من القصيدة «الأَزْرِيَّة»

من القصيدة «الأَزْرِيَّة»

25/12/2011

من القصيدة «الأَزْرِيَّة»

من القصيدة «الأَزْرِيَّة»
لا تُجِل في صِفاتِ أحمدَ فكراً

شاعر أهل البيت عليهم السلام: محمّد كاظم الأَزري


وُلد الملّا محمّد كاظم الأزري في بغداد سنة 1143 للهجرة، وتُوفّي سنة 1211 ودُفن في الكاظميّة. تربّى في النجف الأشرف تربية دينيّة، لكنّه ولع بالأدب وأخذ ينظم الشعر وهو دون العشرين من عمره، وقد عُرف عنه اندفاعُه للدفاع عن العقيدة خاصّة.
الأبيات التالية مقتطفة من أشهر قصائده؛ «الأزريّة» أو «الهائيّة الطويلة» وهي قصيدة عقائديّة ولائيّة، عُرِفت أيضاً بـ «قرآن الشعر»، تقتبس منها «شعائر» أبياتاً في ذكرى وفاة سيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله.

أَوْفَرُ العُرْبِ ذمّةً أوفاها مَعْقِلُ الخائفينَ من كلِّ خوفٍ
خَبَرُ الكائناتِ مِن مُبتداها مَصْدَرُ العِلْمِ ليسَ إلَّا لديه
غيرُ محدودةٍ جهاتُ علاها مَلِك يحتوي ممالكَ فضلٍ
كرة النّار لاستحالت مياها لو أُعيرت من سلسبيل نَداه
خير مَن حلَّ أرضها وسماها علمٌ تلحظ العوالم منه
رتبةٌ ليس غيره يؤتاها ذاك ذو إمرةٍ على كلِّ أمرٍ
 وإلى ذاتِ أحمدَ مُنتهاها ما تناهت عوالمُ العِلم إلّا
وهو الغاية التي استقصاها أيُّ خلْقِ الله أعظمُ منه
فرأى ذاتَ أحمدَ فاجتباها قَلَبَ الخافقَين ظهراً لِبطنٍ
طاب من زهرة القنا مُجتناها رائدٌ لا يرود إلّا العوالي
قد بناها التُّقى فأعلى بناها لستُ أنسى له منازلَ قُدْسٍ
أذِنَ اللهُ أن يعزّ حماها ورجالاً أعزّةً في بيوتٍ
كما لا يريد إلّا رضاها سادةٌ لا تريد إلّا رضى الله
يَهتدي النّجم باتِّباع هُداها علماءُ أئمّةٌ حكماء
ها وحازوا ما لم تَحُز أُخراها وَرثوا مِن محمّد سبْقَ أُولا
والرّحمة التي أهداها آيةُ الله حكمةُ الله سيفُ الله
أنَّ مِن نعلِ أخمصيه علاها أَرْيَحِيٌّ له العُلى شاهداتٌ
بالأعاجيب تَستدير رَحاها نيّرُ الشّكل دائرٌ في سماء
أَخَذَتْ عنهما العقولُ نُهاها فاضَ لِلْخَلْقِ منه علمٌ وحِلمٌ
لم يزل مشرقاً بها فلكاها واستعارت منه الرّسالة شمساً
عنق الأزمة الشّديد براها بأبي الصّارم الإلهيُّ يبري
إنّه ليثُها الذي يرعاها جاورته طريدة الدين علماً
طرباً باسمه فيا بُشراها بشّرت أمّه به الرُّسل طرّاً
حتّى وعى الأصمّ نِداها وتنادت به فلاسفةُ الكُهّان
فوق عُلْويّة السّما سُفلاها طَربَت لِاسمِه الثّرى فاستطالَت
بعَثَ اللهُ للورى أزكاها لم يزالوا في مركز الجهل حتّى
تستمدّ الشموس منه سناها فأتى كامل الطبيعة شمساً
ضرَّها وهو منتهى شكواها كيف لا تشتكي اللّيالي إليه
فهي الصّورة التي لن تراها لا تُجِل في صفاتِ أحمدَ فكراً

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات