الدِّين، والإسلام

الدِّين، والإسلام

25/12/2011

الدِّين، والإسلام

الدِّين، والإسلام
_____إعداد: «شعائر» _____

كان اسمُ شريعة موسى وعيسى عليهما السلام «الإسلام»، ولكن تسمّى الذين زعموا أنّهم على شريعة موسى باسم اليهوديّة نسبةً إلى مدينة يهودا، والذين زعموا أنّهم على شريعة عيسى باسم النّصارى نسبة إلى النّاصرة.
ما يلي وقفة مع مصطلَحي «الدّين»، و«الإسلام»، مقتطفة من كتاب (مصطلحات إسلاميّة) للعلّامة السيّد مرتضى العسكري رحمه الله.

الدِّين في اللّغة: الطاعة والجزاء.
وفي المصطلح الإسلامي: الشريعة.
وذلك معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإسلام...﴾ آل عمران:19، كما يأتي بيانه بإذنه تعالى.
أمّا الإسلام في اللّغة: أسلَمَ إسلاماً: إنقاد، فهو مسلم.
وفي المصطلح الإسلامي: دخل في الإسلام فهو مسلم.
ويتحقّق دخول الإنسان في الإسلام بالإقرار باللِّسان بقوله: أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وأشهد أنّ محمّداً رسولُ الله.
ومعنى الشّهادَةِ الأولى: الإقرار بأن لا خالق ولا معبود إلَّا الله.
ومعنى الشّهادَةِ الثانية: الإقرار بأنّ الله الرَّبَّ أرسل محمّداً صلّى الله عليه وآله بشريعة الإسلام، وأنّ المُقِرَّ يتعهّد بالعمل بتلك الشريعة.
والإسلام إسم لجميع الشرائع التي أُنزلت على رُسل الله قبل خاتم الرُّسل صلّى الله عليه وآله، كما يظهر ذلك من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإسلامُ وَمَا اختلفَ الَّذينَ اُوتوا الكِتَابَ إلاّ  مِنْ بَعْدِ ما جاءهُمُ العِلْمُ بَغْيا بَيْنَهُم...﴾ آل عمران:19.
وقوله تعالى فيها: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينَا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الاخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين﴾ آل عمران:85.
وكما أخبر الله سبحانه وتعالى أنّ إبراهيم عليه السلام كان مسلماً، فقال تعالى: ﴿مَا كانَ إبراهيمُ يَهُودِيّا وَلا نَصْرَانِيّا ولكِنْ كانَ حَنِيفا مُسْلِمَا...﴾ آل‌عمران:67.
وحكى عن وصيّة إبراهيم لبنيه أن يكونوا مسلمين، فقال سبحانه:
﴿وَوَصَّى بهَا إبراهيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون﴾ البقرة:132.
وكان ذلك معروفاً أيضاً لدى الكفّار في الأمم السابقة كما يظهر ذلك من قول فرعون عند موته حيث أخبر الله عنه: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَني إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُم فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيَا وَعَدْوَا حَتَّى إذا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أنَّهُ لا إله إلاّ الَّذي آمَنَتْ بِهِ بَنو إِسْرَائِيلَ وأنا مِنَ المُسْلِمين﴾ يونس:90.
وما أخبر تعالى عن شأن عيسى عليه السلام مع الكفّار ومحاورته للحواريِّين بقوله: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عيسى مِنْهُمُ الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَاري إلى الله قَالَ الحَواريُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ الله آمَنَّا بالله واشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون﴾. آل عمران: 52.
إذاً فقد كان اسم شريعة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام الإسلام، وإنّما غيَّر أهل الكتب إسم دينهم، فتسمّى الذين زعموا أنّهم على شريعة موسى بإسم اليهوديّة نسبةً إلى مدينة يهودا في جبل صهيون.
وتسمّى الذين زعموا أنّهم على شريعة عيسى بإسم النّصارى نسبة إلى النّاصرة البلدة التي ولد فيها عيسى بن مريم عليه السلام. واسم المسيحي نسبة إلى لقب عيسى المسيح عليه السلام.
وهكذا حرّفوا اسم دين الله كما حرَّفوا كتابَيه: التَّوراة والإنجيل.
وأقرّهم الله على ما سمّوا به أنفسهم وسمّـاهم في القرآن الكريم اليهود والنّصارى، لأنّ الدِّين الذي يدينون به ليس الإسلام الذي جاء به الرّسولان موسى وعيسى عليهما السلام، وليسوا بمسلمين.
وقد أوحى الله سبحانه شريعة الإسلام إلى رُسُله في الكتب التي أنزلها إليهم وبلّغتها الرّسل إلى أُممهم وفسَّروا الكُتب بحديثهم، فمَن أظهر الخضوع والإنقياد وقبول الشريعة التي جاءت بها الرّسل من عند الله فهو مسلم، فإنْ كان منه إيماناً بالقلب وإقراراً باللِّسان وعملاً بالأركان فهو مؤمن، وإلَّا فهو منافق.

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات