(الإعتقادات في دين الإماميّة) للشيخ الصّدوق، و(شرح نهج البلاغة) لإبن أبي الحديد. |
في (البحار) للمحقّق المجلسي نقلاً عن الشيخ الصَّدوق في (عقائده) قوله: إعتقادنا في نزول الوحي من عند الله عزَّ وجلَّ: فأمّا جبرئيل عليه السلام فإنَّه كان لا يدخل على النّبي صلّى الله عليه وآله حتى يستأذنه إكراماً له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد. وقد أخذه من الرّوايات المصرّحة بذلك، مثل ما رواه في (علل الشرائع): عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان جبرئيل عليه السلام إذا أتى النّبي صلّى الله عليه وآله قعد بين يديه قعدة العبد، وكان لا يدخل حتّى يستأذنه. وفي (البحار) نقلاً عن (كمال الدين) للشيخ الصَّدوق: «سئل الصادق عليه السلام عن الغشية التي كانت تأخذ النّبي صلّى الله عليه وآله، أكانت تكون عند هبوط جبرئيل؟ فقال: لا، إنَّ جبرئيل إذا أتى النّبي صلّى الله عليه وآله لم يدخل عليه حتّى يستأذنه، فإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد، وإنّما ذلك عند مخاطبة الله عزَّ وجلَّ إيّاه بغير ترجمان وواسطة».
(بحوث في تاريخ القرآن وعلومه، السيّد مير محمّدي زرندي)
**
اللَّه إنّي سمعتُه منه
روى ابن عساكر في (تاريخ دمشق)، عن الأعمش عن سلمة بن كهيل: «رأيت رأس الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنه على القنا وهو يقول: ﴿..فسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ البقرة:137».
وجاء في (مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور: «وقال: إنّ كلّ راوٍ لهذا الحديث قال لِمَن رواه له: اللَّه إنّك سمعتَه من فلان؟ قال: اللَّه إنّي سمعتُه منه، إلى الأعمش، قال الأعمش: فقلت لسلمة بن كهيل: اللَّه إنّك سمعتَه منه؟ قال: اللَّه إنّي سمعتُه منه بباب الفراديس بدمشق، لا مُثّل لي ولا شُبّه لي وهو يقول: ﴿..فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ البقرة:137».
(تاريخ دمشق، إبن عساكر)
**
أعدوّ الله أم وليّ الله
«واعتقادنا أنَّه لا يخرج أحد من الدُّنيا حتى يرى ويعلم ويتيقَّن أيّ المنزلتين يصير إليهما، إلى الجنّة أم إلى النّار، أعدوّ الله أم وليّ الله. فإن كان وليّاً لله، فُتحت له أبواب الجنّة، وشرعت له طرقها، وكشف الله عن بصره عند خروج روحه من جسده ما أعدَّ الله له فيها، قد فرغ من كلّ شغل، ووضع عنه كلّ ثقل. وإن كان عدوّاً لله، فتحت له أبواب النار، وشرعت طرقها، وكشف الله عزَّ وجلَّ عن بصره ما أعدَّ الله له فيها، فاستقبل كلّ مكروه، وترك كلّ سرور. وكلّ هذا يكون عند الموت. ".." وتصديق هذا في كتاب الله عزَّ وجلَّ على لسان نبيِّنا صلّى الله عليه وآله ﴿الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلم عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون﴾ النحل:32. ويقول: ﴿الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين﴾ النحل:28-29».
(الإعتقادات في دين الإمامية، الشيخ الصدوق)
معاوية والأذان
روى أحمد بن أبي طاهر في كتاب (أخبار الملوك) أنَّ معاوية سمع المؤذِّن يقول: أشهد أن لا إله إلَّا الله، فقالها ثلاثاً، فقال: أشهد أنَّ محمّداً رسول الله! فقال: لله أبوك يا ابن عبد الله! لقد كنت عالي الهمّة، ما رضيتَ لنفسك إلَّا أن يُقرن اسمك باسم ربِّ العالمين!
(شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد)
**