| أَوْفَرُ العُرْبِ ذمّةً أوفاها |
مَعْقِلُ الخائفينَ من كلِّ خوفٍ |
| خَبَرُ الكائناتِ مِن مُبتداها |
مَصْدَرُ العِلْمِ ليسَ إلَّا لديه |
| غيرُ محدودةٍ جهاتُ علاها |
مَلِك يحتوي ممالكَ فضلٍ |
| كرة النّار لاستحالت مياها |
لو أُعيرت من سلسبيل نَداه |
| خير مَن حلَّ أرضها وسماها |
علمٌ تلحظ العوالم منه |
| رتبةٌ ليس غيره يؤتاها |
ذاك ذو إمرةٍ على كلِّ أمرٍ |
| وإلى ذاتِ أحمدَ مُنتهاها |
ما تناهت عوالمُ العِلم إلّا |
| وهو الغاية التي استقصاها |
أيُّ خلْقِ الله أعظمُ منه |
| فرأى ذاتَ أحمدَ فاجتباها |
قَلَبَ الخافقَين ظهراً لِبطنٍ |
| طاب من زهرة القنا مُجتناها |
رائدٌ لا يرود إلّا العوالي |
| قد بناها التُّقى فأعلى بناها |
لستُ أنسى له منازلَ قُدْسٍ |
| أذِنَ اللهُ أن يعزّ حماها |
ورجالاً أعزّةً في بيوتٍ |
| كما لا يريد إلّا رضاها |
سادةٌ لا تريد إلّا رضى الله |
| يَهتدي النّجم باتِّباع هُداها |
علماءُ أئمّةٌ حكماء |
| ها وحازوا ما لم تَحُز أُخراها |
وَرثوا مِن محمّد سبْقَ أُولا |
| والرّحمة التي أهداها |
آيةُ الله حكمةُ الله سيفُ الله |
| أنَّ مِن نعلِ أخمصيه علاها |
أَرْيَحِيٌّ له العُلى شاهداتٌ |
| بالأعاجيب تَستدير رَحاها |
نيّرُ الشّكل دائرٌ في سماء |
| أَخَذَتْ عنهما العقولُ نُهاها |
فاضَ لِلْخَلْقِ منه علمٌ وحِلمٌ |
| لم يزل مشرقاً بها فلكاها |
واستعارت منه الرّسالة شمساً |
| عنق الأزمة الشّديد براها |
بأبي الصّارم الإلهيُّ يبري |
| إنّه ليثُها الذي يرعاها |
جاورته طريدة الدين علماً |
| طرباً باسمه فيا بُشراها |
بشّرت أمّه به الرُّسل طرّاً |
| حتّى وعى الأصمّ نِداها |
وتنادت به فلاسفةُ الكُهّان |
| فوق عُلْويّة السّما سُفلاها |
طَربَت لِاسمِه الثّرى فاستطالَت |
| بعَثَ اللهُ للورى أزكاها |
لم يزالوا في مركز الجهل حتّى |
| تستمدّ الشموس منه سناها |
فأتى كامل الطبيعة شمساً |
| ضرَّها وهو منتهى شكواها |
كيف لا تشتكي اللّيالي إليه |
| فهي الصّورة التي لن تراها |
لا تُجِل في صفاتِ أحمدَ فكراً |